استقبل الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند أمس بمقر الاليزيه المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء و الوفد الوزارى المرافق له. وأكد الجانبان الحرص المشترك لتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين مصر وفرنسا فى جميع المجالات واهمية التشاور المستمر بينهما ، لا سيما فيما يتعلق بالقضايا الاقليمية و الدولية ذات الاهتمام المشترك. كما أكدا تطابق وجهات النظر بين البلدين بشأن العديد من الازمات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط . وخلال الزيارة نفسها اكد المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ونظيره الفرنسى مانويل فالس على اهمية استمرار البلدين فى التنسيق والتعاون لمواجهة التحديات الاقليمية التى تواجهه منطقة الشرق الاوسط وعلى رأسها التهديدات والعمليات الارهابية والتباحث المستمر لدعم مجالات العمل المشترك فى ملفات البنية التحتية والتعليم الفنى والمشروعات المشتركة فى قطاعات النقل والطاقة التقليدية والجديدة والمتجددة والنووية، جاء ذلك خلال لقاء رئيسى الوزراء المصرى والفرنسى على غداء عمل أقامه فالس تكريماً للمهندس ابراهيم محلب . وعبر محلب عن شكره العميق قائلاً ان تلبيته للدعوة جاءت تجسيداً للروابط التاريخية والسياسية والاقتصادية والثقافية التى تربط بين بلدينا وشعبينا . واضاف ان قرب الانتهاء من تطبيق خريطة الطريق وعودة الامن والاستقرار للبلاد يجعل مصر على اعتاب مرحلة انطلاق اقتصادى بما يضعها فى المكانة التى تليق بها وتتناسب مع الموارد البشرية الهائلة التى تتمتع بها وما يحمله ذلك من فرص استثمارية كبيرة داعياً الشركات وقطاع الاعمال الفرنسى الى استثمارها والاستفادة منها وتابع نسابق الزمن لبناء مجتمع مدنى عصرى يعتز بقيمه وإرثه الثقافى ويوفر العيش لمواطنيه ويحقق مطالبهم فى الحرية والامن والاستقرار والعدالة الاجتماعية . واضاف اننى على ثقة ان مباحثتنا ستمثل نقطة تحول فى العلاقات المصرية الفرنسية وبداية لتأسيس علاقات اقتصادية ناجحة . ومن جانبه اشاد رئيس الوزراء الفرنسى بالعلاقات بين البلدين ورحب برئيس الوزراء المصرى مثمناً المباحثات المثمرة التى تم إجراؤها ، كما اشاد بالعلاقات الثنائية المتميزة التى تتمتع بها مصر وفرنسا فى كافة المجالات والتى انعكست فى توقيع اتفاقيات التعاون خلال الزيارة. واعرب عن سعادته بالدعوة التى تلقاها من قبل رئيس الوزراء المصرى ابراهيم محلب لزيارة مصر قربياً ، ودعا جميع الفرنسيين لزيارة مصر قائلاً مصر بلد جميل على الجميع زيارته. واشار إلى ان المباحثات تطرقت الى العلاقات الثقافية بين البلدين والتعليم العالى وتم التركيز على الدور الذى تلعبه مصر من اجل دعم الاستقرار بالمنطقة وتم الاتفاق على تعزيز التعاون فى مجالات الدفاع والامن ، كما اننا سنعمل معاً فى عدد من الملفات منها النقل والصناعات الغذائية وغيرهما قائلاً نريد العمل مع مصر فى كافة المجالات والقطاعات لدعم مستبقل التنمية فيها. وقد شهد رئيسا وزراء البلدين توقيع ثلاث اتفاقيات الاولى لتخفيض نسب تلوث المياه والهواء فى مصر الناتج عن الصناعة ووقعها عن الجانب المصرى وزير الصناعة والثانية لتطوير تروماى الاسكندرية بتمويل 300 مليون يورو منها 60 مليونا دفعة اولى، ووقعها وزير النقل المصرى ومسئولو الوكالة الفرنسية للتنمية، كما تم توقيع اعلان نوايا بين الحكومتين للتعاون فى مجال التعليم الفنى والتدريب المهنى وقعها عن الجانب المصرى وزير التعليم الفنى. وفى المؤتمرالصحفى المشترك ركز خلاله رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس على اهمية العلاقات الوثيقة التى تجمع بين مصر وفرنسا ذلك بعد ان ابدى ترحيبه بنظيره المهندس ابراهيم محلب وقال فالس انه قرر ان يعمق النقاش مع رئيس الوزراء والوفد المرافق له فيما يخص التعاون لمكافحة الارهاب فضلا عن التعاون القوى فى مجال التسليح والفضائيات ومجالات اجرى كالثقافة والفرانكفونية والسياحة والتجارة والصناعة ومجالات التدريب المهنى والتعليم العالى وكافة المجالات الاخري. وكان محلب قد التقى أيضا وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس بحضور وزير التجارة والصناعة، والسفير المصرى بفرنسا. وأشاد رئيس الوزراء بالعلاقات التاريخية، وأواصر الصداقة الممتدة التى تجمع البلدين والشعبين الصديقين، وأعرب عن تطلع مصر لتعزيز التنسيق السياسى بين البلدين، واهتمامنا بأن تكون مواقف فرنسا داخل الاتحاد الأوروبى وفى الأطر الدولية متفهمة لمسار التحول الديمقراطى والظروف الأمنية التى تمر بها مصر، خاصة فى ظل ما تعانيه البلاد من عمليات إرهابية تستهدف النيل من الدولة. وأشاد محلب بالمشاركة الفرنسية فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى، وبمشاركة ممثلين عن عدد من الشركات الفرنسية التى تستثمر فى مصر فى العديد من القطاعات، من بينها الطاقة والبنية التحتية والخدمات والصناعات الهندسية، ومن ثم قدم محلب الدعوة الى الشركات الفرنسية للاستثمار فى المشاريع التنموية الكبرى التى تطرحها الحكومة المصرية مثل مشروع تنمية محور قناة السويس، ومشروعات الطاقة المتجددة، وانه قد عرض هذه الفرص خلال اجتماعه مع مجلس اصحاب الاعمال الفرنسى امس. وأشار إلى دور الأزهر الشريف فى مكافحة التطرف وتجنيد المقاتلين الأجانب، وإمكانيات التعاون فى هذا المجال، ومساهمته فى نشر أفكار الإسلام المعتدل فى فترة تشهد تنامى الفكر المتطرف، مؤكدا أن للأزهر ودار الافتاء المصرية دورا فى مواجهة الافكار المتطرفة، وتجديد الخطاب الديني، وإظهار الوجه الحقيقى للاسلام السمح. من جانبه رحب وزير الخارجية الفرنسى بما طرحه رئيس الوزراء، خاصة زيادة مجالات التعاون الثنائي، وفى مقدمتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، وكذلك السياحية، حيث سيعملون على مراجعة التعليمات المنظمة لسفر السائحين الفرنسيين لمصر. وتم الاتفاق على اهمية التصدى للأفكار المتطرفة، ومواجهة الارهاب، وتنسيق الجهود الدولية للعمل على ايجاد حل للمشكلة الفلسطينية الاسرائيلية، فى اطار الاسس والمباديء المتفق عليها. وفى ختام الاجتماع تم الاتفاق على تعزيز التعاون فى مجال البيئة، وقيام وزيرى البيئة بالبلدين، بتبادل الزيارات، ووضع برنامج تعاون فى هذا الاطار، بالاضافة الى قطاعات نقل التكنولوجيا. كما عقد رئيس مجلس الوزراء، لقاء مع مجلس اصحاب الاعمال الفرنسيين وقال: تعد فرنسا شريكا تجاريا رئيسيا مع مصر، حيث يصل حجم التبادل التجارى الى 2. 6 مليار يورو، كما أعرب محلب عن الرغبة فى زيادة ذلك فى الفترة المقبلة، موضحا ان الاستثمارات الفرنسية فى مختلف المجالات تشهد تزايدا كبيرا فى الفترة المقبلة، خاصة فى مجالات الصناعة والطاقة المتجددة والبنية التحتية. ودعا رئيس الوزراء الجانب الفرنسى الى اهمية الاستثمار فى مجال السياحة فى مصر والذى يعد مجالا حيويا للاقتصاد المصرى .