كثيرا ما قال الرئيس السيسى إنه واحد من الشعب وليس رئيسا.. وهو ما وضح جليا خلال سنة حكمه من تأثره البالغ لعدد كبير من المواقف، أظهرت لفتاته الإنسانية حيال الناس، لاسيما البسطاء منهم وغير القادرين والمهمشين. فبعد توليه المسئولية بأيام، فاجأ الرئيس الجميع بزيارة إلى المستشفى الذى كانت ترقد فيه السيدة التى تعرضت للتحرش فى ميدان التحرير خلال الاحتفال بفوزه فى الانتخابات الرئاسية، وحمل إليها باقة من الورود، مقدما لها الاعتذار باسمه واسم الشعب. وقد شهدت بداية حكم الرئيس استقباله سيدة عجوز تبرعت بقرطها الذهبى الذى تملكه لصندوق "تحيا مصر"، كما استقبل أحد الأطفال المصابين بمرض السرطان بعد أن طلب الطفل لقاءه. أما الشاب «منعم» من ذوى الاحتياجات الخاصة، فكان للرئيس معه قصة إنسانية معروفة، بعد أن طلب هذا الشاب خلال أحد البرامج التلفزيونية أن يحضر الرئيس إحدى الفعاليات الخاصة بذوى الاحتياجات، وكان ذلك مساء يوم خميس، وأجرى الرئيس مداخلة على الهواء مباشرة ووعده بالحضور إذاسمحت ظروفه، ثم فاجأ السيسى الجميع بحضور افتتاح الفعالية ثانى يوم مباشرة، وتناول الطعام وتواصل مع متعب وزملائه، كما أعلن يومها عن إنشاء مراكز رعاية متكاملة لذوى الاحتياجات بالمحافظات. ومن اللفتات الإنسانية للرئيس التى علقت بالأذهان، استدعاؤه لأبناء شهداء الشرطة للوقوف بجواره خلال كلمته فى الاحتفال بعيد الشرطة فى يناير الماضي، كما لفت أنظار العالم عندما التقط صور "سيلفي" مع الشباب المنظمين لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي. وخلال فترة حكم الرئيس السيسي، استجاب لعدد من مناشدات المواطنين، حيث وجه بإيداع سيدة بالإسكندرية تدعى ليلى صالح - كانت قد افترشت الطريق - بدار لرعاية المسنات وتكفل بجميع متطلباتها. كما استجاب لمناشدة الحاجة نجيبة التى طالبت بترميم المنزل الذى تعيش فيه مع أسرتها بالمنيا وكان قد أوشك على الانهيار. وقد تواصل الرئيس مع العديد من المواطنين الشباب وشاركهم أفراحهم، بإرسال باقات الورود و برقيات التهنئة، بعد أن حالت ظروف عمله دون تلبية مطالبهم بحضور حفلات زفافهم. ومن المواقف المشهودة للرئيس، توقفه فى طريق عودته من الكلية الحربية، لمصافحة شباب ينظمون ماراثون للتوعية بالانتباه على الطريق، وهى الزيارة التى جاءت للكلية عقب استشهاد عدد من طلابها بالمنصورة. كما صافح الرئيس فريق شباب الدراجات على طريق القاهرةالإسكندرية الصحراوي. وفى كل مرة ينزل فيها الرئيس من سيارته، كان يستجيب لالتقاط الصور مع المواطنين. وتعددت المرات التى يستوقف فيها الرئيس موكبه رغم إجراءات التأمين المتبعة، فذات صباح وهو فى طريقه من قصر الاتحادية إلى قصر القبة للقاء الرئيس السودانى البشير، نزل الرئيس من سيارته ليساعد سيدة مسنة لعبور الطريق، وقد أوقف الرئيس موكبه عدة مرات فى أثناء زياراته بالخارج، لمصافحة الجاليات المصرية التى جاءت لتحيته. ولم يفت الرئيس الاطمئنان على صحة بعض المرضى والمصابين، فقد زار بمستشفى الجلاء عددا من المصابين فى أحداث إرهابية، كما أجرى اتصالات شخصية بالبعض، منهم الكاتب الكبير حسنين هيكل، الذى اطمأن على صحته عند إجرائه عملية جراحية، كما كان دائم الاتصال بالشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، وقدم التعازى لأسرته عقب وفاته. كما شارك الرئيس فى العديد من الجنازات العسكرية ليقف بجوار أهالى الشهداء، الذى استشهدوا جراء الإرهاب الغادر. ومن المواقف التى لن ينساها المصريون للرئيس السيسي، وبصفته رئيسا لكل المصريين، كانت زيارته التاريخية للكاتدرائة المرقسية بالعباسية وحضور قداس عيد الميلاد المجيد كأول رئيس مصرى يشارك فى هذا القداس، فضلا عن تقديمه واجب العزاء بالكنيسة عقب ذبح 21 مسيحيا بليبيا على يد تنظيم داعش. وهكذا كان للرئيس السيسى سياسة واضحة منذ بداية حكمه، للتواصل المباشر والمستمر مع الشعب المصري، وكلل هذا أخيرا بإطلاق بريد إلكترونى ليتواصل من خلاله مع المواطنين لحل مشكلاتهم، والرد على ما يخص الشأن العام من الرسائل خلال حديثه الشهرى إلى الشعب.
جسور التواصل يؤكد الدكتور أحمد يحيي، أستاذ علم النفس بجامعة السويس، أنه منذ فترة طويلة كان بعض الرؤساء يعيشون فى أبراج عاجية، لا توجد بينهم وبين المواطنين أى جسور من التواصل أوالثقة، وكان هذا التواصل متروكا لمكتب الرئيس الخاص أو المحليات، وجاء الرئيس السيسى ليضع قاعدة أساسية وهى التواصل المباشر للجماهير، والإحساس بمشكلاتهم والعمل على حلها، ولا يكتفى بهذا فقط بل يتابع حل المشكلة وأى معوقات تحول بينهما وبين حلها. ويضيف أن هذا النمط من السلوك يؤكد مدى ثقة الجماهير فى حسن اختيار الرئيس، ومدى حبه لهذه الجماهير، فلم يكن اختياره بدافع عاطفى أو عشوائي، بل أكد حرصه على مصالح الشعب، سواء الشخصية أو الداخلية أو الخارجية. وقال: أعتقد أنه لو كان بيده حل لمشكلة كل مصرى على حدة لفعل، ولكن التركة كبيرة وثقيلة، والمهمة صعبة، ونسأل الله التوفيق له. أقرب للشعب من جانبه يوضح الدكتور أحمد مجدى حجازي، أستاذ علم الاجتماع السياسى وعميد كلية الآداب السابق، أن المجتمع المصرى فى السابق كان يعيش نوعا من تعالى القيادات على الشعب بشكل أساسى أو انفصال بين السياسة والجماهير، ولكن حدث ما حدث أن القيادة السياسية الجديدة قربت بين الشعب ورموز السياسة فى المجتمع المصري، على اعتبار أن المرحلة السابقة كانت بها تباعد وفجوة كبيرة وتعال من قبل السياسيين للنزول للشعب. وأشار إلى أنه بدا التفكير من قبل الرئيس أن يكون أقرب للشعب، ويعبر عن مشكلاتهم بالنزول إليهم والعمل على حلها وكذلك سياسة الحكومة الآن بها نفس التفكير، فهى قريبة من الشعب بكل فئاته المختلفة. ويؤكد د. حجازى أن هذا السلوك يؤدى إلى التقارب بين الجماهير ورؤسائهم وإشعارهم أن الحكومة تسعى لتحقيق مطالب الشعب وطبقاته الفقيرة.