يأتى الربيع إليها بأنغامه ليعزف لحن الحياة العذب. ينقشع الضباب عنها كل صباح فيكشف عن « سيدى بوسعيد» فى أعالى المنحدر الصخرى المطل على قرطاج وخليج تونس. أرض خيال تعانق الحلم بعمارتها الساحرة، إذ أنك تجد جميع البيوت بهذه الضاحية بيضاء ذات أبواب خشبية عتيقة يغلب عليها اللون الأزرق، وتزين الأبواب بنقوش وزخارف غاية فى الجمال. كما تزخر المدينة بمحلات الهدايا التذكارية، والسجاد التونسى الأصيل، والمشغولات الفضية، وأقفاص العصافير، وغيرها من الصناعات التقليدية. بجانب كونها مكانا للإصطياف، فإنها أيضا قبلة للتصوف حيث يقام بها احتفالات صوفية، أشهرها مهرجان« الخرجة ». تنسب المدينة إلى ولىّ صالح هو « أبو سعيد الباجي» ، الذى عاش فى فترة معاصرة للشيخ أبى الحسن الشاذلى . كذلك، تشتهر المنطقة ب « القهوة العالية» وهى مكان سياحى يستقطب العديد من الزوار المحليين والأجانب خاصة فى فصل الصيف. أجمل ساعات تقضيها هناك ساعة العصارى مع كوب شاى بالصنوبر.. متأملا لحظة الغروب، عندما تسقط الشمس فى المياه الزرقاء فتفترش البحر بلونها البرتقالى الداكن.