اتخذت فضيحة الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» التى هزت عالم الرياضة أمس منحنى سياسيا مثيرا، حيث اتهم الرئيس الروسى فلاديمر بوتين الولاياتالمتحدة بمحاولة فرض قوانينها على دول أخرى بعد اعتقال مسئولى الفيفا فى زيوريخ فى إطار تحقيقات أمريكية ضدهم بالفساد. واعتبر بوتين فى تصريحات أمام صحفيين أجانب الاعتقالات بأنها محاولة واضحة من واشنطن لعرقلة إعادة انتخاب سيب بلاتر رئيسا للفيفا، وانتهاكا لمبادئ عمل المنظمات الدولية.وأضاف بوتين أن «الجميع يتذكر الضغوط التى تعرض لها بلاتر لمنع استضافة كأس العالم لكرة القدم فى روسيا فى 2018».وتابع أن «عمليات الاعتقال تبدو غريبة، لست أدرى إن كان أى من هؤلاء المسئولين قد خالف أحد القوانين، لكن وفى كل الأحوال الولاياتالمتحدة لا يفترض ان يكون لها علاقة بالأمر».ومن جانبها، حثت وزارة الخارجية الروسية الولاياتالمتحدة على إيقاف محاولتها لتنصيب نفسها قاضيا خارج حدودها وطالبتها باتباع الإجراءات القانونية الدولية، فيما أكد فيتالى موتكو وزير الرياضة الروسى لوكالات الأنباء الروسية أنه لا يوجد خطر على موسكو من خسارتها حق استضافة كأس العالم 2018 فى ظل انطلاق التحقيقات السويسرية بشأن استضافة كأس العالم 2018 و2022 فى روسيا وقطر.
وفى رد فعل بريطانى رسمي، أعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية أن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون يدعم تماما الأمير على بن الحسين المرشح لرئاسة الفيفا أمام السويسرى سيب بلاتر الذى يسعى لفترة ولاية خامسة.
ومن جهته، أكد وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند أن هناك خطأ فادحا داخل الفيفا وأن الاتحاد بحاجة إلى إصلاح، وأضاف أن مشجعى كرة القدم فى أنحاء العالم يشعرون بالخذلان، مشيرا إلى أن سمعة اللعبة الشعبية تلطخت.
وفى فرنسا، صرح وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس بأنه «سيكون من المنطقي» تأجيل التصويت المقرر خلال ساعات لانتخاب رئيس جديد للفيفا.
واعتبر فابيوس أن القضية تحتاج بعض الوقت لتتضح ملابساتها، خاصة وأن المشهد الحالى يبدو «كارثيا».
وفى سياق متصل، اعتبرت لوريتا لينش وزيرة العدل الأمريكية أن مسئولى الفيفا المتهمين بالفساد حولوا اللعبة إلى «مشروع إجرامي».
لكن لينش رفضت التعليق على ما إذا كان ينبغى على الفيفا إعادة النظر فى منح روسيا وقطر حق تنظيم البطولة عقب صدور قائمة اتهامات أمريكية ضد 14 من مسئولى الفيفا.
ومن جانبه، قال كيلى كورى القائم بأعمال النائب العام الأمريكى للضاحية الشرقية من نيويورك أن مسئولى الفيفا اختلسوا الأموال التى كان يجب توجيهها للدول النامية التى تعتمد على هبات الفيفا من أجل تدعيم برامج الرياضة لشباب هذه البلدان.
وتابع «أموال الرشوة يتم انتزاعها من هذا الإناء»، مشيرا إلى أن الضحية الكبرى هى كرة القدم ومشجعيها ومنظماتها.وأضاف أن مرتكبى هذه المخالفات أفسدوا عشق الناس للرياضة من أجل اختلاس أرباح حقوق التسويق ليصبحوا أثرياء.