واصل الرئيس الأمريكى باراك أوباما جهوده لطمأنة دول الخليج بعد التوصل إلى اتفاق إطارى حول أنشطة إيران النووية ،حيث أكد خلال اتصال هاتفى مع السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان التزام واشنطن بمواجهة أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار فى الشرق الأوسط. واتصل أوباما بالسلطان قابوس لإطلاعه على تفاصيل الاتفاق الذى تم التوصل إليه مع إيران الأسبوع الماضى بشأن برنامجها النووي.وقال البيت الأبيض فى بيان إن أوباما أبلغ قابوس بأن الأشهر المقبلة قبل مهلة غايتها يونيو القادم ستستغل فى وضع التفاصيل الفنية النهائية ضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووى الإيراني.فى الوقت نفسه، شدد الرئيس الأمريكي، فى مقابلة مع الراديو العام الوطنى "إن.بي.آر"، على أنه بعد 13 عاما من الاتفاق، فإن قدرة طهران على إنتاج سلاح نووى ستصل إلى الصفر، وأنها ستنتج 300 كجم من اليورانيوم، وهى نسبة غير كافية لصنع أسلحة نووية.فى غضون ذلك، سكب أوباما ماء باردا على طلب إسرائيلى بأن يستند الاتفاق النووى إلى اعتراف طهران بإسرائيل.وقال أوباما إن "فكرة أن نربط عدم حصول إيران على أسلحة نووية فى اتفاق قابل للتحقق منه باعتراف إيران بإسرائيل يشبه فعلا قول إننا لن نوقع اتفاقا حتى تتغير طبيعة النظام الإيرانى تماما". وأضاف أوباما: "يعنى هذا فيما أظن سوء تقدير بصورة جوهرية.. نحن نريد ألا تمتلك إيران أسلحة نووية على وجه التحديد لأننا لا يمكننا التعويل على طبيعة تغيير النظام". فى الوقت نفسه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، إنه لا يوجد غموض بشأن الطلب الأمريكى برفع العقوبات المفروضة على طهران على مراحل بموجب اتفاق نهائي، لكن التفاصيل سيجرى التفاوض عليها. وأضاف إيرنست أنه "لم يكن موقفنا على الإطلاق أن كل العقوبات ضد إيران يجب أن ترفع منذ اليوم الأول". وتابع أن واشنطن تريد أن ترى التزاما متواصلا من إيران مع بدء رفع العقوبات، وأنها تستطيع أن تتوقع نقطة يمكن عندها تفكيك العقوبات لكن فقط بعد التزام متواصل على مدى فترة طويلة. من جانبه، هدد بن رودس، نائب مستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض، بأن الخيار العسكرى الأمريكى فيما يتعلق بإيران مازال مطروحا على المائدة إذا انتهكت الأخيرة شروط الاتفاق الإطارى للحد من برنامجها النووي. وقال رودس فى مقابلة مع القناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلي: "إننا نعتقد أنه من الأفضل ألا نضطر إلى استخدام ذلك الخيار، وأن تذعن إيران لهذا الاتفاق الشامل الجيد"، معربا عن اعتقاده أن الاتفاق سيمنع إيران من حيازة سلاح نووي. وتابع أنه يمكن العودة إلى نظام العقوبات، إذا حدث أى انتهاك للاتفاق. من جهة أخرى، ندد ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية فى مجلس الشيوخ الأمريكى بالتنازلات التى قدمتها إدارة أوباما لطهران فى الاتفاق، مؤكدا أن المجلس متمسك بحقه فى أن تكون له كلمة بهذا الشأن. ومن المقرر أن تصوت لجنة الشئون الخارجية فى مجلس الشيوخ فى 14 أبريل الحالى على اقتراح القانون الذى قدمه السيناتوران الجمهورى بوب كوركر، رئيس اللجنة، والديمقراطى روبرت ميننديز، والذى يفرض على أوباما الرجوع إلى الكونجرس فى أى اتفاق يتم التوصل إليه مع إيران حول برنامجها النووي. فى إطار متصل، رحبت ثلاث مجموعات ضغط يهودية وعربية وإيرانية فى الولاياتالمتحدة فى بيان مشترك بالاتفاق المرحلي، معتبرة أن من شأنه حل النزاعات فى الشرق الأوسط. ومجموعات الضغط الثلاث الموقعة على البيان هى "المعهد العربى الأمريكي" والمجموعة اليهودية الأمريكية التقدمية "جى ستريت" و"المجلس الوطنى الإيرانى الأمريكي". وأشار البيان إلى أنه لا يزال هناك الكثير من العمل للقيام به من أجل التوصل إلى اتفاق نهائى قبل نهاية يونيو القادم. وفى تل أبيب، قدمت إسرائيل سلسلة مطالب ستجعل، إذا ما تمت تلبيتها، الاتفاق النهائى المتوقع إبرامه بين الدول الكبرى وإيران أكثر قبولا بالنسبة إليها من الاتفاق المرحلى الذى تم التوصل إليه الأسبوع الماضي.