لايزال ملف الانتخابات الرئاسية حائرا في أروقة جماعة الإخوان المسلمين, التي تحاول سباق الزمن لحسمه بعد اجتماعات متفرقة خلال الأيام الماضية وما قبلها, دارت فيها نقاشات ومشاورات ساخنة, لم تنته حتي الآن, حيث تعاني الجماعة ضغوطا من قواعدها الشعبية ومن شخصيات خارجية للدفع بمرشح من بين أعضائها, وهو كما كانت ترفضه الجماعة رفضا باتا. وستعقد الجماعة اجتماعا لمجلس الشوري العام يوم الثلاثاء المقبل, بعد فشل اجتماع أمس الأول في حسم الملف, حيث سيطرت علي الاجتماع نقطة واحدة, وهي: هل تدفع الإخوان بمرشح لها نتيجة الضغوط وفي هذه الحالة ستظهر أمام الرأي العام بأنها لم تحترم قراراتها السابقة, أم تمتنع عن ترشيح أحد منها, وفي هذه الحالة تصادر علي رغبات شرائح كبيرة في قواعدها الشعبية والشبابية التي قد يصوت كل واحد منها منفردا للمرشح الذي يراه مناسبا, وقال أحمد سيف الإسلام حسن البنا عضو مجلس الشوري العام للاخوان, نجل مؤسسها حسن البنا, إن اجتماع مجلس الشوري الأخير انفض دون اتخاذ قرار بشأن مسألة الدفع بمرشح من الجماعة حيث لم يناقش الأعضاء خيارات أخري, حتي يجري حسم هذه المسألة لينتقلوا بعدها الي الخيارات الأخري في حالة الاتفاق علي عدم الدفع بمرشح اخواني, مؤكدا أنه لم يتم طرح أسماء نهائيا علي الاجتماع. وأضاف لالأهرام أن غالبية الأعضاء الذين حضروا الاجتماع وتجاوز عددهم التسعين عضوا من إجمالي مائة وسبعة, طلبوا عقد اجتماع آخر الثلاثاء المقبل لمزيد من الدراسة حول هذا القرار, موضحا أن الدفع بمرشح من الجماعة سلاح ذو حدين, قد يحقق نتائج إيجابية هائلة, وربما سلبية للغاية, وان جماعة عمرها أكثر من ثمانين عاما يصعب عليها اتخاذ قرارات متعجلة قد تضر باسمها وصورتها أمام الرأي العام. وذكر سيف الاسلام أن خيار الدفع بمرشح اخواني ستلجأ الجماعة للتفكير فيه وهي كارهة, لأنها لم تكن ترغب في تولي رئيس للبلاد من الاخوان, أو من حزب اسلامي في هذه المرحلة, حتي لا يثير غضب الكثير من الدول الأجنبية والعربية, وحتي يعلم الجميع أن الاخوان يشاركون, لكنهم لا يستأثرون بكل شئ ويمدون أيديهم لكل القوي. وصرح عضو شوري الجماعة, بأن الاخوان عرضوا علي ثلاث شخصيات عامة محترمة الترشح للرئاسة لكنهم جميعا رفضوا, وهم المستشار حسام الغرياني رئيس مجلس القضاء الأعلي, والمستشار أحمد مكي نائب رئيس محكمة النقض سابقا, والمستشار طارق البشري, مؤكدا أن الجماعة طلبت منهم بإلحاح, وأصروا علي رفضهم. وأضاف أن الإخوان يبحثون عن مرشح يرضي الجهات الداخلية والخارجية حتي ولو بنسبة سبعين بالمائة, ويكون وسطيا وذا كفاءة, وخبرة وقدرة علي تحمل المسئولية, فضلا عن أنه ليس من الاخوان أو من حزب اسلامي, لكنه ليس معاديا للدين الاسلامي, لكن المستجدات والثورة المضادة جعلتهم يعيدون النظر في قراراتهم.