فى خطوة مهمة على طريق الوحدة الاقتصادية بين دول القارة السمراء، وقع الرئيس عبد الفتاح السيسى وعدد من الزعماء الأفارقة أمس على وثيقة اتفاقية التجارة الحرة بين أكبر ثلاثة تكتلات اقتصادية إفريقية (الكوميسا، السادك، وتجمع شرق إفريقيا)، التى تتضمن إقامة منطقة تجارة حرة بين الدول الأعضاء بهذه التكتلات، وتحرير التجارة بينها بحلول عام 2017، كما وقع الزعماء على إعلان شرم الشيخ، الذى أكد عزم هذه الدول على تعميق التكامل عبر منطقة التجارة الحرة، ومواصلة نهج التكامل التنموى القائم على المرتكزات الثلاثة للتنمية الصناعية وتنمية البنية التحتية وتكامل السوق. وتُشكل منطقة التجارة الحرة الثلاثية سوقاً متكاملة تضم 26 دولة يبلغ عدد سكانها مجتمعةً 632 مليون نسمة، أى ما يعادل 57% من سكان أفريقيا، وتُسهم بناتج محلى إجمالى مقداره 1.3 تريليون دولار (2014)، فضلاً عن اسهامها بما يعادل 58% من الناتج المحلى الإجمالى للقارة الإفريقية. ووصف الرئيس السيسى التوقيع بأنه علامة فارقة من أجل استكمال آمالنا وطموحاتنا نحو تحقيق التكامل والاندماج الإقليمى على مستوى قارتنا الإفريقية. وقال فى ختام قمة التكتلات الاقتصادية: لقد أثبتنا للعالم، وقبل كل شيء لشعوبنا توافر إرادتنا السياسية من أجل تبنى أفضل الممارسات والسياسات اللازمة لتحرير التجارة بين دولنا، والعمل على النهوض بالبنية التحتية، وتحقيق التنمية الصناعية، والعمل على جذب المزيد من الاستثمارات للمنطقة. وأضاف أن لدينا فرصة حقيقية يجب العمل على استثمارها لخدمة مصالح وأهداف شعوب إفريقيا، وهو الأمر الذى يتطلب المزيد من العمل المشترك والجهد الدءوب والتضامن، ولقد حرصنا خلال أعمال هذه القمة على أن نخرج بخريطة مستقبل واضحة ومحددة بشأن عملنا المشترك خلال المرحلة المقبلة. وأعلن تنظيم مصر منتدى الاستثمار والتجارة فى إفريقيا الذى سيعقد بمدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 29-31 أكتوبر المقبل بهدف التعريف بفرص التجارة والاستثمار الواعدة فى إفريقيا على الصعيدين الإقليمى والدولي. كان الرئيس قد أوضح فى افتتاح القمة أن مصر تقوم حالياً أيضا بتنفيذ عدة مشروعات قومية عملاقة من أجل تطوير بنيتها التحتية، حيث شارفت على الانتهاء من حفر قناة السويس الجديدة وذلك بهدف تيسير التجارة العالمية والإقليمية، مشيرا إلى أن ذلك سيمثل قيمة مضافة كبيرة لإقليم الشرق والجنوب الإفريقى بوجه خاص، والقارة الإفريقية بوجه عام. ودعا السيسى جميع القادة المشاركين إلى حضور مراسم افتتاح القناة فى أغسطس المقبل، موضحا أن مصر لن تدخر جهداً لدعم ونقل خبراتها لأشقائها الأفارقة استمراراً للدرب الذى نهجته منذ مساندتها حركات التحرر الوطنية الإفريقية ورفض استغلال إرادة شعوب القارة سياسياً واقتصادياً. وقد عقدالرئيس عبدالفتاح السيسى قمة، مع نظيره السودانى عمر البشير، ورئيس وزراء إثيوبيا هايلاميرمام ديسالين، لمتابعة تنفيذ إعلان المبادىء الذي تم التوقيع عليه بالخرطوم فى مارس الماضى بشأن سد النهضة، وأكد الزعماء الثلاثة إلتزامهم بمبدأ عدم الإضرار بمصالح كل طرف، وتحقيق المكاسب المشتركة للجميع.