الشيخ العز بن عبدالسلام عالم وفقيه مسلم, ومن أشهر ألقابه سلطان العلماء, تولي الخطابة والقضاء بمصر لمدة عشرين عاما حتي وفاته عام2621 م, ولعل أبرز نشاطه هو دعوته القوية لمواجهة الغزو المغولي التتاري علي مصر وشحذه لهمم سلطان مصر وقتها عزالدين أيبك وقائد جيوشه الأمير سيف الدين قطز وجميع المصريين للاستنفار وملاقاة التتار الغزاة, وحينما احتاج سيف الدين قطز لأموال للانفاق علي الاستعداد للمعركة واعداد الجيش للحرب, أمر الأمير قطز بفرض ضرائب جديدة علي الناس وجمع الأموال من الرعية, لكن الشيخ العز بن عبدالسلام اعترض علي ذلك وطالبه بألا يأخذ شيئا من الناس إلا بعد افراغ بيت المال, وبعد أن يخرج الأمراء وكبار التجار من أموالهم وذهبهم المقادير التي تتناسب مع غناهم, فإذا لم تكف هذه الأموال في الاعداد للمعركة فرضت ضرائب علي الناس, وبذلك يتساوي في الانفاق علي حماية مصر من الغزاة واستجاب قطز لرأي الشيخ العز بن عبدالسلام وقام بتنفيذه علي الفور وتساوي الراعي والرعية في البذل والعطاء وخرج المسلمون للقاء المغول في معركة عين جالوت عام0621 م وكان لهم النصر من الله وتشتت شمل التتار ولم يبق لهم أثر بعدها, وكانت مصر كعهدها دوما مقبرة للغزاة والطغاة. هذا هو الشيخ العز بن عبدالسلام العارف بالله الفقيه فلا يذكر اسمه إلا وتذكر الهيبة التي يهبها الله للعاملين المخلصين من عباده, ولا يذكر رحمه الله إلا وتذكر معه الجرأة علي كل مخالف لشرع الله, مهما علا مكانه وارتفعت مكانته بين الناس. اننا اليوم أحوج ما نكون لعقلية وورع رجل دين كالشيخ العز بن عبدالسلام ولحكمة قائد كالأمير سيف الدين قطز, فبهما تساوي الراعي والرعية في البذل والعطاء, وبحسن تصرفهما وإخلاصهما لمصر نجاها الله وحفظها من خطر التتار وفلولهم. ومن يومها لم يخش علي مصر من أعدائها قدر ما يخشي عليها من حماقة أبنائها.. فاللهم احفظ مصر لنا وأنر بصيرتنا لنصد عنها كل سوء.. د. حمدي عبدالسميع أستاذ بكلية الطب البيطري ببنها