انتهت قبل أيام فعاليات مهرجان جامعة القاهرة للعروض المسرحية الطويلة.. حصدت خلاله فرقة كلية الهندسة جائزتى أفضل إخراج وأفضل ممثل عن عرض «اليوم الأخير».. بينما نال فريق كلية الحقوق جائزتى أفضل موسيقى وديكور عن عرض «شريك» وجائزة التمثيل الثانية أيضا.. محمود جمال، حازم القاضى، أحمد مليجى وأحمد سعد والى هم أصحاب تلك الجوائز، وتلك هى حكاياتهم مع المسرح.. محمود جمال هو صاحب الجائزة الأولى فى الإخراج عن عرض فرقة هندسة «اليوم الأخير» وهو نفسه مؤلف ومخرج عرض «1980 وانت طالع» المعروض حاليا على مسرح الهوسابير والذى نال عنه ايضا جوائز عديدة منذ بداية عرضه فى 2013 منها جائزة المهرجان القومى للمسرح وجائزة الدولة التشجيعية فى الابداع والمواطنة، ورغم أنه ابن جامعة عين شمس إلا أن عشقه للمسرح دفعه لإخراج عرض «اليوم الأخير» فى جامعة القاهرة والمأخوذ عن روايته الأولى «اريوس» والتى تدور أحداثها قبل يوم القيامة بيوم واحد.. محمود فوجئ خلال تعامله مع طلبة كلية الهندسة أن منهم كثيرين أصحاب مواهب وقدرات على عزف الألات الموسيقية المختلفة رغم صعوبة دراستهم الجامعية، وأن لديهم قدرات سريعة على الاستيعاب والتخيل الدرامى للأحداث.
حازم القاضى فاز بجائزة أحسن ممثل عن دور البطولة فى نفس العرض «اليوم الأخير».. يدرس فى السنة الرابعة لكلية الهندسة قسم تعدين وبترول.. وقد أدى شخصية صعبة للغاية مرت بعدة مراحل بدءا من سن العشرين وحتى السبعين، وبالتالى واجهت تغيرا عمريا ونفسيا وسلوكيا استدعت دراسة شاقة للشخصية وتغيرا مستمرا فى الأداء خلال العرض.. شارك من قبل فى مسرحية «الدخان» لميخائيل رومان فى مواسم نجوم المسرح الجامعى العام الماضى و قدم 13 عرضا خلال سنوات دراسته ونال جوائز عديدة منها أحسن مخرج التيرم الأول لهذا العام عن عرض «مارلو». أحمد المليجى الفائز بجائزة أفضل موسيقى لعرض «شريك» أو الغول الأخضر لفريق كلية الحقوق.. تصورت انه أحد طلاب الكلية الحاليين ولكن المفاجأة أنه تخرج فى كلية العلوم منذ عشرة سنوات ويعمل طبيبا للتحاليل، ورغم هذا فإن هذا العرض بالنسبة له يحمل رقم 86 فى قائمة أعماله الفنية، فقد سحره عشق الموسيقى إلى تثقيف نفسه بنفسه حتى صار أشهر موزع ومؤلف موسيقى فى أوساط الجامعات والمهرجانات المسرحية الخاصة، وهو توجُه غير معتاد فبدلا من البحث عن الشهرة فى الوسط الفنى عقب انتهاء فترة دراسته، اختار أن يستمر بين الشباب لشعوره بأنهم أكثر صدقا وإيمانا بما يقدمون من أعمال بعيدا عن الأهداف التجارية التى تجبر الفنان أحيانا إلى تقديم ما لا يرضى عنه. أما أحمد سعد والى فقد نال المركز الثانى عن دور الغول الأخضر فى عرض «شريك» لفرقة كلية الحقوق.. شاهدته لأول مرة خلال مشاركتى فى لجنة المشاهدة بمواسم نجوم المسرح الجامعى العام الماضى وهو يؤدى ويُخرج دور شحاذ أشعث فى عرض لكاتب كويتى بعنوان «دراما الشحاذين».. أدى دوره بكوميديا تلقائية استثنائية، أهلته بالفوز بمنحة مركز الأبداع فى مجال التمثيل والإخراج أيضا.. وفى عرضه الأخير «شريك» واجه صعوبة فى تجسيد شخصية الغول لأنه لم يجد نماذج بعينها يذاكر منها شخصية غامضة كهذه فاجتهد ونحت تفاصيل خاصة بها على مستوى الشكل والحركة ونبرة الصوت خلقت نموذجا يحمل توقيعه.. هؤلاء الشباب الأربعة يمثلون بذرة طيبة مبشرة بكل الخير فى السنوات القادمة.