أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, شيخ الأزهر, أن الأزهر يعيش هم النهوض باللغة العربية في عالمنا العربي المعاصر, كما أبدي أسفه واستياءه من غزو اللهجة العامية قاعات الدرس الجامعي, ومختلف قنوات الإعلام المسموع والمرئي, معتبرا أن ذلك لا يليق بمصر العروبة والإسلام, وانتقد لجوء المثقفين إلي العامية, وعدم تمكنهم من الإعراب عما يريدون بلغة عربية مبينة. وقال الطيب إن المهام الملقاة علي عاتق المجامع العربية كثيرة, وعلي رأسها الوقوف دون زحف اللهجة العامية في محيطنا العربي في كل مستوياته. وأضاف أن اللغة العربية الآن مهانة في ديار العروبة, ونفتقد المنهج التربوي السليم لتعليم العربية, فالأمة التي تفقد لغتها ستفقد بالضرورة هويتها وأصالتها, وإذا استمر هذا الوضع البائس للغة العربية في بلادنا, فإن الأمر ينذر بخطر كبير يهدد العقل العربي. وطالب الطيب مجامع اللغة العربية ببحث أسباب انهيار العربية, ومعرفة عوامل الانهيار والضعف, والإسراع بخطوات ثابتة نحو معالجة الموضوع بجدية كاملة, والتعاون بين جميع المجامع العربية لإيجاد الحل الأمثل الذي يليق بعراقة الأمة, وذلك بتنظيم مؤتمر علمي لمعرفة أسباب ضعف اللغة وكيفية النهوض بها. جاء ذلك خلال استقباله أمس بمشيخة الأزهر وفدا من أعضاء مجمع اللغة العربية,ورؤساء المجامع اللغوية بالدول العربية من بينهم الدكتور عبد الهادي التازي, والدكتور محمد بن شريفة والدكتورة عصمت دندش, من المغرب, و الدكتور عمار طالبي من الجزائر, والدكتور عبد الكريم خليفة من الأردن علي هامش مشاركتهم في مؤتمر مجمع اللغة العربية الذي يعقد بالقاهرة حاليا. وبحث اللقاء وضع الغة العربية في العالم العربي, وتجاهل العالم العربي للغته في كل الميادين عكس الدول الناهضة في العالم. من جانبه انتقد الدكتور خليفة ما يثار من أن اللغة العربية ليست صالحة للعصر الحالي, ودعا إلي أن يكون الأزهر قائدا للأفكار العربية لاستعادة اللغة العربية في كل ميادين الحياة. كما أبدي الدكتور محمد بن شريفة ابتهاجه بالأزهر الجديد, وبتوجهه الإصلاحي الذي سيسهم دون أدني شك في فك الاشتباك الموهوم بين الأصالة والمعاصرة, والأزهر الشريف مؤهل للعب هذا الدور الريادي المنشود. وقال الدكتور عبد الهادي التازي: إننا لا نعادي اللغات الأخري ولكننا نعتز بلغتنا العربية التي كانت ركيزة من ركائز النهضة الأوروبية في العصور الوسطي.أما الدكتور عمار طالبي فقد طالب بأن يكون الأزهر الشريف هو الرائد لتدريس العلوم التقنية والطبية باللغة العربية, بما له من تاريخ طويل في هذا الميدان.