أصبح السؤال عن مصير مقار الحزب الوطنى بشتى محافظات مصر ملحا بعد هدم مبنى الحزب الوطنى فى القاهرة ، وبدأت جهات عدة فى التصارع على تملكه ،وسط تطلعات مواطنين بالاستفادة منها بعد تحويلها لحدائق عامة ومتنزهات. ففى سوهاج تحولت مقار الحزب الوطنى المنحل بالمحافظة الى خرابات يعلوها التراب وتسكنها الاشباح بعد هجرها منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن دون استغلال او الاستفادة بها فى انشطة اخرى تفيد الاهالى . وكان فرع ثقافة سوهاج قد تقدم منذ 4 سنوات بمذكرة لمحافظ الاقليم فى ذلك الوقت اللواء وضاح الحمزاوى للحصول على مقرات الحزب الوطنى في جرجا والمراغة وطهطا لضيق بيوت الثقافة الحالية بتلك المدن الامر الذى يؤدى الى عدم تمكينها من تقديم الخدمة الثقافية والتنويرية على الوجة الاكمل .. وقالت المذكرة التى قدمها الفنان احمد الليثى مدير عام الفرع السابق انها فرصة لتقديم خدمة ثقافية متميزة لابناء هذه المدن والقرى التابعة لها والكشف عن المواهب الجديدة فى كافة الانشطة الثقافية ، واضاف انه فى حالة الموافقة على تخصيص هذه المقار للفرع سيتم استغلال مقر الحزب الوطنى بمدينة طهطا كبيت لثقافة الطفل بدلا من مقره الحالى بالدور الارضى فى عمارة سكنية قديمة ومتهالكة والاستفادة بمقر الحزب بمدينة المراغة فى توسيع بيت الثقافة الحالى الكائن بوحدتين سكنيتين صغيرتين خاصة انه من حسن الطالع ان الوحدتين السكنيتين اللتين كان يشغلهما الحزب الوطنى باحدى العمارات السكنية بمدينة جرجا تقعان اسفل بيت الثقافة هناك ، الامر الذى يسهم فى التوسع فى الانشطة الثقافية بهما .. الا ان الحمزاوى ترك المحافظة وجاء بعده 3 محافظين اخرين دون البت فى ذلك . وقالت فاطمة يوسف مدير عام فرع ثقافة سوهاج انها سوف تطلب من خلال عضويتها فى اللجنة المشكلة بالقرار 404 لسنة 2015 لتطبيق الضوابط التى اقرها مجلس الوزراء لتخصيص مقار الحزب الوطنى المنقضى بتخصيص مقر الحزب بمدينة سوهاج للفرع هناك ، وذلك لضيق قصر الثقافة الحالى بعاصمة المحافظة بحيث يخصص مقر الحزب الوطنى لنادى الادب والتذوق البصرى والسينمائى والموسيقى والمنتديات الفكرية للشباب والعمال وصالون المراة الادبى وتخصيص قصر الثقافة الحالى لتدريب فرق المسرح والفنون الشعبية والموسيقى العربية والالات الشعبية والفنون التشكيلية والمكتبة العامة مشيرة الى ان حجرة تدريب الفرق بالقصر تستغل حاليا كمكاتب للعاملين . واضافت يوسف ان بيت ثقافة العسيرات الذى خرج منه فريق كورال اطفال العسيرات صاحب الابجدية المحمدية الشهيرة والتى سجلها التليفزيون المصرى عبارة عن 3 حجرات مسقوفة بالخشب الحبيبى تحتاج الى احلال وتجديد خاصة وان به فناء واسع يصلح لاقامة مسرح صيفى وحديقة للطفل وهناك وعد من الكاتب المسرحى محمد عبدالحافظ ناصف رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ببناء الموقع فى الميزانية الجديدة 2015 / 2016 . وفى اسوان تحول مقر الحزب الوطنى المنحل فى ميدان محطة اسوان الشهير بعد ثورة 25 يناير 2011 إلى معارض ومحلات لبيع جميع المنتجات من مثلجات وبقالة وعصائر ومستلزمات المحمول . وجدير بالذكر ان ذلك المقر كان هو الديوان العام للمحافظة حتى عام 1966 قبل أن ينتقل الديوان الى مكانه الحالى لتنتقل بعدها ملكيته الى الاتحاد الاشتراكى صاحب الكلمة العليا فى الدولة وقتها ثم آل بعدها الى الحزب الوطنى المنحل. وبعد الثورة بشهور وقبل صدور أية أحكام بشأن حل هذا الحزب ،أصدر اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان الأسبق قرار بسحب المقر واسترداده مع التحفظ على أمواله وإخطار الجهاز المركزى للمحاسبات بذلك مصطفى أبو الحسن المستشار المالى والاقتصادى لمحافظة أسوان يقول إن المحافظة بادرت باسترداد مقر الحزب الوطني منذ سنوات ، باعتبارها المالكة للمبنى والأرض ، والتقى وفد منها مع لجنة تصفية الحراسات التابعة للخزانة العامة والتى زارت أسوان حيث تأكدت من خلال المستندات التى بحوزتنا من ملكيتنا له ، وقال إن المحافظة قد استقرت على تأجير المبنى لمجلس الدولة ليكون مقرا لمحكمة القضاء الإدارى تيسيرا على أبناء المحافظة الذين كانوا يلجأون إلى محكمة قنا لرفع الدعاوى القضائية وذلك لمدة ثلاثة سنوات ولحين الانتهاء من إنشاء مبنى جديد وأكد أبو الحسن أن الحزب الوطنى المنحل قد قام بتأجير عدد من المحلات التجارية فى محيطه بعقود محددة المدة ومنها ما انتهت ومحل نظر القضاء حاليا. وفيما يتعلق بموقف المحافظة الحالى من المبني خاصة بعد أن تم هدم المقر الرئيسى للحزب بالقاهرة ، قال المستشار المالى والاقتصادى لمحافظة أسوان إن المحافظة سبقت وأن وقعت بروتوكولا مع هيئة الأوقاف المصرية لتولى استثمار عدد من المبانى والعقارات داخل المحافظة ومنها مبنى الحزب الوطنى ،وذلك لإنشاء مول تجارى وخدمى إلا أن الوضع قد تغير الأن حيث سيكون هناك عملية تطوير شاملة لميدان المحطة بما فيها هذا المقر حيث تم الانتهاء من التصميمات الفنية التى ستتولى تنفيذها شركات عالمية بعيدا عن بروتوكول الأوقاف الذى هو فى طريقه الآن للإلغاء. على جانب آخر عبر عدد من مواطنى أسوان عن رغبتهم فى أن تتحول هذه المساحة الهائلة إلى حديقة عامة ومتميزة تسمى حديقة 30 يونيو ، فخلال الثورتين كان المواطنون يتجمعون حوله وكثيراً ما حاولوا التعدى عليه لولا تدخل العقلاء للحفاظ عليه باعتباره ملكا للدولة.. فلما لايتحول الى مزار باعتباره شاهدا على الثورة وموطن احتجاج الاهالى الغاضبين .