«هنا القاهرة» افتتاحية البث 31مايو 1934 يشهد التاريخ المصرى عددا من النقاط المضيئة التى ستظل دائما موضع فخر للأجيال القادمة واحدة من تلك العلامات كان انطلاق الإذاعة المصرية فى 31 مايو عام 1934، حيث يحل الاحتفال بعيدها ال 81، فمع انطلاق أول بث لها أصبحت القوة الناعمة وأقوى وسائط الإعلام فى العصر الحديث وأكثرها تأثيرا مع التليفزيون المصرى منذ نشأته عام 1960 ، وأعتبر عيد الإذاعة عيدا للإعلاميين منذ إنطلاقها. واكبت الإذاعة المصرية حقبة مهمة عاشتها مصر فى قلب الأحداث فى عالمها العربى والأفريقى والدولى وتفاعلت معها كوسيلة جماهيرية فعبرت عن نبض الشارع وهمومه وآلامه وأفراحه وانتصاراته وكانت ولا تزال المرأة الصادقة لمسيرة الشعب وتاريخه. فقد حكى ماسبيرو هموم الوطن وقضاياه السياسية وحاربت برامج الإذاعة المصرية الاستعمار وقاومت الاحتلال وكانت ضمير الأمة المصرية والعربية على مر السنوات.. بدأ البث الإذاعى فى مصر فى عشرينيات القرن العشرين، وكانت عبارة عن إذاعات أهلية، يملكها بعض الهواة، وتعتمد فى تمويلها على الإعلانات التجارية، واستمرت الإذاعات الأهلية فى إرسالها حتى توقفت عن الإرسال في29 مايو1934, لتترك مكانها للمحطة الحكومية التى بدأت فى تمام الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم31 مايو1934, فأصبح هذا اليوم عيد الإذاعة المصرية ويوم الإعلاميين. وفى عام 1931 قامت وزارة المواصلات بتقديم مذكرة إلى مجلس الوزراء، تطالب فيها بإنشاء محطة إذاعة لاسلكية، على أن تتولى شركة "ماركونى" الإنجليزية التليغرافية اللاسلكية مسئولية تشغيلها لحساب الحكومة، وبالفعل وافق مجلس الوزراء فى 21 يوليو 1932 على المذكرة، وتم تعيين المفتش العام لمصلحة التليغراف والتليفونات "مستر جى وب" مشرفًا على أعمال الإذاعة ومستشارًا فنيًّا لها فى 29 أبريل 1934، وتم افتتاحها فى 31 مايو من نفس العام. وكانت الجملة الشهيرة «هنا القاهرة»التى قالها الإعلامى والممثل "أحمد سالم" إنطلاقة بث الإذاعة، حيث عمل سالم لفترة مذيعًا ومديرًا للقسم العربى بالإذاعةِ المصرية، وكانت عبارة "هنا القاهرة" من أولى الكلمات التى انطلقت عبر الإذاعة المصرية يوم افتتاحها. وقد شهدت الإذاعة بعد عام 1956 طفرة نوعية، تمثّلت فى تقديم العديد من المواد التى تعتمد على عناصر الإبهار السمعى المتاحة بالإذاعة آنذاك، فى محاولة لتقديم مواد ترفيهية راقية، ومواد ثقافية ودينية، فى إطار برامج منوعات ثقافية وتمثيليات وغيرها. ولا أحد يستطيع أن ينكر دور الإذاعة سياسيا إلى جانب دورها المجتمعى فقد كانت الإذاعة المصرية المحرك والعامل الرئيس لنجاح ثورة 23يوليو، حيث قامت بتقديم الثورة للشعب المصرى وللعالم أجمع، بالإضافة لإذاعة العديد من البرامج والأغانى والأحاديث لإعلام الشعب بالثورة وأهدافها ومبادئها التى قامت من أجلها. ويذكر أن أنور السادات أعلن صباح الثالث والعشرين من يوليو1952, أول بيان عن الثورة من ميكروفون الإذاعة, وتجاوبت الجماهير مع البيان وتوالت برقيات التأييد الفردية والجماعية على الإذاعة, التى ظلت تعلنها على الرأى العام. ثم بدأت الإذاعة مرحلة جديدة اتسمت بالتطور شكلا ومضمونا, وعرفت الثورة منذ اللحظة الأولى أهمية الإذاعة فى تعبئة الرأى العام، حيث قدمت خلال شهر واحد من قيامها 51 حديثا وطنيا, و35 برنامجا خاصا, و17 تمثيلية اذاعية وطنية, و37 قصيدة شعرية وزجلية تؤيد الثورة وتشرح أهدافها. وشهدت هذه الفترة من عمر الإذاعة إنشاء وزارة للارشاد القومى في 10 نوفمبر1952, ونقلت تبعية الإذاعة المصرية من رئاسة مجلس الوزراء, الى هذه الوزارة, وفي15 فبراير1958 صدر القرار الجمهورى رقم183 لسنة 1958 باعتبار الإذاعة المصرية مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية وإلحاقها برئاسة الجمهورية, وأصبحت عام1961 من المؤسسات العامة ذات الطابع الاقتصادى وتسمى المؤسسة المصرية العامة للإذاعة والتليفزيون, وفى عام1962 تم ضمها الى وزارة الإرشاد القومى حتى صدر القرار الجمهورى رقم62 لسنة1970 بإنشاء اتحاد الإذاعة والتليفزيون, وصدر عام1971 القرار الجمهورى رقم1 لسنة1971 بإنشاء اتحاد الإذاعة والتليفزيون, وفى عام1979 أعطى القرار الجمهورى رقم13 فى شأن الاتحاد دفعة جديدة للعمل ومنحه مزيدا من الاستقلال بتعديلاته بالقانون323 لسنة1989.