بادرت وزارة الأوقاف بتنظيم قوافل دعوية لمواجهة الفكر التكفيري وعقد سلسلة من المؤتمرات المحلية والدولية لبحث آليات وضوابط تجديد الفكر الديني ومواجهة التطرف والإرهاب، وكان من ابرز تلك الجهود " وثيقة الأوقاف الوطنية لتجديد الخطاب الديني" والتي صدرت في ختام أعمال المؤتمر الذي نظمته الوزارة، بمشاركة عدد من الوزراء ورجال الدين والفكر والثقافة. وتخصيص أعمال المؤتمر الدولى للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية لمناقشة الفكر التكفيري والمفاهيم الخاطئة لدى الجماعات الإرهابية، والذي جاء تحت عنوان : "عظمة الإسلام وأخطاء المنتسبين إليه" وقررت الوزارة طباعة بحوث المؤتمر بعدد من اللغات واهداء نسخة منها الى الرئيس في احتفال الوزارة بليلة القدر خلال شهر رمضان القادم. وأكدت "الوثيقة الوطنية لتجديد الخطاب الديني" التي أصدرتها الوزارة أن إصلاح مناهج التعليم والخطاب الثقافي والفكري والتنويري والعلمي في المدارس والجامعات والمنتديات الثقافية والتجمعات الشبابية لا يقل أهمية عن ذلك الخطاب الذي يلقيه الأئمة على منابر المساجد. وقرر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، تشكيل لجنة علمية تضم عددا من رجال الدين والفكر والثقافة للتنسيق مع الوزارات والهيئات المعنية لتنفيذ بنود الوطنية لتجديد الخطاب الديني. وقال إن اللجنة ستعمل بالتنسيق مع لجان صياغة مناهج التعليم بمجلس الوزراء لبناء مناهجِ التربية الدينية على معاييرَ ومؤشراتٍ تعززُ الفهمَ الصحيح للدين، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وترسخ الاتجاهاتِ الإيجابية, وتحول الطلاب والتلاميذ من نطاق التبعية والحفظ والتقليد والتلقين إلى مستويات جادة من الوعي والتفكير والإبداع، وتوظيف بعض الأعمال الفنية والإبداعية لنشر القيم النبيلة, وإنتاج أعمال تدعم القيم الأخلاقية والإنسانية الراقية, وبخاصة في مجال ثقافة الطفل. وأكد أن الوزارة ستعمل خلال الأشهر القادمة على تحسين الأوضاع المادية للأئمة والخطباء بما يمكنهم من التفرغ لأداء رسالتهم النبيلة، وكذا تنظيم دورات علمية لرفع مستوى الأئمة والخطباء وتكوينهم علميا ورُوحيا وسلوكيا. كما تتولى اللجنة التنسيق بين المؤسسات الدينية, والعلمية, والتعليمية, والثقافية, والفنية, والإعلامية, لإنتاج خطاب عقلي, وعلمي, وثقافي, وديني, وتربوي, ووطني, يتناسب مع ظروف العصر وحجم التحديات, ويحافظ على الثوابت الشرعية والأخلاقية للمجتمع, وإعادة النظر في مكونات المناهج الدينية في جميع مراحل التعليم بما يتناسب مع معطيات العصر ومتطلباته، وتبني خطاب ثقافي وفكري يدعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الحديثة، ويُرسخ مفاهيم الولاء الوطني في مواجهة تلك التنظيمات الإرهابية الدولية التي لا تؤمن بوطن ولا دولة وطنية. وقال إن الأوقاف بدأت بالتنسيق مع الثقافة والشباب واتحاد الإذاعة والتليفزيون لتنظيم دوراتٍ وندواتٍ ومحاضراتٍ دينية وثقافية دورية في المساجد، والمدارس, وقصور الثقافة, ومراكز الشباب, والتجمعات العمالية, والقرى والنجوع, والعشوائيات والمناطق الأكثر فقرًا، حتى لا تتخطف أبناءَها يدُ التشدد والإرهاب, وسد الطريق أمام المتاجرين بالدين ومن يوظفونه لأغراضهم السياسية والانتخابية. وحول التحديات التي تواجه جهود المؤسسات الدينية في تجديد الخطاب الديني اوضح وزير الأوقاف أن جهود المؤسسات الدينية وحدها لا تكفي لمواجهة الفكر التكفيري والعنف والإرهاب وصياغة خطاب ديني مستنير نحن في أمس الحاجة إليه. موضحا أن الجماعات المتطرفة اختطفت الخطاب الدينى فى العقود الماضية، وكان حجم الاختطاف والتجريف كبيرا وقاسيا وشديدا ومنها اختطاف الجماعات المتطرفة للمساجد طوال عقود وهذا الغزو الثقافي نعمل على مواجهته الآن، وقامت الوزارة خلال الفترة الماضية بمواجهة هذه الجماعات والسيطرة على المساجد التى كانت تعد معقلا لهذه الجماعات، ومنها أسد بن الفرات والقائد إبراهيم وغيرهما، وهناك جهد كبير فى هذا المجال، موضحا أن الوزارة سوف تعقد نهاية الشهر الحالى مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لبيان خطر هذه الجماعات المتطرفة. وأضاف: نحن لا نعفى أنفسنا من المسئولية فالخطاب الدينى خلال ال 20 سنة الماضية تم تجريفه واختطفته الجماعات واختطفت المساجد وقطعنا شوطا كبيرا فى وقف الخطاب السلبى فى كثير من المساجد بعدد من المحافظات، مئات المساجد كانت منابر لمتشددين صارت الآن تحت سيطرة الوزارة ونحن نسابق الزمن ولكن تجفيف المنابع للخطاب المعتدل لسنوات طويلة يعد احد أسباب الأزمة ونجهز عددا للمبعوثين ولدينا الآن عشرات من الشباب.