(أهديتني حبيبي... كسارة الأحلام/ تكسر الصعاب... وجدتنى أصدق/ طرت بالخيال... سعيدة أحلق/ كيف فى ثوان... فقدت كل منطق/ ذاكرت كل سطر... قرأت فى الطفولة/ درست كل دور... وفزت بالبطولة/ وعشت كل حلم... بغاية السهولة/ كأن الحب شعر... يفوز من يقوله!) هذه أبيات من ديوان «كسارة الأحلام»، باكورة الإنتاج الأدبي للشاعرة د. نسرين الرفاعى، ويضم 16 قصيدة متنوعة بين المواضيع الإنسانية، وإطلالة الماضي، والقصائد الرومانسية والوطنية، كما يضم رسومات بسيطة تعبر بها الشاعرة عن قصائدها. وتفتتح الشّاعرة ديوانها بإهداء إلى والدتها، ثم بقصيدة وفاء وامتنان لوالدها، ترسم من خلالها صورة بهيّة عن هذا الشّخص الحيّ في قلبها فتقول له: شكرا أبى أنت الذى علمتنى/ أن التقى والصدق دينى ومذهبى/ شكرا أبى أنت الذى عودتنى/ أن الغنى والجاه ليسا بمطلبى.وتنتقل الشاعرة بين قصائدها بكل خفة ورشاقة كالفراشة وهي تعبّر بصدق في شتّى الحالات الإنسانيّة المختلفة. ففى قصيدتها حبّ بلا رصيد تقول: قلبى ما عاد يريدك/ كم ضاق بكذبك صدرى.ثم تتجلّى الشّاعرة بأبهى جمالها في قصيدتها الوطنية «نحن لها»، فتنسجها بعنفوان وعظمة، ولا تكتفي بأن تصبّ غضبها على من يمسّ مصر بسوء، بل تستعرض تاريخاً عظيماً بأبيات شعريّة لطيفة تظهر لنا من خلالها مصر الحضارة القديمة الجديدة. وتبدأ وطنيّة الشّاعرة من آلاف السّنين وتمتدّ إلى يومنا هذا فتقول: جاءت رءوس الشر تحشد جيشها ... تكاد تسمعنا الحروب طبولها / قالوا سنضرب فى العروبة قلبها ... قلنا هلم الآن ها نحن لها. وتقول عن خوارج هذا الزمن: يا بني الأمّة اسمعوني أجمعين... ارتدى إبليس ثوب الواعظين/ خرّبوا أرض الكنانة عامدين... قسّموا العروبة خائنين/ قد بدا فينا الخوارج من جديد... رفعوا المصاحف فوق أسوار الحديد. ورغم أن ديوان كسارة الأحلام هو الديوان الأول للشاعرة إلا أنه ينبئ عن موهبة شعرية جديدة فى عالم الشعر .