فى مسعى جديد لمحاصرة خطر الإرهاب الدولي، دعا ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى المجتمعات الإسلامية إلى الوقوف بجانب الحكومات وبذل مزيد من الجهد لمكافحة قوى التطرف فى مختلف دول العالم، مؤكدا أن تنظيم داعش الإرهابى ومظهره الذى يبدو من العصور الوسطى هو أحد أكبر التهديدات التى يواجهها العالم. وحذر رئيس الوزراء - فى كلمة له أمام مؤتمر الأمن الدولى فى سلوفاكيا - مما وصفه بالتغاضى الهادئ عن الأيديولوجيا المتشددة لتنظيم داعش، مطالبا الأسر المسلمة فى المملكة المتحدة على وجه الخصوص بالتوقف عن إلقاء اللوم على الشرطة والأجهزة الأمنية لفشلها فى منع المراهقين البريطانيين من التوجه إلى سوريا، والحديث بشكل علنى ضد الأفكار المتطرفة والأيديولوجيا السامة لتنظيم داعش. وتناول كاميرون فى كلمته قضيتين، الأولى لفتى عمره 17عاما من شمال إنجلترا فجر نفسه فى العراق. والثانية لثلاث شقيقات هجرن أزواجهن ويعتقد أنهن فى طريقهن إلى سوريا مع أطفالهن التسعة، كمثال على كيفية الانزلاق من التحيز لقناعات معينة إلى التطرف. وقال رئيس الوزراء إن هذه الحالات الأخيرة هى جزء من اتجاه خطير يهدد بريطانيا، مضيفا هؤلاء الشباب والشابات، يتركون فى كثير من الأحيان أحباءهم ومنازلهم والمدارس الجيدة ومستقبل مشرق للسفر آلاف الأميال لوضع أحزمة ناسفة حول أجسادهم وتفجير أنفسهم وقتل الأبرياء. وأكد كاميرون - فى كلمته- أن هناك أناسا يتبنون بعض وجهات النظر المعبرة عن قناعات لديهم لكن لا يذهبون إلى حد الدعوة إلى العنف، إلا أنهم وبإيمانهم ببعض هذه القناعات يعطون لهذا الخطاب المتطرف وزنا ويقولون لإخوانهم المسلمين: أنتم جزء من هذا، مما يمهد الطريق أمام تحول بعض الشباب الغاضب تجاه بعض القضايا إلى إرهابيين. وتابع أن:الناس الذين يعتقدون، على سبيل المثال، إن الديمقراطية خطأ وأن المرأة أدنى مكانة من الرجل وأن الشريعة تجب سيادة القانون يتقاسمون أيديولوجية التطرف، مضيفا أنه فى الوقت الذى يجب أن تلعب فيه الحكومة دورا لمحاربة التطرف على المجتمعات والأسر أن تفعل بالمثل. على جانب آخر، وفى ولاية نيوجيرسى الأمريكية، اتهمت السلطات شابا بالتآمر لتقديم دعم لتنظيم داعش المتشدد كرابع شخص يعتقل خلال الأيام القليلة الماضية فى مدينة نيويورك وحولها فى إطار تحقيقات واسعة. وذكرت وزارة العدل الأمريكية أن الشاب ويدعى صامويل رحامين توباز (21عاما) وهو من فورت لى فى نيوجيرسى اعتقل فى منزله الأربعاء الماضي، وأمر قاض بحبسه على ذمة التحقيق بعد مثوله أمام محكمة اتحادية. وجاء فى مذكرة الاتهام أنه كان على اتصال دائم مع منذر عمر صالح (20عاما) زميله فى الدراسة الذى اعتقل يوم السبت الماضى مع متآمر آخر لم يكشف عن اسمه حين رصدتهما عربة للمراقبة. واتهم صالح بالتآمر لتفجير شحنة ناسفة لصالح تنظيم داعش. وفى الوقت نفسه، اعتقل شاب ثالث يدعى فريد مؤمنى (21عاما) بعد محاولته طعن ضابط من مكتب التحقيقات الاتحادى أثناء تفتيش بيته فى ضاحية ستاتن أيلاند فى نيويورك.