أصدر قادة العالم في ختام قمة الأمن النووي في سول أمس بيانا أكدوا فيه الحاجة إلي العمل بقوة لتأمين ما وصفوه عالما آمنا للجميع, داعين إلي التعاون الدولي من أجل مكافحة الإرهاب النووي. في الوقت الذي فجرت فيه تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال القمة انتقادات حادة من جانب خصومه الجمهوريين ومن وزير دفاعه ليون بانيتا. وأكد قادة العالم أنه تم احراز تقدم موضوعي في مساعيهم لمنع الإرهاب النووي, متعهدين بمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية دورا محوريا لتعزيز الأمن النووي. جدد البيان- الذي ركز علي تعهدات عامة دون التركيز علي التزامات محددة- الدعوة إلي تأمين كل المواد النووية المعرضة للخطر خلال السنوات الأربع المقبلة, كما شدد علي الدور المحوري الذي تلعبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتسهيل التعاون الدولي. وأضاف أن الإرهاب النووي يعد أحد أقوي التهديدات أمام الأمن الدولي, موضحا أن هزيمة هذا التحدي يتطلب معايير وطنية قوية وتعاون دولي لحث أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وحدد البيان الأهداف المشتركة المتمثلة في نزع السلاح النووي وحظر الانتشار النووي والاستخدام السلمي للطاقة النووية. كما دعا القادة جميع الدول إلي تقليص استخدام اليورانيوم عالي التخصيب الذي يمكن استخدامه في إنتاج أسلحة نووية, والتحول عوضا عن ذلك إلي اليورانيوم منخفض التخصيب وإدراك أنه, نظرا للكارثة النووية التي شهدتها اليابان العام الماضي, فإن استعدادات الطوارئ والحد من آثار الكوارث ضرورية ليس فقط لمواجهة الإرهاب النووي ولكن أيضا للطاقة النووية. وتمت صياغة بيان سول المكون من31 نقطة من التعهدات العامة التي اتفقت الدول بصورة سلمية لتعزيز الحماية علي المواد النووية. وبالإشارة إلي كارثة فوكوشيما النووية التي ضربت اليابان العام الماضي, دعا البيان إلي ربط الأمن النووي بالسلامة للطاقة النووية, وأضاف البيان اننا نعتبر أن المساعي المستدامة ضرورية لمعالجة قضية السلامة النووية والأمن النووي بطريقة متماسكة تساعد علي تأمين استخدام الطاقة النووية بصورة آمنة وسلمية. ومن جانبه, أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمته أهمية تنفيذ ما اتفق عليه زعماء العالم بدلا عن الكلام. وأشار أوباما إلي أن تهديد الإرهاب النووي لا يزال قائما. وللمرة الثانية يتسبب الميكروفون في تسريب كلام هامس لأوباما مما عرضه لانتقادات حادة, فبعد أن التقطت الميكروفونات أوباما وهو يبلغ نظيره الروسي ديمتيري ميدفيديف أنه سيكون لديه مرونة أكبر في التفاوض علي منظومة الدفاع الصاروخي بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية, دافع الرئيس الأمريكي عن تعليقاته, معترفا بأن الانتخابات الامريكية وانتقال القيادة في روسيا يعنيان أن2102 ليس عاما مناسبا لتحقيق تقدم في قضايا الحد من التسلح مثل الدفاع الصاروخي. والتقطت الميكروفونات أمس الأول أوباما وهو يطلب من ميدفيدف بعض الوقت لاسيما فيما يتعلق بالدفاع الصاروخي إلي أن يصبح في وضع سياسي أفضل لحل مثل هذه القضايا. وقال أوباما هذه آخر انتخابات لي,سأصبح اكثر مرونة بعد الانتخابات معبرا عن ثقته في الفوز بفترة رئاسة ثانية. ورد ميدفيديف الذي سيسلم الرئاسة لبوتين في مايو المقبل قائلا أفهم رسالتك بشأن الوقت. وبعد أن اتهمه خصومه الجمهوريون بتقديم تنازلات لروسيا, قال أوباما للصحفيين في سول وقد وقف إلي جانبه ميدفيديف إن المناخ الحالي لا يساعد علي مثل هذا النوع من المشاورات التي تحتاج إلي اهتمام كبير, أعتقد أننا سنكون في موقف أفضل في3102. واتهم بعض الجمهوريين البارزين, بينهم رئيس مجلس النواب جون بوينر والمرشح البارز في الانتخابات الرئاسية ميت رومني, أوباما بتقديم تنازلات للروس.ووصف رومني ذلك بأنه تطور منذر بالخطر ومثير للقلق, بينما كتب بوينر علي موقع تويتر الإلكتروني للتواصل الاجتماعي أن الكونجرس سيحتاج إلي إيضاح لما قصده أوباما بتصريحاته.وأثارت تصريحات أوباما حول امتلاك الولاياتالمتحدة أسلحة أكبر من طاقتها انتقادات وزير دفاعه الذي أكد أن واشنطن لن تقوم بتخفيضات أحادية في ترسانتها النووية.