وضع العربى البائس المأساوى اليوم فى كل عاصمة عربية بات لا يرضى أحدا، يثير شفقة وحزن العدو قبل الصديق.. فكل صباح نسمع صراخ العاجز من وجع الذبح وأنين القتل والتفخيخ وطوابير الموت الجوال وفرق الانتحاريين التكفيريين وميليشيات التقسيم الطائفى ارتال عصابات القتل على الهوية باتت تدك حصون الفارين المستضعفين تتعالى أصحاب دعوات الاغاثة والصرخة الأخيرة قبل أن تدكهم وتحز رءوسهم جحافل تكفيريي داعش والنصرة فى الشام والعراق او غلاة الحشد الشعبى فى الانبار والفلوجة والرمادى والقادم أسوأ فى بقية محطات العواصم العربية التى انفرط عقدها وراحت تمزق خرائطها وترسم حدودها حاليا بالدم الرقراق ضاعت وانتهت أسطورة ملايين من غنوا لهم يوما وين العرب الملايين وين الشعب العربى فين الى آخر كلمات المجد العربى الذى تحول إلى وهم والتى كانت تتغنى يوما ما بثورة العرب وثورة الملايين. اليوم كلمة العربى صارت مرادفا للارهاب والقتل وحز الرءوس فضلا عن حياة التشرد والتقسيم التى بات يمزقها الفلتان والفقر والمرض والارهاب والتفجير ولذة القتل بدم بارد، ناهيك عن حياة المنافى التى باتت تعج بالملايين فى مخيمات البؤس للاجئين أو الفرار فى قوارب الموت من القتل إلى الموت فى قاع المتوسط العميق. بات الاقليم العربى وغالبيته، عواصمه ذاهب باتجاه التقسيم لا محال والآن ترسم ملامح سايكس بيكو جديد ويحضر لها فى مطابخ الغرب والمنطقة من قبل الايرانيين والاتراك والاسرائيليين ولن ينجو أحد من لعنة التقسيم تلك إلا من رحم ربى خاصة بعد أن باتت المنطقة على حافة زلازل سياسية وصلت معظم عواصمها العربية وقادتها إلى سن اليأس. فانظر حولك أيها العربى وابحث عن خرائط المنطقة الممزقة وفتش عن اشلاء الدولة العربية المفتتة فى العراقوسوريا واليمن وليبيا والمعطلة فى لبنان والصومال بفعل قوى الشر والبطش والتغول، أمعن النظر جليا أين صار العراق؟ وماذا ينتظره من مستقبل بعد طرح مشروع جوبايدن نائب الرئيس الأمريكي لتحويله إلى ثلاثة أقاليم فى الجنوب للشيعة والوسط للسنة والشمال للاكراد ولا تنس حديث مسعود البرزانى زعيم الاكراد فى كردستان العائد للتو من زيارة واشنطن ليخبرنا ويطرب اسماع العرب أنه حصل على موافقة الادارة الامريكية على اقامة دولة الاكراد فى شمال العراق قريبا، وأنه لا تراجع عن اقامة تلك الدويلة حتى لو كانت على ثلاثة أمتار فى شمال العراق المنهك المأزوم. ولا تنس أيضا أيها العربى أن توسع دائرة الرؤية لتبحث عن خريطة سوريا وأين صارت وكيف أصبحت بعد أن قسمها داعش والتكفيريون؟ وماذا يحتل وأين يسيطر الجيش السورى الحر ونفوذه، وأين يتمركز ويتموضع ويسيطر جيش بشار الأسد ومع من ستسقط دمشق قلب العروبة النابض! ناهيك عن موقع الدولة العلوية التى ترسم بعد أن تنفض الحرب السورية غبارها ويخلد مقاتلو الدمار فى سوريا الى استراحة المحارب. وحدث ولا حرج أيها العربى عن خرائط اليمن وليبيا حاليا فالاولى تدير ايران وكلاؤها هناك من الحوثيين والانقلابى على عبد الله صالح وابوا إلا يتركوها ألا أثرا بعد عين فإما أن تحتلها وتسيطر عليها طهران أسوة ببقية العواصم فى العراقوسورياولبنان كما يتغنى جنرالات وملالى طهران حاليا وإلا فلتذهب صنعاء وعدن إلى التقسيم والتشطير والحوثى العميل وعلى صالح الخائن حاضر دوما لاشعال النار فى الدهليز اليمنى ولن يرف لهم جفن أو يرتاح لهم قلب وبال إلا بتحويلها إلى تلال من الاطلال والخرائب ضربا بعرض الحائط بالمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2216 ومناهضا لعاصفة الحزم ورافضا لعملية الأمل من قبل قوات التحالف العربى التى ارادت انقاذ عروبة اليمن قبل أن تسقط فى يد المخادع الايرانى ليوسع دائرة استراتيجية التغلغل والتمدد فى المنطقة وفى ليبيا لا يختلف الحال هكذا عن سابقيه فى العواصم السابقة حيث ذاهب لا محالة هذا البلد الصغير العائم على برميل نفط قابل للانفجار أكثر في قادم الأيام إلى ثلاثة اقاليم: طرابلس وبنغازى وطبرق ولن ترضى داعش وسائر التنظيمات التكفيرية إلا أن يكون لها موطئ قدم على خليج سرت لتظل منصات مناكفة متحركة لتنغيص وتهديد يومى لحدود مصر من ناحية وجيران ليبيا المنهارة فى المغرب العربى من ناحية أخري، وعلى الجميع فى سائر العواصم العربية التى تضربها سياسات مفعمة بالفشل وتلاحقها سيناريوهات التقسيم الآتى لا محالة أن يستعدوا دوما لتسديد فواتير الدم والقتلى فلن تتركهم مؤامرات واشنطن ومناورات الغرب الاوروبى وغرور القوة الايرانية وفوبيا وهيجان الانفعال التركى الباحث عن دور واستعادة مجد عثمانى زائل إلا بعد تقسيم معظم تلك الاقطار العربية وضرب مشروع الدولة القطرية العربية فى مقتل وكتابة المشهد الاخير التعيس فى فصل التقسيم لكل عاصمة من بابها إلى محرابها. لفهم ما يحدث حاليا ولمنع تقسيم المقسم فى بعض عواصم العرب لم يعد أمام العربى إلا خرق جدار الصمت لرفض كل هذه المؤامرات ورفع الصوت عاليا، والسعى نحو انقاذ ولملمة اشلاء الدولة العربية فى سورياوالعراق واليمن وليبيا بشتى الطرق سياسيا وعسكريا واعادة اللحمة لتضامنه العربى والشروع عاجلا بالايذان بخروج القوة العسكرية المشتركة إلى النور سريعا والتلويح عسكريا كما فعل فى عاصفة الحزم لكل من يهدد أمنة واستقراره ويعبث بخرائط وطنه العربى. لمزيد من مقالات أشرف العشري