تكلمت عن مدينة القوصية وهانذا أواصل الحديث عنها: لقد كانت هناك ضياع للملك "سنفرو" مؤسس الأسرة الرابعة وصاحب الهرم المدرج بسقارة في الإقليم الرابع عشر "القوصية" وربما كانت هذه الضياع ثلاثة قصور للملك سنفرو في القوصية وكل منها له وظيفة معينة وهذه الضياع هي:الضيعة "جفوت – سنفرو"(dfwt – snfrw) وقد ذكر اسم هذه الضيعة في قائمة الملك سنفرو بمعبد الوادي ويعني اسمها "طعام سنفرو" وربما هي مسئولة عن تقديم الطعام والمؤن للملك..الضيعة " منس – سنفرو" (mns–snfrw) وذكر اسم هذه الضيعة على أثرين، أحدهما يرجع لعصر الأسرة الخامسة "عهد الملك أسيسي" والآخر يرجع إلى عصر الأسرة السادسة "عهد الملك بيبي الأول" ويعني اسمها "آنية سنفرو"، والضيعة "نخن – سنفرو" (nhn-snfrw) ويعني اسمها "حصن سنفرو"وربما كانت استراحة للملك سنفرو. وقد قدس أهالي الإقليم الرابع عشر الإلهة حتحور معبودة الإقليم وأقاموا لها معبداً في عاصمة الإقليم القوصية وقد عثر علي وثيقة من عصر الأسرة الثامنة عشرة تثبت وجود هذا المعبد بالقوصية منذ الأسرة الثانية عشرة على أقل تقدير، فقد ذكرت الملكة حتشبسوت أن معبد القوصية قد دمر وأنها أعادت بناءه من جديد، ومن المحتمل أن هذا المعبد دمر في عصر الانتقال الثاني على أيدي الهكسوس الذين تقدموا نحو الجنوب وغزوا القوصية لتكون آخر المناطق التي احتلوها فقد ورد علي لوحة كارنارفون ".....انتبهوا العامو تقدموا حتى القوصية ....ويقصد بالعامو هنا الهكسوس، وقد استمر وجود هذا المعبد حتى العصر البطلمي. وقد قام حكام إقليم القوصية وكبار الموظفين بها بنحت مقابرهم في التلال التي تحف وادي النيل شرقاَ وغرباَ والتي تزين جدرانها بنقوش وصور رائعة ، كما تضم نصوصا تاريخية مهمة وكان ذلك خلال عصر الدولتين القديمة والوسطي. وقد اكتشف سبعة عشر مزاراَ لحكام القوصية وموظفيها، منها خمسة عشر في مير واثنان في قصير العمارنة علي الشاطئ الشرقي للنيل تجاه " نزالي جانوب" ويرجع تاريخ هاتين المقبرتين الأخيرتين وتسعة من مقابر مير إلى عصر الدولة القديمة "الأسرة السادسة" أما الستة الباقية فترجع إلى عصر الدولة الوسطي "الأسرة الثانية عشرة" ،وقد قسمها عالم الآثار الإنجليزي بلاكمان "Blackman" الذي نظف هذه المقابر ووصفها في نطاق المسح الأثري لجمعية التنقيب المصرية إلي خمس مجموعات"a .b.c.d.e" وتحتوي كل مجموعة على عدد من المقابر، ويعد العالم الانجليزي الأثري بلاكمان وسيد باشا خشبة من أبرز الشخصيات التي كان لها الفضل في الكشف الأثري والنشر العلمي لمقابر حكام القوصية وذلك منذ عام 1910م وحتى عام 1953م، وجاء الرمز المعبر عن اسم القوصية قديما عبارة عن رجل يمسك بكلتا يديه برقبتى حيوانين خرافيين يشبهان تلك الحيوانات التي صورت علي صلّاية نعرمر "نارمر" الموجودة الآن بالمتحف المصري وهذان الحيوانان ليسا زرافتين كما كان شائعا وإنما هما حيوانان خرافيان يمثلان فهدين برقاب طويلة. وكشف الباحث سمير حمده كذلك أنه رغم هذا الكم الكبير من الملوك والحكام الذين تعاقبوا على حكم القوصية فإن المدينة القديمة لم تكتشف بعد ولم يكشف عن أي أجزاء من هذا المعبد حتى الآن وجار البحث عن مكانه خصوصا أنه تم العثور في بعض أماكن القوصية على أحجار يرجح أنها جزء منه. لمزيد من مقالات حمادة السعيد