رغم تحذيرات وزارة التربية والتعليم قبل بدء امتحانات الثانوية العامة للطلاب الغشاشين بالحرمان من المادة بل ومن الإمتحانات بأكملها ومعاقبة الملاحظين بعدم المشاركة فى أعمال الإمتحانات لمدة 5 سنوات إلا أن صفحات وروابط الغشاشين أعلنت التحدى ونجحوا فى تسريب ورقة امتحان مادة اللغة العربية بعد بدء الإمتحان بدقائق . ورغم أن الوزارة بالتنسيق مع مباحث الإنترنت بوزارة الداخلية، توصلت إلى بيانات مؤسس صفحة "شاومينج بيغشش طلاب الثانوية العامة"، وذلك بعد 3 سنوات من تأسيسه لها إلا أنه تم تسريب الورقة الإمتحانية . وظاهرة تسريب الإمتحانات والغش الإليكترونى ليست بجديدة فمنذ 4 سنوات ولم تفلح جهود الوزارة فى مواجهتها أو منعها وهذا يرجع فى رأيى لسببين أولهما أن قدرات الطلاب التكنولوجيا تفوق طرق المواجهة التقليدية والمستحدثة وثانيها أن الطلاب مصرين على الغش ومصممون عليه وطالما أن الطلاب يقاومون كل أساليب المواجهة التى تتبعها الوزارة وتحقيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب حتى لا يظلم الطالب المتفوق أو المجتهد على الأقل لابد من تغيير منظومة الإمتحانات كلياً لتعتمد على أعمال العقل والتفكير واستخدام المهارات الذهنية والبعد عن الأساليب الإمتحانية العقيمة التى تختبر قدرة الطالب على الحفظ والتلقين مما يزيد اعتمادهم على الغش ، وقبل ذلك لابد أن يتطور نظام التعليم فى كافة المراحل لاسيما المرحلة الثانوية ليطبق نظام الساعات المعتمدة واستخدام" الأوبن بوك " وما يتبعه من تطوير المناهج وتنمية مهارات المعلم وتدريبه هذه العوامل ستنسف فزاعة الثانوية العامة لإن الطالب سيكون لديه أكثر من فرصة لدخول الإمتحان وبالتالى لا مجال للدروس الخصوصية أو توقعات أباطرة المراكز . هذه هى خريطة الطريق اضعها أمام صانع القرار لمواجهة آفة الغش الذى أصيب بها المجتمع فى مقتل فى ظاهرة بعيدة عن التعاليم الدينية والأخلاقية والإجتماعية ولا حل دونها حتى وإن كانت حالات فردية ولا ترقى للظاهرة مثلما يردد المسئولون لكننا أمام واقع ينمو ويكبر أمام أعيننا دون إيجاد حلول مناسبة للقضاء عليه أو على الأقل الحد منه ، أضف إلى ذلك هذا الطالب الغشاش سيُصبِح فيما بعد طبيب فاشل أو مهندس نصاب أو محامى محتال طالما إنه اتخذ الغش أسلوب حياة !!! [email protected] لمزيد من مقالات نيفين شحاتة