أنقذت العناية الإلهية الأقصر من محاولة الهجوم الإرهابى الذى حاول استهداف معبد الكرنك؛ ومن أبرز المشاهد التى كشفت عنها الحادثة هو أهمية استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة فى عمليات التأمين، فكاميرات المراقبة الإلكترونية الموجودة على بوابات البوابة الخارجية لموقف اتوبيسات معبد الكرنك تمكنت من تصوير الحادث تفصيلا. يقول محمد بدر محافظ الأقصر إن المحافظة بدأت منذ فترة فى تنفيذ مشروع بتكلفة 50 مليون جنيه لتأمين الأقصر بالتعاون مع الأجهزة المختلفة، وأنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى بالفعل، والتى قام بتنفيذها جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، حيث تم تركيب 156 كاميرا ما بين كاميرات متحركة وثابتة، تقوم بتغطية جميع مداخل المناطق الاثرية والسياحية بالأقصر والمستشفيات والشوارع والميادين الرئيسية، ويجرى العمل حاليا لاستكمال المرحلة الثانية من المشروع لتغطية الأقصر بأكملها. يقول سلطان عيد مدير آثار مصر العليا إن هناك مشروعا مصريا إسبانيا تقوم بتنفيذه وزارة الآثار بالتعاون مع الجانب الإسبانى تصل تكلفته إلى 30 مليون يورو، يأتى فى صورة قرض ميسر من أجل إنشاء مشروع متكامل للحماية والسيطرة والتحكم فى المناطق الأثرية ( معبد الأقصر – معبد مدينة هابو – وادى الملوك – الرامسيوم – معبد حتشبسوت )، بالإضافة إلى منطقة الأهرامات بالجيزة، يتضمن إنشاء شبكة مراقبة من الكاميرات الحساسة عالية الجودة، وإحلال وتجديد شبكة الإضاءة التى كانت موجودة فى المعبد، والتى كانت تعمل بنفس النظام لأكثر من 60 عاما دون تغيير وأنه تم الانتهاء من المشروع فى معبد الأقصر بالفعل، والمشروع لايهدف فقط إلى الحفاظ على المواقع الأثرية وتوفير وسائل أمنية ككاميرات المراقبة الإلكترونية، ولكنه يهدف بشكل أساسى إلى تحويل مدينة الأقصر من مقصد سياحى شتوى فقط إلى مقصد سياحى طوال العام،عن طريق إضاءة وتأمين المواقع الأثرية بما يسمح للسائحين بزيارتها بصورة أكثر تفاعلية،ولكن رغم تلك المشروعات إلا أن هناك العديد من المشكلات التى تواجه عمليات التأمين الحالية فى المناطق الاثرية بالأقصر. وقد تناولها العديد من التقارير الرسمية بين مختلف الجهات المعنية، فمن بينها تقرير يكشف عن تعطل أجهزة الكشف عن الحقائب (أكس راى ) فى معبد حتشبسوت منذ العام الماضى، وكان يسبقه تقرير العام الماضى عن تكرار تعطل أجهزة الكشف عن الحقائب بمنطقة الوادى لأكثر من شهرين، أما المخازن المتحفية بالبر الغربى والتى يصل عددها إلى 3 مخازن، فأجهزة الإنذار ضد السرقة والحرائق لا تعمل، بالإضافة إلى عدم وجود إضاءة كافية على الأسوار. أما المشكلة الأكبر فهى التعطل المستمر لأجهزة الكشف عن الحقائب بمعبد الأقصر، نتيجة تعطل التكييفات بتلك الغرفة، الأمر الذى يؤدى إلى تعطل أجهزة الحاسب الآلى التى تقوم بتشغيل الجهاز، وكذلك عدم وجود جهاز كشف عن الحقائب x ray فى معبد هابو واعتماد عملية التأمين بالمعبد على الكشف اليدوى فقط, بالإضافة إلى مشكلة البوابة الأمنية الداخلية لمعبد الكرنك، والتى بها العديد من المشكلات وتحتاج إلى تغيير ليتم بناء حجرة مجهزة، وقد تم الاتفاق بين وزارة السياحة وشرطة الآثار أكثر من مرة لتغيير تلك البوابة ولكن لاشىء تم تنفيذه من تلك الاتفاقات، لتظل البوابة فى مكانها الذى يقوم بحجب الرؤية عن واحد من أهم المعابد التاريخية فى العالم.