بعد أيام من واقعة غرق صندل الفوسفات بالنيل وتردد شائعات عن تلوث مياه الشرب تارة بالفوسفات وآخرى باليورانيوم.تكشف الاهرام الحقيقة وتقارير هيئة الطاقة النووية وآراء الخبراء عن تأثير الفوسفات على مياه الشرب وعلى الزراعات مستقبلا. ومشكلة الآبار الارتوازية التى اعتمد عليها المواطنون فى الشرقية، وخطة الرى لتلافى اخطار تلك الحادثة مجددا و ماكشفه سحب 3 ملايين عينة عشوائية من محافظات مصر بواسطة الشركة القابضة للمياه فى الشهور السابقة... خبير مياه ينفى وجود يورانيوم فى الشحنة الغارقة اعلن الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، إنه سيتم الانتهاء من انتشال جميع كميات الفوسفات الموجود ضمن شحنة الصندل الغارق فى قنا مساء اليوم" الاثنين"خاصة مع وصول الونش بحموله 1000 طن امس لمنطقة الحادث للمساعدة فى عملية انتشال الصندل الغارق والذى تم تفريغ حمولته بالكامل من الفوسفات.قال انه تلقى تقريرا فنيا يوثق ماتم من إجراءات بخصوص صندل قنا حتى ساعة متاخرة من مساء امس واكد ان نتائج جميع العينات التى وصلت لاكثر من 490 عينة تم اخذها منذ غرق الصندل عن طريق المعامل بمشاركة كل الاجهزة والوزارات المعنية، لان المسئولية عن صحة المجتمع "تضامنية" ، جاءت كلها فى حدود المواصفات الفنية والقياسية. وأكدت صلاحية المياه لكافة الإستخدامات، مشيرا الى أنه يتلقى تقريرا فنيا كل ساعة تؤكد أن نتائج جميع العينات التى تم سحبها جاءت فى حدود المواصفات الفنية والقياسية، وأن التقارير أكدت صلاحية المياه لجميع الاستخدامات. أوضح ان جميع نتائج التحاليل التى قامت بها الجهات اكدت سلامة مياه النيل، وإنه لايمكن للدولة ان تخفى نتيجة التحليل لان ذلك له بعد قومي، ويجب التعامل معه بشفافية مطلقة، مشيرا إلى ان أحد سببين علميين وراء عدم القلق من الفوسفات الاول أنه لا يذوب الا فى حالتين الاولى اذا كان الوسط حامضى ومياه النيل قلوية، والسبب الثانى انها يذوب فى المياه عند درجة حرارة تتراوح ما بين 35 درجة و50 ، بينما مياه النيل تتراوح درجة حرارتها ما بين 25 إلى 27 درجة مئوية. قال مغازى أنه تم الاتفاق بين وزارات الرى والبيئة والنقل على وضع معايير لنقل المواد الخام والخطرة داخل النيل، من ناحية مواصفات المركب أو الصندل الناقل لأى مواد داخل النيل، مشيرا إلى أنه سيتم تدوين هذه المعايير داخل رخصة التسيير فى نهر النيل لمنع تكرار حادث الارتطام للصندل الناقل للفوسفات. واوضح الوزير ان المعايير الجديدة لنقل المواد الخطرة أو الاسمدة ستشمل ان تكون فى اوعية وخزانات مغلقة أو معباة فى أكياس بلاستيك ، تسهل عملية إنتشالها فى حالة الطوارئ، بالاضافة إلى تحديد الغاطس المناسب لكل مركب بموجب رخصة التسيير، تحسبا لتعرض المركب للامواج العالية او مرور مراكب ضخمة بجوار المركب الناقل لهذه المواد، مشيرا إلى زيادة الرقابة على الصنادل من النواحى الفنية والتفتيش عليها بشكل دورى تحسبا لاى طارئ وتاكيدا لاحتياطات الامان . من ناحيه اخرى أكد الدكتور مغاورى شحاتة خبير المياه والجيولوجيا ومستشار وزير الرى ورئيس جامعة المنوفية الأسبق ان نتائج التحاليل لم تثبت وجود مادة اليورانيوم فى كتل الفوسفات المتحجرة بالنيل، مشيرًا إلى أن الأماكن التى يستخرج منها الفوسفات فى مصر لا يوجد بها يورانيوم ، مؤكدًا أنه لو كان الأمر كذلك لكانت أسماك نهر النيل ماتت وطفت على سطح المياه، كما أن الفوسفات لا يذوب فى الماء، و الكمية الغارقة هى احجار تحمل تركيزات من خام الفوسفات بنسبة لا تتجاوز 15 % ، واستقرت بقاع النهر، لكن الصخور ينتج عنها بعض الغبار والرماد الذى يحمله مجرى المياه فى النهر، ومن الضرورى على المسئولين التعامل مع المياه بالتنقية المشددة . أضاف أن نسبة تلوث مياه الشرب ضئيلة،ولاتؤثر على نوعيه المياه حيث تحيط بمحطات الشرب التى مصدرها من مياه النيل بمصفات وسياج دقيقة جدا لمنع الشوائب والرواسب التى تحملها المياه، مشيرا إلى أن المحطات تكون مؤمنة بشكل كبيرمطالبا بضرورة عدم الحادثة مرور الكرام، فى الوقت الذى تنتشر فيه إعلانات التوعية ومطالبات المواطنين بالحفاظ على مياه نهر النيل من التلوث ، مطالبا المسؤولين بضرورة وجود حساب للمقصرين تجاه هذه الحوادث التى تؤثر على مياه النيل. وأكد التأثير السلبى للفوسفات على الزراعة والري، ويمكن معالجة ذلك عند الحقل فى المجارى المائية بسرعة السيطرة عليها حتى لا تؤثر على مجرى مياه نهر النيل، لأن تركيز أى مادة فى المياه بدرجة أعلى من المطلوب لها تقديرات ضارة على صحة الإنسان والحيوان، لذا لابد من التحرك السريع لتقليل احتمالات المخاطر وإزالتها ، موضحا أنها ليست المرة الأولى التى تتكرر فيها مثل هذه الحوادث فقد تكون المرة الثالثة أو الرابعة. وأكد أن شرب المياه الملوثة بالفوسفات لايسبب الوفاة، خاصة أنه ليس مادة سريعة الذوبان فى المياه، بالتالى يمكن استخراج جزء كبير منه قبل الذوبان، لذا لابد من تعقب اتجاه سريان المياه فى الشمال لحماية المحطات تباعا، حتى انتهاء التأثير السلبي.