غادر الرئيس السوداني عمر البشير جنوب أفريقيا ظهر أمس بعد مشاركتة في القمة الأفريقية الخامسة والعشرين التي استضافتها جوهانسبرج، منهياً جدلاً عالمياً بشأن احتمال اعتقاله بناء على قرار محكمة جنوب أفريقية بمنع مغادرته البلاد. وغادرت طائرة البشير مطار جوهانسبرج أثناء انعقاد جلسة محكمة لإصدار قرار بشأن اعتراض وزارة العدل في جنوب أفريقيا على الطلب القضائي الخاص بمنع الرئيس السوداني من مغادرة البلاد بناء على طلب المحكمة الجائية الدولية. وأكد محامي الدولة في جنوب أفريقيا أمام المحكمة "أن البشير جاء إلى البلاد بناء على دعوة الاتحاد الأفريقي وليس بناء على طلب جنوب أفريقيا، وبالتالي فلا يجوز القبض عليه ويجب أن يغادر البلاد حراً". وكان الاتحاد الأفريقي قد رفض من قبل التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، متهماً إياها بالتحيز ضد زعماء أفارقة. وكان أحد أعضاء الوفد السوداني في جوهانسبرج أكد قبل إصدار الحكم النهائي أن البشير سيغادر جوهانسبرج في الموعد المحدد سلفاً (ظهر أمس). وجاء هذا التصريح بعد ساعات من إعلان قاضي المحكمة في بريتوريا أن البشير لن يتمكن من مغادرة جنوب أفريقيا طالما لم يصدر حكم نهائي في القضية وأن على السلطات اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمنعه من المغادرة، وهي المرة الأولى التي يحاول فيها قضاء دولة أفريقية منع رئيس دولة في منصبه من مغادرة أراضيها بناء على طلب من المحكمة الجنائية الدولية. وزار البشير من قبل أربع دول موقعة على ميثاق "الجنائية الدولية" من بينها الكونجو الديموقراطية ونيجيريا ومالاوي وجيبوتي، فيما ألغى زيارة لاندونيسيا لحضور قمة خلال أبريل الماضي في اللحظة الأخيرة. وتحول قرار منع البشير من مغادرة جنوب أفريقيا إلى معركة دولية، حيث طالب بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة تنفيذ الدول الموقعة على قانون إنشاء المحكمة الجنائية الدولية قرار الاعتقال الصادر من المحكمة بحق البشير. وفي واشنطن، أعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها البالغ إزاء سفر البشير إلى جنوب افريقيا ومشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي. كما توقع الاتحاد الأوروبي أن تقوم جنوب افريقيا، عضو مؤسس للمحكمة، بتنفيذ أمر الاعتقال بحق البشير. في المقابل، اعتبر إبراهيم غندور وزير خارجية السودان أن "محاولات المحكمة الجنائية الدولية مع حكومة جنوب أفريقيا ضد البشير باءت بالفشل". واتهمت مايتي نيكوانا وزيرة خارجية جنوب أفريقيا أحزاب المعارضة بالوقوف وراء الحكم، ووصفت الموقف بأنه محاولة لإحراج بلادها أمام قادة أفريقيا.