كل يوم يظهر جديد فى علم زراعة الأعضاء مما يعطى آمالا متجددة لكثير من المرضى الذين يحتاجون نقل أحد الأعضاء التى يمكن زراعتها ومنها القلب والكلى والكبد والقوقعة والقرنية والرئتان والأمعاء، وتعد عملية زراعة الأعضاء من أكثر مجالات الطب الحديث صعوبة من حيث رفض الجسم العضو المزروع مما قد يؤدى إلى فشل العملية.. فى هذه السطور نناقش بعض الأمور الخاصة بزراعة الأعضاء. فى البداية يؤكد الدكتور ياسر عثمان أستاذ جراحة المسالك البولية أن المريض لا يلجأ إلى زراعة الكلى إلا إذا وصل إلى حالة لا يستجيب فيها إلى العلاج التقليدى وأصبح لا يحدث تحسن ملموس فى كفاءة الكبد وقدرته على العمل ويصل إلى مرحلة فشل كلوى كامل (العضو المسئول عن تنقية الجسم من السموم). ويوضح أن هناك شروطا فنية وأخرى إدارية لإجراء زراعة الكلي، فالفنية تقتصر على عدم إصابة المريض بأمراض نقص المناعة (الايدز) أو الأورام السرطانية، والإدارية تتمثل فى كون المتبرع من أقارب المريض، إلا فى حالات معينة، إذا كان هناك مرض متوارث فى العائلة سيسبب فشل الزراعة مؤكدا أن زراعة الكلى يمكن تكرارها مرتين وثلاثا وأربعا وخمسا فى حالة فشلها المرة الأولى ولكن على حسب مسبب الفشل إذا كانت مشكلات فنية أو تقنية أو جراحية أو مشكلات أوعية دموية يمكن إجراء الزراعة مباشرة، إما إذا كانت مشكلات مناعية أو مسبب المرض عاد مرة أخرى فنحتاج إلى فترة كبيرة يتم فيها التجهيزات، ويوضح أن فترة التجهيزات التى تسبق العملية تستغرق ثلاثة أشهر يتم فيها إجراء تجارب معملية للتأكد من عدم رفض الجسم للكلية مع إجراء بعض الإشاعات التى تثبت انه لا يوجد رفض مناعى للكلية المنقولة، موضحا أن إجراء الجراحة نفسها ليس معقدا فهى تستغرق من أربع إلى خمس ساعات ثم ينقل المستقبل لغرفة العناية المركزة خمسة أيام أو أسبوعا والمتبرع يستطيع الخروج بعد أربعة أيام، مشيرا إلى أن هناك بعض المضاعفات التى قد تحدث للمستقبل من المثبطات المناعية التى يأخذها فقد تؤثر على الكلى أو الجهاز الهضمى أو صورة الدم، ولكن مع العلم الحديث بدأت تقل هذه المضاعفات. التوقف عن التدخين ويرى أن سن المريض يمكن التحكم فيها إذا كانوا أطفالا فيقاس بالوزن وليس السن فإذا تعدى وزنه العشرين كيلو يمكن إجراء العملية له دون النظر إلى السن أما ما بعد مرحلة الطفولة فيجب التقييم من ناحية مشكلات القلب والصدر نظرا لوجود أدوية بعد العملية قد لا يتحملها مريض القلب. أما المريض بعد الجراحة فإنه يأخذ مثبطات للمناعة لأنه مهما تكن طبيعة الكلية الجديدة إلا أنها تعد شيئا غريبا على جسم الإنسان لذلك نعطيه مثبطات كى لا يرفضها الجسم ونبدأ بجرعات كبيرة إلى أن تقل تدريجيا ويبدأ فى ممارسة نشاطه الطبيعى بصورة عادية ولكن بحذر خاصة أن مناعته تكون ضعيفة وقد يكون عرض للعدوى من اى مرض بعكس الإنسان الطبيعي. وينصح الدكتور ياسر المدخن بالتوقف عن التدخين لمدة 6 أسابيع قبل إجراء العملية كذلك يجب عرض المتبرع على لجنة خاصة لتقييم حالته النفسية ومدى استعداده للتبرع دون ضغوط أو اى مؤثرات كذلك يجب شرح جميع التفاصيل الجراحية له وإخطاره بمخاطر العملية ومضاعفاتها والحصول على موافقة كتابية منه لإجراء العملية. ويرى أن المستقبل المدخن فرصة نجاح العملية له تكون ضعيفة جدا عن المستقبل غير المدخن وكذلك المتبرع المدخن فإن فرصة بقاء كليته فى جسم المستقبل تكون اقل من المتبرع غير المدخن. ويشير إلى أن تكلفة العملية فى المراكز الحكومية تعتمد على رأى القومسيون العام ويتحملها التأمين الصحى والمريض لا يدفع شيئا مقارنة بالأماكن الخاصة فإلى جانب التكلفة العالية بها المريض يتحمل عبء مصاريف المتبرع لأنه قد لا يكون من أقاربه وهنا يدخل فى مشكلة تجارة الأعضاء. القوقعة للمولودين ويؤكد الدكتور مصطفى الصايغ أستاذ الأنف والأذن والحنجرة أن من يحتاج زراعة القوقعة هم الأطفال المولودون فاقدين للسمع تماما أو الطفل الذى فقد سمعه فى سنوات عمره الأولى بسبب سخونة أو حمى أو التهاب سحائى تعرض له، كذلك كبار السن الذين فقدوا سمعهم نتيجة إصابة فى قاع الجمجمة، أما الأطفال ضعاف السمع فنقوم بتجربة سماعات الأذن العادية معهم أولا وإذا لم تأت بالنتيجة المطلوبة نلجأ إلى القوقعة. ويعرف القوقعة الالكترونية بأنها جهاز الكترونى يقوم بدور القوقعة الطبيعية داخل الأذن يستقبل الصوت والكلام كأنها كهرباء تسير فى العصب عن طريق مراكز المخ العليا المسئولة عن السمع. ويشير دكتور مصطفى إلى انه قبل إجراء العملية لابد من إجراء عدة تحضيرات للطفل من خلال إجراء اختبارات سمع وتخاطب وقياس معدل الذكاء وإخضاع الأب والأم والإخوة لتدريبات ليتعلموا كيفية التعامل معه. ويوضح انه يمكن الآن التعرف على ما إذا كان الطفل المولود يسمع أو لا من خلال جهاز يسمى (الذبذبة المحددة) يسجل ذبذبة الأذن ويحكم فإذا كان سمع أو لا ولكنه فى مصر غير متوافر إلا فى معهد السمع خاصة وان المستشفيات لا تستطيع توفيره فثمنه لا يقل عن نصف مليون جنيه. ويشرح طريقة الزراعة قائلا إن الفكرة واحدة ولكن تختلف بكيفية توصيل العصب بالجهاز فبعض الجراحين يرى أن الأفضل فتح الأذن من الخلف ثم يوصلون الجهاز فهى عمل فنى خاص بالجراح نفسه يقتنع به وينفذه. ويشير إلى أن أول أيام بعد تركيب الجهاز قد يشعر الطفل بالضيق خاصة أنك فجأة أدخلت إليه صوت مكبر داخل أذنه فيجب التدريب عليه تدريجيا لذلك فالفريق الطبى الذى يحضر العملية يتكون من جراح انف وأذن وأخصائى سمعيات وتخاطب لضبطها له وأخصائى نفسي. ويؤكد أن سعر الجهاز يبدأ من 110 الى 140 ألف جنيه خاصة بعد أن أصبح (واير ليث ) أى يمكن توصيله دون أسلاك ويعيش معه العمر كله دون تغير حتى مع مراحل العمر المختلفة 85% نسبة نجاح زراعة الكبد ويؤكد الدكتور عمر هيكل أستاذ الجهاز الهضمى والكبد ورئيس الجمعية القومية لأمراض الكبد وعضو الاتحاد الأوروبى لأمراض الكبد أن الأعراض التى يشعر بها الإنسان وتجعله يعلم ان لديه مشكلات فى الكبد تتمثل فى اصفرار لون العين وتغير لون البول أو وجود حكة جلدية مستمرة او يقل مجهوده ونشاطه ويشعر بالكسل دائما دون سبب واضح وأحيانا يكون بسبب إجرائه عملية وتعرض لنقل دم أو معدات جراحية ملوثة أو أن هناك وراثة عائلية بوجود فيروس c أو الإحساس بورم فى أوتار الرجلين مع زيادة حجم البطن أو لديه قابلية للنزيف من أى مكان بالجسم كالأنف أو البول أو الشرج أو الرحم. وينصح إذا شعر الإنسان بأى من تلك الأعراض بالذهاب للطبيب وعمل وظائف كبد كاملة واختبار فيروسات كبدية وموجات فوق صوتية لتحليل نوع المرض وأسبابه مؤكدا انه يتم البدء بعلاج طبى وفقا لنوع المرض خاصة مع ظهور أدوية حديثة ومتطورة ويمكن علاج الكبد الدهنى وتليف الكبد فى المراحل الأولي، مشيرا إلى انه نلجأ إلى زراعة الكبد عندما تكون الحالة الطبية متقدمة ومتطورة وتم اكتشاف المرض متأخرا ولديه تليف متقدم لم يستجب للعلاجات السابقة وقتها يمكن اللجوء إلى عملية الزراعة. ويوضح دكتور عمر أن العملية تجرى فى أكثر من مركز متخصص كلها معتمدة من اللجنة العليا لزراعة الأعضاء وبعضها يتبع القوات المسلحة أو المستشفيات الجامعية والبعض الآخر يتبع المستشفيات الخاصة ونسبة نجاحها تصل إلى 85 % فى جميع المراكز بالعالم. الاختيار الدقيق وأكد ضرورة الاختيار الدقيق للمتبرع الذى يجب أن يتوافق مع HLA مع المريض ويضيف أن فرصة حياة الإنسان بعد الزراعة قد تمتد الى عشر سنوات ويفضل إجراء الجراحة قبل سن ال60 ويشترط أن يكون المتبرع صحته جيدة ولا يعانى من أى فيروس أو مرض كما يجب أن يتم تقييم المريض بوظائف الكبد كاملة واختبارات السكر وصورة الدم وإجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية لمعرفة اذا كان الجزء المتبقى من الكبد كافيا للعمل بكفاءة بعد استئصال الفص المتبرع به. ويرى أن إجراء تلك العملية بالنسبة للأطفال نتائجها مشجعة خاصة إذا كان لديهم عيوب خلقية فى الجهاز المرارى أو تكوين الكربوهيدرية تكون نسبة نجاح الجراحة عالية. ويشير الدكتور عمر إلى أن زراعة فص من الكبد من متبرع حى بدأ فى الازدياد نظرا لنقص توافر كبد من متوفى حديث الوفاة لذلك بدا التفكير فى اخذ فص الكبد من متبرع حى ولكن مع شروط أن يكون المتبرع خاليا من الأمراض المعدية وبالتحديد الفيروسات الكبدية (مرض الايدز) وان يكون الكبد خاليا من التشحم الكبدى أو التليف لأسباب أخرى كما يجب أن يكون حالة الصدر والقلب جيدة وتعمل بكفاءة عالية حتى يتيح للمريض التعرض للتخدير الكلى لفترة من 8 إلى 10 ساعات. ويضيف أن المريض يجب أن يخضع لإجراء وظائف الكبد كاملة واختبارات السكر وصورة الدم وكذلك إجراء الفحوصات اللازمة بالموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية لمعرفة إذا كان الجزء المتبقى من الكبد كافيا للعمل بكفاءة بعد استئصال الفص من المتبرع لذلك يجب التأكد أن المتبرع سليم تماما من أى أمراض فنجرى له فحوصات ضعف المستقبل لأنه يكون شخصا سليما وسيظل سليما تماما بعد العملية ولا يأخذ أى علاج.