قضت محكمة القضاء الإداري، برئاسة المستشار يحيى دكروري، نائب رئيس مجلس الدولة، يوم 20 مايو الماضي، بإلزام رئيس مجلس الوزراء باتخاذ ما يلزم لحجب المواقع الإباحية داخل مصر.. و على الجانب الآخر، قالت مصادر مطلعة، إن مجلس الوزراء في انتظار حكم محكمة القضاء الإداري، وذلك للإطلاع عليه وتنفيذه. ومن ناحيته، قال خالد نجم، وزير الاتصالات، إن الوزارة ستبدأ التنفيذ فور وصول الحكم إليها، وتحديد المواقع التي سيتم حجبها، مؤكدا التزامه بتنفيذ أحكام القضاء. وحتى يتم تنفيذ هذا الحكم في الدولة من قبل المسئولين المنوط بهم الحفاظ على أمن هذا الوطن... لنا بعض الدردشات حول هذا الموضوع! بداية، لقد كنت من أوائل من تحدث في هذا الموضوع من خلال هذا المنبر، نظرا لرؤية خطورته على المجتمع والنشء وحتى على بعض الأسر، التي يوجد بها أزواج نواقص عقل ودين! لذا، يجب التنبيه إلى مخاطر هذه المواقع وأولها أنها ليست أخلاقية أو صحية فقط، ولكن لها مخاطر أيضا علي أجهزة الكومبيوتر الخاصة بنا، فأغلب الفيروسات والبرمجيات الخبيثة والتجسس يتم تحميلها من هذه المواقع إلي أجهزتنا بدون أن نشعر! وعلينا أن نعرف أن بعض هذه المواقع، تطلقها وكالات استخباراتية تجسسية تستطيع أن تعرف من خلالها على الأشخاص الذين لديهم نقاط ضعف من هذه الناحية، ويتم توظيفها بالشكل الذي تستهدفه هذه الجهات. وكيف يتم ذلك الأمر؟ هناك من يجلس ليعرف بيانات شخصية عن كل مستخدم لهذه المواقع.. فيستطيع أن يعرف مقدار شغف كل شخص بهذه المواقع، بعد تردده مرات ومرات عليها، وتبدأ في تزويده بالمزيد من الصور والحركات التي تثيره وتستهويه ومن هنا تعلم هذه الجهات، كيف تخرب المجتمعات صحيا وبدنيا ونفسيا، فقط عن طريق هذه المواقع الإباحية! من هم أكثر الفئات استخداما لهذه المواقع؟ فئات الشباب العاطل فكريا وعمليا، فهؤلاء لم تتم تنشئتهم على تصفح أو قراءة كتاب يفيد عقولهم، ومن ثم تجدهم منجذبون لمشاهدة هذه المواقع لإضاعة الوقت وبالتالي الجهد وعدم التركيز في أي شيء إيجابي للبلد. والكارثة التي أطلعتنا عليها إحصائيات حديثة، صادرة عن مراكز بحثية متخصصة، تؤكد وقوع نسب عالية من الطلاق، بسبب هذه المواقع الإباحية. كيف يحدث ذلك؟ ينشغل الزوج بمشاهدة أخريات يجدهن أكثر جمالا (زائفا وهميا لا وجود له إلا في مخيلة صنعتها له أدوات العولمة) وإثارة، وهو ما لا يجده في زوجته المنشغلة، بتربية أولاده، فتبدأ تطلعاته لأشياء لا تتفق مع زوجته، فيبدأ الشجار حتى تحترق الأسرة ويقع الطلاق. وعلى الجانب الآخر، تجد بعض الزوجات "المتفرغات" تشاهد مثل هذه المواقع، وربما لن تجدها راضية عن زوجها ويبدأ تمردها عند مشاهدة أشياء لم تكن لتراها مع زوجها المنشغل بعمله ليل نهار، فما النتيجة؟ تدمير البُني التحتية للمجتمع، والمناخ والجو الأسري الساكن، الذي اعتدناه داخل مجتمعاتنا العربية، الأمر الذي تستهدفه القوى الخارجية لتخريب المنظومة المجتمعية! واللافت للانتباه، أن الدول التي عكفت على صناعة أفلام الإباحية وصدّرتها للمجتمعات العربية، تقوم بمحاربة هذه النوعية، منذ عدة سنوات، وتعمل على غلق وحجب هذه المواقع خشية على المجتمع.. ميشيل أوباما مثلا أول من قامت بحملات توعوية بمخاطر هذه المواقع على النشء والأسرة والمجتمع بأسره.. دولة مثل الصين، تحجب هذه المواقع خشية إهدار الطاقة الإنتاجية للمجتمع، وحفاظا على اقتصادها من الهلاك! وإلى أن يطبق هذا الحكم الذي يلزم الدولة بحجب المواقع الإباحية، على من يريد أن يحمي أسرته، يمكنه حجب هذه المواقع علي جهازه عن طريق شركات الانترنت، فأغلب هذه الشركات في العالم العربي أصبحت توفر هذه الخاصية بشكل مجاني، فقط كل ما عليك عمله هو الاتصال بالشركة وطلب حجب هذه المواقع ويتم حجبها بشكل مجاني! من قلبي: المواقع الإباحية خطر أمني يهدد المجتمع من ناحية استهلاك طاقاته فيما لا يفيد، وإبعاده عن المساهمة في بناء ونماء المجتمع، فبمجرد إهدار طاقته البدنية والصحية وحتى العقلية، لن تجد من يبني أو يستطيع أن يشارك في التنمية المجتمعية! ولنتذكر دائما أن الأديان الثلاث تذكرنا بالحياة الآخرة، وكما تقول الكتب السماوية: أن في الجنة ستجد كل ما تشتهيه أمامك، فلنسأل أنفسنا: هل يوجد عاقل يضحي بالجنة لشهوة ساعة؟.. اللهم أصلح عقولنا ومجتمعاتنا مما أفسده أسلافنا... أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم لعلكم تتقون!!! [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن