فى حوار لاتنقصه الصراحة أرسل المسئول الأول عن برنامج الأممالمتحدة للبيئة (UNEP) فى القارة الإفريقية مونكايلا جومانداكوى رسالة واضحة وجهها لكافة دول القارة السمراء ومواطنيها وللعالم أجمع وكافة المؤسسات المعنية يؤكد من خلالها أن مصر استردت عافيتها الدولية وأنها استعادت ثقة أبناء أفريقيا ،وعائدة بقوة لتحتل موقع القيادة مرة أخرى بعد أن افتقدته عقودا من الزمن، ويرى المسئول البيئى العالمى مونكايلا أن ثقة أفريقيا الآن فى مصر وقيادتها عادت لسابق عهدها كما كانت إبان قيادتها ودعمها ومساندتها التاريخية العظيمة لجميع حركات التحرر وكفاح الشعوب الإفريقية بلا استثناء ضد الاستعمار حتى نجحت جميع ثوراتها ونالت استقلالها ، ليس ذلك فحسب بل مساندتها القوية لها فى البناء والنهضة والتعليم والتقدم فى كافة المجالات. عن تميز مصر فى القيادة الإفريقية قال جومانداكوى إن مصر هى الدولة الرائدة على مستوى كل دول قارة أفريقيا ، والتى ساندتها جميعاً ووقفت بجوارها فى جميع قضاياها المصيرية ، وأسهمت بدور قيادى فى مستقبلها،فلمصر رؤية خاصة ولها مكانة الصدارة فى أن تتحدث دول القارة بصوت واحد مسموع فى المجتمع الدولي، ولايمكن أن ينكر أحد هذا الدور، لذا فإننا أثناء مشاركتنا فى مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة فى فبراير الماضى بعثنا من القاهرة برسالة للعالم كله بأننا تواجدنا وبأضخم حشد تشهده مثل هذه المؤتمرات العالمية والقارية كمسئولين دوليين والعشرات من المؤسسات والهيئات الدولية والإقليمية والمحلية والمجتمع المدنى وأكثر من 60 وزير بيئة إفريقيا على أرض مصر، ونجاح مصر على كافة المستويات وجميع المجالات وإدارتها له أهميته الخاصة فهى القادرة على توحيد صوت القارة كصوت واحد قوى ومسموع ويُحترم عالمياً وفى المحافل الدولية. وماذا عن الدور المرجو من مصر لمصلحة قضايا البيئة الإفريقية؟ أجاب:- تعول القارة السمراء على مصر خلال المرحلة الحالية والمستقبلية الكثير والكثير، فمصر لها الريادة على مستوى الدبلوماسية الدولية فى جميع المجالات والقضايا الإفريقية بصفة عامة بل وقضايا العالم، فبالنسبة للبيئة الإفريقية بصفة خاصة لها حساسيتها الشديدة لما تحتضنه أراضى القارة من مفردات هائلة من عناصرها المتميزة ،كذلك ماينجم من سلبيات كثيرة تهددها كغيرها من قارات العالم، وهى بذلك تدفع فاتورة لاذنب لها فيها، مثل قضايا التغيرات المناخية وما يتعلق منها بمقررات قمة الأرض حتى 2020م ، كذلك قضايا الفقر والجوع والأمن، ومن أجل الارتقاء بالتنمية والبيئة، لذا من المهم أن تعود لتقود مصر المرحلة لتتحدث أفريقيا بصوت واحد يسمعه المجتمع الدولى والعالم كله بداية من منتدى باريس 2015م والذى تشهده العاصمة الفرنسية فى ديسمبر القادم بحضور معظم زعماء العالم والمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية، ويأتى الطرح الإفريقى فيه فى ظل الظروف التى تعيشها القارة والظروف المناخية الطارئة على الكرة الأرضية بصفة عامة، والمتمثلة فى التغيرات المناخية والتى تساهم فيها الدول المتقدمة والعظمى الصناعية بالنصيب الأكبر بملوثاتها الضخمة وإنبعاثاتها الخطيرة التى تعد السبب المباشر فى ورفع درجة حرارة الكرة الأرضية والمخاطر التى تنجم عنها وتؤثر بشكل مباشر عليها، أيضا ومن خلال مؤتمر القاهرة تقوم على المستوى الوطنى لدول القارة بتفعيل المبادرات الوطنية للدول الإفريقية فى مجال الإنتاج الأنظف والاقتصاد الأخضر، وكيفية تكامل وتعاون دول القارة فى الإستفادة من التجارب والتطبيقات الناجحة فيما بينها ،مما يكون له أهمية كبرى فى تعظيم الاستفادة للقارة ككل فى خفض الإنبعاثات والحد من التلوث واستدامة التنمية وحماية وصون الموارد الطبيعية على أراضيها،كذلك على المستوى الدولى تفعيل كل القوانين والقرارات الدولية التى من شأنها حماية كنوز وموارد أفريقيا الثرية جداً من الهدر والإستنزاف، وحظر انتهاك مناخها وبيئتها من الدول الصناعية الكبرى بتصدير صناعات ملوثة للبيئة مرفوضة من مجتمعاتها تقبلها بعض الدول الإفريقية تحت ضغط وإلحاح الفقروالحاجة، لذا بات ضرورياً التطبيق الحازم للإتفاقيات الدولية التى تحظر ذلك،كذلك الحال بالنسبة لنقل النفايات الخطرة عبر الحدود وعلى رأسها اتفاقية بازل والخاصة بالنفايات الخطرة، والقضايا المتعلقة بالإنتاج الأنظف ولمصر هنا تفرد هائل من خلال دراسة شاملة متخصصة فى الاقتصاد الأخضر وهى من الدراسة المهمة للغاية التى يجب أن تستفيد بها كافة دول إفريقيا. وماذا عن رؤيته فى توحيد الجهود الإفريقية التى تقودها مصر من خلال مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة الذى تقوده مصر حالياً؟ يقول: هناك مبادرتان تسيران بالتوازى جنباً إلى جنب عن طريق وزراء الاقتصاد والبيئة الأفارقة وتهتمان بالاتجار غير القانونى للمناجم والخامات والحياة البرية والخسارة المترتبة على ذلك فى كلتاهما ، ومن خلال اجتماعات وفعاليات القاهرة تم مناقشة كيفية حظر ذلك وآليات تنفيذه على أسس علمية وتطبيقية وتقنية سليمة، وتبنى هذا الفكر على مستوى القارة الإفريقية، يحد من التلوث لأن خلاصة الدراسات تؤكد أن إفريقيا تخسر سنوياً أكثر من 50 مليار دولار نتيجة للإستخدام غير المرشد واستنزاف الموار الطبيعية الإفريقية ، كما أن التصديرغير القانونى للحياة البرية يكلف القارة من 8 10 مليارات دولار سنوياً. وما هو تصورك للمرحلة السابقة وما تتمناه لمستقبل القارة والدور المنوط لمصر القيام به كقائدة فى تلك المرحلة. قال مدير برنامج الأممالمتحدة فى إفريقيا : بالنسبة لقضايا البيئة بصفة عامة وقضايا التغيرات المناخية بصفة خاصة فهى فى غاية الأهمية وتحتاج لقوة صوت أفريقية تقنع العالم ، فإفريقيا أقل قارات العالم تلويثاً للبيئة، والغالبية العظمى من التلوث وغازات الاحتباس الحرارى وعلى رأسها غاز ثانى أكسيد الكربون المسئولة عن دفء الكرة الأرضية وارتفاع درجة حرارتها وما يترتب عليه من تغيرات وتآكل شواطئ ونحر الدلتاوات وإزاحات موعد المحاصيل الزراعية وزحف التصحر كلها نتاج انبعاثات الدول الصناعية الكبرى التى يجب أن تدفع ثمن ما أفسدته، وألا تبخل على دول القارة الإفريقية بالتكنولوجيات المتطورة بل آخر أجيالها من أجل تخفيف حدة تلك السلبيات الخطيرة. ولكن ماهى أبرز السلبيات المباشرة على المواطن الإفريقى والتى نجمت عن ذلك؟ يجيب موكايلا: رأينا خلال العقود الماضية الكثير والكثير من الضغوط البيئية على القارة وما ترتب عليها من سلبيات جمة دفع ولازال يدفع المواطن الإفريقى الثمن من صحته وحياته ورفاهيته، فالفقر المدقع والمجاعات والأوبئة والأمراض الفتاكة والصحة والتدهور البيئى والهدر فى الموارد واستنزافها وخطر الاندثار والانقراض الذى نال من تنوعها الإيكولوجى والنقص الحاد فى جميع ضروريات الحياة، فى ذات الوقت الذى تزخر به القارة بثراء هائل من الثروات الطبيعية يخل بطرفى المعادلة ويجعل منها معادلة غير متزنة، لذا فإن الاستفادة بالخبرات المصرية وكافة الخبرات التى توجد فى دول القارة المختلفة له أهميته، لذا بات ضرورياً وضع البرامج التى تشخص الحالات تشخيصاً دقيقاً ووضع الحلول السليمة القائمة على أسس علمية سليمة، أيضاً الاستفادة من التجارب المصرية والإفريقية الرائدة فى مجالات البيئة المختلفة، وتبادل الخبرات وتكامل الجهود الهادفة للإرتقاء بالبيئة الإفريقية وصون وحماية مواردها وتنميتها التنمية المستدامة حقاً للأجيال القادمة من أبنائها وما هو أهم برامج التنمية الذى يمكن أن تبدأ بها؟ قال المسئول الأممى للبيئة: العديد من الأولويات على رأسها مشروعات الطاقة المتجددة استثماراً لشمس القارة الهائلة، وترشيد استخدام المياه وتعظيم الاستفادة من الموارد المائية ،وتطوير أساليب الزراعة باستخدام التقنيات الحديثة فى الزراعة والرى والتكنولوجيات المتطورة والأراضي، واستثمار الطاقات البشرية الهائلة لأبناء القارة، كلها قضايا حيوية من شأنها وضع حلول لكافة القضايا التنموية والبيئية على رأسها زيادة رقعة الأراضى الزراعية ملايين الهكتارات ومضاعفة الطاقة عشرات المرات مما يمهد لإضافات هائلة فى مجالات التنمية الصناعية والمشروعات الإنتاجية وغيرها، وتقليل حدة الفقر المائي، وتوفير ملايين فرص العمل لشباب القارة مما يرفع من مستوى المعيشة المتدهور للكثير من أبناء دولها، والقضاء على الفقر والمجاعة والأمراض والأوبئة الحد من التلوث.