يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسى اليوم بالعاصمة الروسية موسكو فى الذكرى السبعين لاحتفالات أعياد النصر فى الحرب العالمية الثانية، وذلك تلبية لدعوة من نظيره الروسى فلاديمير بوتين، وبحضور نخبة من قادة العالم. ويعقد الرئيس السيسى ظهر اليوم لقاءً ثنائياً مطولا مع الرئيس الروسى بوتين بالقصر الكبير بالكرملين، فى إطار متابعة النتائج التى تمخضت عنها الزيارة الناجحة التى قام بها الرئيس «بوتين» إلى القاهرة فى فبراير الماضي، وكذلك زيارة الرئيس السيسى إلى منتجع سوتشى أغسطس الماضي، فضلاً على حرص الجانبين على تعزيز علاقات التعاون التى تجمع بين البلدين الصديقين فى جميع المجالات. ومن المقرر أن يبدأ الرئيس نشاطه فى تمام التاسعة صباحا بتوقيت موسكو الثامنة بتوقيت القاهرة بالمشاركة فى الاستقبال الذى أعده بوتين لرؤساء الوفود بالكرملين. وتبدأ الاحتفالية فى تمام العاشرة صباحا بالميدان الأحمر، اشهر ميادين موسكو، بتنظيم عروض عسكرية ضخمة تخليدا لذكرى النصر، ثم يتوجه بعد ذلك القادة فى الحادية عشرة والربع لزيارة النصب التذكارى للجندى المجهول بحديقة الكسندروفسكى وبعد ذلك تبدأ مباشرة مراسم وضع اكاليل الزهور. يعقب ذلك اصطفاف القادة بالميدان الأحمر، فى الثانية عشرة الا ربعا، لالتقاط صورة تذكارية جماعية، وفى تمام الثانية عشرة يبدأ حفل الاستقبال الذى يقيمه الرئيس الروسى بمناسبة الاحتفال بأعياد النصر داخل قاعة جيورجيفسكى . يعقب ذلك لقاء لضيوف الشرف مع قائد حامية الكرملين خليبنكوف .. وتختتم فعاليات اليوم الاحتفالية بإطلاق طلقات السلام وانطلاق حفل موسيقى كبير بالميدان الأحمر فى الثامنة والنصف مساء. ويشارك الرئيس السيسى مساء اليوم فى مأدبة عشاء يقيمها الرئيس الروسى بقصر الكرملين،على شرف رؤساء وأعضاء الوفود الرسمية المشاركة فى الاحتفالية. كان الرئيس السيسى قد وصل بعد ظهر أمس الى موسكو، وكان فى استقباله لدى وصوله الى مطار فونوكوفا بالعاصمة الروسية، ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسى ومبعوث الرئيس الروسى للشرق الاوسط وإفريقيا وسفير روسيا السابق لدى مصر، والدكتور محمد البدرى سفير مصر لدى موسكو واعضاء السفارة المصرية. ويرافق الرئيس السيسى خلال زيارته روسيا وزيرالخارجية سامح شكري. وقد أعد الرئيس الروسى بوتين مأدبة عشاء أمس على شرف رؤساء الوفود المشاركة بالاحتفالية بحضور الرئيس السيسي. ويشارك الرئيس فى هذه الاحتفالات مع عدد من قادة الدول والمؤسسات الدولية، ومن بينهم قادة بلدان رابطة الدول المستقلة، ورؤساء كل من الصين، والهند وجنوب إفريقيا، فضلاً على رؤساء بعض الدول الأوروبية واللاتينية، وأمين عام الأممالمتحدة. وتتضمن فعاليات احتفالات روسيا هذا العام بعيد النصر إقامة عروض عسكرية فى 150 مدينة، ليس فقط داخل روسيا، وإنما فى بعض الدول الأخرى ومن بينها بيلاروسيا وأرمينيا وقيرغيزستان، كما سيشارك فى العرض العسكرى الرئيسى فى موسكو صباح اليوم أكثر من 15 ألف شخص، ويتكون العرض من جزءين، أحدهما تاريخى والآخر معاصر. من ناحية اخرى أكد السفير الدكتور محمد البدري، سفير مصر لدى روسيا، أهمية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى موسكو للمشاركة فى احتفالات عيد النصر، مشيرا إلى التقدير الكبير من قبل الجانب الروسى لدور مصر ومكانتها فى المنطقة. وكشف خلال تصريحاته أمس للوفد الإعلامى المصرى المرافق للرئيس السيسى أن الرئيس سيكون أول رئيس دولة ممن وجهت لهم الدعوة لحضور الاحتفال، يلتقى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ظهر اليوم ضمن 17 رئيس دولة أجنبية أخري، وذلك تقديرا لدور مصر الكبير وقيادتها السياسية على الساحتين الدولية والإقليمية، كما أن الجانب الروسى وافق على أن يمتد اللقاء مدة إضافية كما يرى الرئيس السيسي. ونوه السفير المصرى بتقارب العلاقات المصرية الروسية بشكل عام، وبتقدير الرئيس بوتين تجاه الرئيس السيسى بوجه خاص، مشيرا إلى أنه أول شخصية يلتقى بها أربع مرات خلال خمسة عشر شهرا، بداية من زيارة الرئيس السيسى لروسيا حينما كان وزيرا للدفاع، ثم زيارته لمنتجع سوتشي، وزيارة الرئيس الروسى للقاهرة، وأخيرا زيارته الحالية. وقال إن روسيا لم توجه الدعوة لحضور الاحتفالات سوى للرئيسين المصرى والفلسطينى من المنطقة العربية، مشيرا إلى أن روسيا تعد أول دولة تعترف بثورة يونيو، كما أيدت كل الإجراءات التى اتخذها الرئيس السيسى عقب الثورة. ونفى البدرى وجود أى فتور فى العلاقات المصرية الروسية بسبب مشاركة مصر فى عاصفة الحزم باليمن، و أوضح أن هناك حواراً ممتداً مع الجانب الروسى حول هذه القضية يتم من خلاله تبادل وجهات النظر، مشيرا إلى أن روسيا تتفهم تماما وجهة النظر المصرية فى هذا الشأن، كما أنها قد أسهمت فى نقل بعض الرعايا المصريين خارج اليمن. وحول العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، أوضح السفير المصرى أن حجم الميزان التجارى العام الماضى بلغ نحو 5,5 مليار دولار، منها 580 مليون دولار صادرات مصرية، معظمها من المحاصيل الزراعية بنحو 4 مليارات جنيه، مشيرا إلى أن روسيا تعد أكبر مصدر للقمح والسياحة إلى السوق المصرية. ونوه السفير إلى أن هناك مبالغة وعدم دقة فى قضية العفن البنى بالبطاطس المصرية المصدرة إلى روسيا، مشيرا إلى أنه تم رفع الحظر الذى فرض العام الماضى على 70% من البطاطس، كاستجابة فورية من الجانب الروسى بعد الإيضاحات التى قدمتها مصر، كما أنه جار حاليا التفاوض على رفع الحظر على بعض الأكواد البسيطة التى تمثل أقل من 2% من الرقعة المصرية من صادرات البطاطس. وقال البدرى إن الزيارة لن تشهد توقيع أى اتفاقيات مع روسيا كما تردد، وإن مذكرات التفاهم التى وقعت بين الجانبين بالقاهرة فبراير الماضى تقوم الحكومة المصرية بالسير فى إجراءاتها حاليا، مشيرا إلى أن مصر تحتاج إلى بذل جهد إضافى من أجل جذب الاستثمارات الروسية إلى مصر. وبالنسبة لتأثر السياحة المصرية بتراجع أعداد السائحين الروس بعد أزمة تراجع الروبل الروسي، أشار السفير إلى أن أعداد السائحين الروس كانت العام الماضى قد بلغت ثلاثة ملايين ومائة وسبعة وستين سائحا، مشيرا إلى تراجع السياحة المصدرة من روسيا بشكل عام على مستوى العالم بنسبة 33%، حيث انخفضت من 22 مليون سائح روسى العام الماضى إلى 15 مليونا فقط. وأعلن أن سيتم إطلاق حملة تسويقية كبرى بالتعاون مع وزارة السياحة من أجل تنشيط السياحة الروسية مرة أخري، منوها الى أنه تم وضع خطة لزيادة الأعداد، والتحرك نحو المدن الروسية الكبرى المصدرة للسياحة بالاتفاق مع الوزير المصري. ورفض السفير تخفيض أسعار البرامج السياحية فى مصر، لأنها تعد متدنية للغاية، مشيرا إلى أن أزمة الروبل أثرت على السائح الروسى العادى أكثر من السائح الأكثر إنفاقا. وقال إن منظمى الرحلات السياحية بروسيا قد أكدوا رغبتهم فى العمل بالسوق المصرى لا سيما أن مصر من أرخص المقاصد السياحية على مستوى العالم، واستشهد بمقولة أحد المنظمين الذى ذكر أن مصر تعد المقصد الأول لروسيا لأنها تقع فى منتصف الطرق، كما أن سياحة الغطس تعد الأرخص إذا ما قورنت بسياحة الغطس فى دولة مثل سيشيل. وأضاف السفير المصرى أن هناك جهودا ضخمة تبذل على المستوى الإعلامى من أجل تغيير الصورة الذهنية لدى السائحين الروس وشركات السياحة من حالة عدم الاستقرار الأمنى فى مصر عقب ثورة 25 يناير، وقال إن هناك توصيات من الحكومة الروسية بعد إدراكها مدى الاستقرار الحالى فى مصر، بتوجيه السائحين إلى الريفيرا المصرية بالبحر الأحمر، ونوه الى أن السائح الروسى يحبذ السياحة الترفيهية على السياحة الثقافية، وذلك من أجل الاستمتاع بجو مصر ودفء شمسها.