تحتفل دول عديدة فى الأسبوع الأول من مايو ب«اليوم العالمى للضحك» بتخصيص ثلاث دقائق للضحك والقهقهة، فالضحك هو شكل للتعبير يظهر خارجيا على الإنسان فى صورة مرح وفرح. وتتعدد أسباب الضحك، الذى يوصف أيضا بأنه رد فعل فسيولوجى نتيجة للمرور بخبرة ما مثل سماع نكتة أو عند سماع مداعبة وغيرها من الأسباب الأخري، وهو السلاح الفعال ضد الإحباط، القلق، الشيخوخة، كما يسهم فى تخفيف الألم والضغوط، وإدخال السعادة والسلام النفسى إلى القلب، ومن الفوائد الصحية الأخرى فإنه يحد من ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، ويزيد القدرة على التأمل والاسترخاء، ويقوى جهاز المناعة ووسائل الدفاع الطبيعية الموجودة فى الجسم، ويفيد مرض التهاب الشعب الهوائية، وأزمات الربو عن طريق رفع نسبة الاكسوجين فى الدم الذى يدخل للرئة. أما فوائده فى العمل فهو يمنح الإنسان التجدد ويزيد قدرته على التحدث إلى الآخرين بلباقة، ويطور الشخصية والقدرة على القيادة، كما أنه ينمى روح المشاركة وروح العمل الجماعي، ويرفع مستوى ادائك العقلى وقدرتك على الاحتفاظ بالمعلومات لأطول فترة ممكنة، ويجدد الطاقة ويقوى الذاكرة، ويخرجك من دائرة الروتين، فيكفى أن الضحك الحقيقى يساعد فى تنشيط 80 عضلة فى الجسم. فالضحك خير دواء كما يقول المثل الشعبى القديم، وكان العرب يحبون الضحك بشكل تلقائى وعفوي، ويعرفون تأثيراته النافعة، وقد ورد هذا من خلال بعض النوادر أو القصص الطريفة، ومنها نوادر جحا ونوادر البخلاء من كتابات الجاحظ، وكذلك ما ورد فى كتاب الأغانى لأبى فرج الأصفهاني، ويقول الجاحظ فى مقدمة كتابه البخلاء: نحن بحاجة إلى الضحك لأن فيه راحة للنفس واستجماما للعقل، كما يقال عن المصرى فى الخارج (بأنه صاحب مزاج وابن نكتة) حتى فى لحظات المحن والكوارث. ولأهمية الضحك للشعوب فأنه يتم اقامة (نواد للضحك) والآن يوجد حول العالم نحو ستة آلاف من أندية الضحك.. حاول أن تضحك مع أطفالك أو أصدقائك حتى لو لم يكن مزاجك يسمح بذلك، بل حاول أن تتذكر الأحداث المضحكة: مثل مشهد من فيلم كوميدى أو مسرحية ضاحكة أو موقف قريب مثير للضحك. حتى لو لم تضحك بصوت عال فإنك ستشعر بالمرح الداخلي. وفى هذا السياق يقول المثل الفرنسي: إن يوما لا يضحك المرء فيه ليوم ضائع، ويقول المثل الصيني: ليس هناك من عقوبة اطلاقا إذا جعلت الآخرين يموتون من الضحك، ويقول الشعب الروسي: الإنسان الذى يحب الضحك له أسنان بيضاء، كما يقال أيضا حينما يضحك الإنسان لمواجهة المواقف الخطرة التى يتعرض لها فأنه بلاشك يحاول عن طريق الضحك أن يرفع روحه المعنوية، أو أن يعمل على تقوية شجاعته. وأخيرا: أنصحك بتغيير طبيعتك المتحفظة بالضحك، ولا أقصد به اطلاقا ذلك الضحك الذى قد يصبح مهنة عند البعض فكفانا الهموم والمتاعب اليومية والحياتية المحيطة بنا من كل صوب وحدب، وخاصة بعد حكم الإخوان للشعب، أحرقت فيها أعصابه، وغدرت بثورته، وحلمه وآماله، فالضحك سيجعلك تندم على ما فات من عمرك وأنت متجهم.. استمتع باللحظة التى تعيشها، فالضحك هى البطارية التى تشحذ عقولنا وأجسامنا ومشاعرنا «وذنبك على جنبك». محاسب ألبير ثابت فهيم مصر الجديدة