حلت بركات ثورة يناير علي جنازة قداسة البابا شنودة وودعه المصريون بصورة تليق بتاريخ الرجل ومواقفه الوطنية.. ولو ان البابا شنود] رحل في ظل النظام السابق لاقيمت له جنازة رسمية في صحراء مدينة نصر, وحمله المشيعون علي مدفع وسافر إلي وادي النطرون دون أن يودعه الشعب المصري بكل طوائفه.. هكذا أعتاد النظام السابق مع كل رموز مصر التي رحلت في السنوات الماضية, ح كانت المبررات الأمنية دائما وراء إلغاء المشاركة الشعبية في توديع رموزنا الوطنية.. حدث هذا مع فضيلة الإمام الشعراوي واقتصرت جنازته علي ابناء بلدته وعلي رغم هذا كانت جنازة مهيبة..وحدث أيضا مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب حينما أقيمت له جنازة متواضعة في مدينة نصر.. وحدث أيضا مع المشير أبو غزالة مرض في صمت.. ورحل دون وداع, حيث كان الهاجس الأمني يسيطر علي المسؤلين دائما ويمنعهم من إقامة الجنازات الشعبية خوفا من المواطنين..مؤسسات مزعورة تخاف احتشاد شعبها.. وقد نجت جنازة البابا شنودة من تعليمات ومحاذير أجهزة الأمن كان حشدا مهيبا في كل شئ, حشد المجلس العسكري كل إمكانيات الدولة وشارك المشير طنطاوي والفريق عنان وعدد كبير من أعضاء المجلس..وشارك رئيس الحكومة د.الجنزوري والوزراء.. وكان فضيلة الإمام الأكبر د.الطيب وفضيلة المفتي د.جمعه في مقدمة الحشد الكبير.. وطلب الدكتور الكتاتني من مجلس الشعب وقفة حداد علي روح الفقيد.. وقبل هذا كله خرجت جموع الشعب في مظاهرة حب تاريخية. لقد شارك المسلمون كما شارك الأقباط وعلي رغم الزحام الشديد لم تشهد الشوارع أي خلل امني ولم تحدث مشاجرة واحدة, ولم يظهر اللهو الخفي وسط مئات الالاف من البشر, وكان وداعا مهيبا يليق برمز كبير وشعب عظيم. ما أكثر الرموز التي رحلت في صمت ولم تلق ما تستحق من التكريم في وداعها, ما أكثر الكتاب والأدباء والفنانين والقادة العسكريين والرجال الشرفاء الذين ذهبوا في صمت لأن النظام السابق لم يكن علي وفاق معهم أو لأن الأمن كان يريد ذلك. جنازة البابا شنودة كانت من ثمارثورة يناير الطيبة, وهناك ثمار أخري في الطريق. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة