تعد العلاقات المصرية السعودية حجر الزاوية فى النظام الاقليمى العربي، وصمام الأمان لاستقرار المنطقة فى مواجهة أى أخطار تهدد الأمن القومي. ومنذ بداية بناء الدولة السعودية الحديثة عام 1902 حرص مؤسسها الملك عبد العزيز آل سعود على ايجاد علاقات استراتيجية مع مصر، وانتهى إلى مقولته الشهيرة «لا غنى للعرب عن مصر.. ولا غنى لمصر عن العرب». لذلك ظلت العلاقات بين البلدين منذ ذلك الوقت وعلى مدار عقود طويلة من الزمن، تكتسب أهمية خاصة وتؤثر بشكل مباشر على النظام العربي، بغض النظر عن الأوضاع الداخلية فى كل منهما، فهذه العلاقات الإستراتيجية تحت كل الظروف والأوضاع لم ترتبط قط بأسماء أشخاص أو طبيعة نظام، بل بمصالح مشتركة محليا واقليميا ودوليا، لذلك اكتسبت قوة واستمرارية دائما، مع زخم شعبى كبير نتيجة العلاقات التاريخية بين الشعبين، والارتباط الوثيق بينهما. وقد لا يعلم الكثيرون أن أول معاهدة صداقة بين البلدين وقعت فى عام 1926، وأن مصر شاركت فى مشروعات عمرانية عديدة لبناء المملكة وفقا لاتفاقية التعمير بالرياض عام 1939، كما شارك الآلاف من المدرسين والأطباء والمهندسين المصريين فى توفير الخدمات المعيشية لأشقائهم السعوديين. ولعبت القاهرة والرياض دورا أساسيا فى انشاء جامعة الدول العربية، ووقع البلدان اتفاقية الدفاع المشترك عام 1955. ودعمت السعودية مصر بقوة فى مواجهة العدوان الاسرائيلي، حتى تم تحرير كل شبر من سيناء، وواصلت دعمها الاقتصادى لمصر فى كل المواقف، بينما أكدت مصر دائما نظريا وعمليا أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى والعربي. وبقيت السعودية دائما داعمة لإرادة الشعب المصري، ووقفت إلى جانبه بقوة عقب ثورة 30 يونيو، ويخوض البلدان الآن حربا ضروسا ضد الإرهاب الذى يشكل تهديدا مباشرا لهما، ويتعاونان على التصدى له، والعمل معا لإعادة الأمن والاستقرار لكل المنطقة العربية. وستظل العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسعودية هى القاطرة الحقيقية للعمل العربى المشترك، وحائط الصد دفاعا عن الأمن القومى العربي. لمزيد من مقالات رأى الاهرام