يعتبر معبد وادى السبوع االذى يقع فى جنوبأسوان أكبر معابد الجنوب ،من المعابد المجهولة للمواطن والمهملة ،وترجع أهميته التاريخية للدولة الفرعونية الحديثة وتحديدا فى عصر الملك رمسيس الثانى. حيث شيده حاكم النوبة الأمير سيتاو ،ويقع على بعد 220 كيلومترا بجنوبأسوان، رمزا لامتداد سلطة مصر الدولة فى الجنوب ،والقضاء على أعدائها ،حيث كشفت رسومه الخارجية صورا ضخمة للملك رمسيس الثانى وهو يضرب الأعداء والأسرى أمام الإله آمون رع ،فى الوقت يحظى فيه هذا المعبد بالترتيب الثانى بين أكبر معابد النوبة بعد معبد ( أبو سمبل )،وهو مسجل بقائمة التراث العالمى بمنظمة العلوم والثقافة التابعةللأمم المتحدة.ويكشف الدكتور عبد الحليم نور الدين أمين عام المجلس الأعلى للآثار سابقا أهمية معبد وادى السبوع ،بأنه يضم 3 معابد متداخلة به،تطل على بحيرة ناصر ويحمل اسمه الفرعونى القديم :(رمسيس محبوب آمون فى ضيعة آمون ) وأهداه سيتاو للآلهة الثلاثة : ( آمون رع،ورع حور أختى ،وبتاح ) وكذلك الملك رمسيس الثانى .بينما كان يحوى المعبد إحدى عشر لوحة أمام الحوائط، والجنوبية ،ولكنها نقلت إلى متحف المصرى ،حيث تعرض بالقاهرة الآن.ويتميز باستقبال زائريه عن طريق البواخر والمراكب النهرية النيلية ، وإن المعبد سمى بوادى السبوع لوجود صفين من تماثيل أبو الهول فى مقدمته والقائمة على حراسته،والتى تتميز بلمحات النوبة الفنية فى هذا العصر،مثل امتلاء الوجه ،وضخامة الأقدام بطريقة مبالغ فيها ،فضلا عن نحتها من الأحجار الرملية الحمراء التى تميز المنطقة النوبية ، كما يتميز المعبد بأن أجزاء منه منحوتة بالصخر الرملى، مثل قدس الأقداس ،حيث يبدأ بمدخل حجرى بالصرح الأول الذى يتميز بتمثالين للملك رمسيس الثانى ،نقل أحدهما،ثم يدخل الزائر الفناء الأول وبه ستة تماثيل لأبى الهول ذات رءوس آدمية عليها تيجان مزدوجة ،وخلف كل منها حوض للتطهير ، ثم وبعدالفناء يبدأ الصرح الثانى وهو مقام من الطوب اللبن ،يحتوى بوابة حجرية ،وكان أمامه تمثالان واقفان للملك رمسيس الثانى ،ثم يؤدى الصرح الثانى لفناء ثان به أربعة تماثيل لأبو الهول ذات رءوس الصقور رمزا للاله حورس صاحب كوبان وحورس صاحب ميعام بالناحية اليسرى ،بينما حورس صاحب كوبان وحورس الأدفوى بالجهة اليمنى ،كما يلتحق بهذا المبنى محراب للإله آمون رع ،وغرفة تخزين فى جنوب غرب الفناء الثانى ،كمايوجد فى آخر الفناء سلم يؤدى إلى شرفة كانت تحوى أربعة تماثيل معتدلة للملك رمسيس الثانى ،لم يبق منها إلا واحد فقط وبنت عنات الموجود على اليسار ،كما يوجد تمثال شبيه راقدا على مسافة 30 مترا بشمال المعبد ،ثم يلى هذا الفناء الثانى ،الصرح الثالث وهو من الحجر ،وعليه تمثال للملك رمسيس الثانى وهو يضرب الأسرى آمام الإله آمون رع على اليسار ، بينما رع حور يقع على اليمين ،ثم يليه بعدذلك الفناء الثالث وبه صفان من الأعمدة كل واحد منها على خمسة أعمدة (أوزيرية) ،لكن أغلبها بدون رءوس ،ويوجد فى وسط الفناء ممر صاعد إلى صف آخر تليه واجهة للمعبد،.
وآضاف أنه بعد هذه المساحة يوجد الجزء المنحوت بالصخور ،وهو عبارة عن صالة للأعمدة ،ويحتوى على21 عمودا فى أشكال مربعة ،ستة منها عبارة عن أعمدة فقط بينما الأخرى يتقدمها تمايل أوزيرية ،وأتيحت للمسيحيين إقامة بوابة كنيسة فى مدخل صالة الأعمدة ،والتى يليها مباشرة صالة مستعرضة بها غرفتان جانبيتان ،،وينتهى المعبد هنا بقدس الأقداس حيث يوجد على الحائطين الأيمن والآيسر صور رمسيس أمام القارب المقدس لكل من ( آمون رع، ورع ،وحور أختى ،والملك رمسيس،وصوره على جانبى التجوف ،وهو يقدم الزهوركما يوجد بأعلى التجويف منظر لمركب الشمس بينما يتعبد رمسيس الثانى ومعه ثلاثة قرود برءوس كلاب ،بينما رسم المسيحيون بين التجويف ومنظر مركب الشمس نقوشا ورسوما مسيحية،كما يوجد على يمين ويسار قدس الأقداس غرفتان جانبيتان .
وأضاف أنه يقع بجوار معبد السبوع ثلاث مقاصير وهى منقولة من (قصر إبريم)وهناك جهود لإعادة تركيبها من جانب الآثار إلى جوار المعبد ،وكانت كل مقصورة مكونة من طرقة بها مناظر على جدرانها وتنتهى بتجويف نحتت به تماثيل الآلهة التى أهديت إليهم المقصورة،وتنسب هذه المقاصير الثلاث إلى الأمير (نحى )حاكم النوبة فى عصر الملك تحتمس الثالث ،والأمير سيتاو حاكم النوبة فى عصر رمسيس الثانى ،بينما تنسب المقصورة الثالثة إلى عهد الملكة حتشبسوت.