نبأ رحيل البابا شنودة فرض نفسه بقوة علي المشهد العام في مصر.. حيث خيمت أجواء من الأسي والحزن.. وسجل رحيله حالة عامة من المشاعر المتأثرة,والحرص البالغ علي رثاء الفقيد واستدعاء أبرز مواقفه الوطنية والقومية. وعكست الحالة مدي ارتباط أبناء الوطن بكل قيمة قدمت له أدوار مهمة علي جميع الاصعدة والمستويات. وكان الموقف البارز طوال الساعات التي أعقبت رحيله هو إرسال أكبر قدر من المشاعر الفياضة التي تعبر عن الخسارة التي لحقت بالوطن, وأيضا التضرع للسماء بصوت الوحدة الوطنية وسرعة تجاوز الآلام. ودخل علي الخط مرشحو الرئاسة المحتملون حيث تناقلت وكالات الأنباء والمواقع الاخبارية بيانات رثاء لكل المرشحين.كما فعلت الأمر نفسه الأحزاب والقوي السياسية, وفي العالم فرض خبر رحيله نفسه بقوة حيث أعرب الرئيس الامريكي باراك اوباما عن حزنه العميق لرحيله, وقدمت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تعازيها للمصريين كما نعي الفاتيكان الراحل الكبير. لم يفرق الحزن بين مسلم ومسيحي منذ اعلان نبأ وفاة البابا شنودة.. حالة الحزن وحدت بين المصريين والدموع التي تسيل من العيون لا تفرق بين مسلم ومسيحي, فالبابا كان رمزا مصريا اكثر منه طائفيا.. رجل أحب المصريين بصدق فأحبه كل المصريين بالصدق نفسه. أمين اسكندر عضو مجلس الشعب يري ان الفترة التاريخية التي تولي فيها البابا شنودة وهي بعد وفاة البابا كيرولس في عام71 ومن بعده وفاة الزعيم جمال عبدالناصر في سبتمبر وبما حوته البيئة العالمية من حراك سياسي واجتماعي علي مستوي الظروف الدولية والإقليمية والداخل المصري أدي لثراء شخصية البابا فهو مثقف فريد من نوعه وشاعر حساس وصحفي متميز عبر عن الكنيسة داخل الدولة بجدارة وحافظ علي وحدة الكنيسة ودعم الوحدة الوطنية وأتمني أن يسير خليفته علي الطريق نفسه. وتقول ابتسام حبيب عضو مجلس الشعب السابق إن البابا كان رجل دين ودولة ويتعامل بحكمة دون تصعيد للأمور ومن أقواله: إن النار لا تطفئ النار وكان رمزا وطنيا يجمع ولا يفرق وجمع بين الحكمة والبساطة وحافظ علي وحدة هذا الوطن ونقل صورة مصر إلي الخارج بكل جلالها وكان مصريا حتي النخاع ونظرته المتسعة تعرف قبول الآخر, شخصيته الجذابة تعرفها من خلال محبته للجميع, وسوف نعاهده بأن نكمل رسالته الحكيمة بالمحبة والتسامح والإخاء من أجل وحدة وطننا. ويقول د. محمود السقا أستاذ بكلية الحقوق وعضو مجلس الشعب. البابا شنودة تحبه من أول نظرة وكان عاقلا منطقيا ويحمل في جعبته كل الأديان وفي قلبه وعقله أحبه جميع المصريين وأسكنوه في قلوبهم ويكفيه هدية السماء بأنه حافظ علي قدسية القدس, وكان عند كلمته بالنسبة لي شخصيا وكان صديقا شخصيا وكان يكلفني بكثير من القضايا المهمة وسوف أقوم بالصلاة من أجله. ويقول موسي مصطفي رئيس حزب الغد: البابا شنودة رمز الشخصية المصرية وهو مصري إلي النخاع شخصية وطنية, كان رمزا للاعتدال والوسطية ورمزا لشموخ مصر وعظمتها. ويقول الدكتور وجدي لويس عضو المجلس الملي وعضو هيئة الأوقاف القبطية: إنني علي معرفة شخصية بقداسة البابا وكنت أجده أكثر الناس عطفا علي الفقراء والضعفاء, وجدنا فيه الحكمة والوطنية في هذا الوطن وهو من أكثر المهتمين بالقضايا الفلسطينية. ويقول الأنبا رفيق جريش رئيس المكتب الاعلامي بالكنيسة الكاثوليكية: فقدت الكنيسة الجامعة ككل شخصية فذة, وفقدت مصر شخصية وطنية من الطراز الأول. ويقول ممدوح قناوي رئيس الحزب الدستوري الحر: مضي بالكنيسة في كثير من المحن, وأدعو الله أن يجيء رجل بمثل خلق هذا الرجل. ميخائيل يسري( محاسب) يقول: ما نرجوه الآن من الله ان يرسل لنا الراعي الذي يستطيع ان يستكمل المسيرة بروح الحكمة والمحبة التي كان يتمتع بها قداسة البابا. ويقول كمال يوسف لويس: خبر انتقال البابا أصابني بفجيعة كبيرة خاصة انه تركنا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ونحن في اشد الحاجة إلي حكمته في إدارة شئون الكنيسة. ويقول يوسف الشاروني وكيل وزارة الثقافة السابق(87 عاما): قداسة البابا كان يتميز بالاعتدال والحكمة والشفافية لذلك احبه الجميع مسيحيون ومسلمون وأيضا حزنوا عليه بالدرجة نفسها لحبهم له, حيث انه كان يقوم بدور المصالحة بين فئات الشعب المصري كما كان يقوم بدور روحي عظيم في الكنيسة القبطية في مصر والخارج مما كان له أثر كبير في رفع شأن مصر في كل بلاد العالم. يقول القمص نبيل صموئيل: من المؤكد ان البطريرك الذي سوف يأتي بعد البابا شنودة سوف يكون بإختيار من الله ايضا لاستكمال المسيرة. وتقول سارة رجائي( مهندسة): إن البابا شنودة كان بمثابة شجرة محبة عشنا تحت ظلها سنوات طويلة. وتقول سميرة جورج( موظفة): بالرغم من الحزن الشديد الذي أصابني عند سماع خبر انتقال البابا شنودة فإن الشيء الوحيد الذي خفف عني بعض هذا الحزن الروح الرائعة التي لمستها من جميع اصدقائي المسلمين في تعزيتهم لي في البابا بل وحزنهم الشديد عليه مما يؤكد ان البابا استطاع ان يغرس شجرة محبة تناول من ثمارها الجميع واكبر دليل علي ذلك تلك الروح الجميلة التي جمعت بين جميع طوائف الشعب وجعلتنا نشعر بإطمئنان شديد علي مستقبل مصر ما دامت تلك الروح الجميلة موجودة بيننا وربنا موجود كما كان يقول قداسة البابا دائما. ويقول فايز فرح الإعلامي والأديب: فقدت مصر كلها والكنيسة القبطية بخاصة شخصية من النادر ان يجود بها الزمان, صاحب كتاب المحبة أفضل الفضائل ولحب الجميع له لقبوه ببابا العرب, صاحب المواقف الجادة في رفضه للتطبيع مع إسرائيل ومنع زيارة الاقباط للقدس, المؤمن العميق الذي يردد دائما عبارته الشهيرة ربنا موجود.