من أجل تحسين ورفع مستوى معيشة الأسر المصرية.. تجاهد القيادة والارادة السياسية والحكومة المصرية وتتكاتف والارادة المجتمعية لتحقيق التنمية على أرض الواقع، التى لن يتحقق الا من خلال المشاركة الفعالة للمرأة وتمكينها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. فالمرأة وهي العمود الفقرى للمجتمع المصرى ، جاء الدستور المصرى الجديد ليعطى ثقته فيها وقد أعطى اهتماما كبيرا لها، فمنع عنها التمييز وجعل المعيار في الاختيار في مجال الأعمال للكفاءة لا للجنس أوالنوع، وأقر بكل حقوقها فى المجتمع، وذلك ايمانا بدورها العظيم وماقدمته للوطن خلال عقود –ولاتزال- ودورها المشرف من خلال مشاركتها ومواقفها القوية والشجاعة فى الحياة السياسية خلال السنوات الماضية، ولا يزال المجتمع ينتظر المرأة المزيد من العطاء والمشاركة بشكل يليق بمكانتها وقدرتها فى المجتمع. وهو ماتؤكده د. نسرين بغدادى رئيس المجلس القومى للبحوث الجنائيه والاجتماعية، تقول :إن المرأة المصرية كانت -ولاتزال- صمام الأمان الذى يحمى المجتمع ويحافظ على تماسكه خلال الفترات العصيبة السابقة سواء داخل المنزل أو خارجه، كما شاركت بقوة فى الحياه السياسية من خلال ادراكها ووعيها باستقرار المجتمع سواء بالتصويت بكثافة في اقرارالدستورأوالانتخابات الرئاسية، كما أنها من خلال عملها الجاد استطاعت المحافظة على المؤسسات المختلفة للدولة وعدم الانجراف وراء الدعوات الهادمة التى كانت تستهدفها. ومن يقوم حاليا بتشويه صورة المرأة المصرية، -هو المجرم- الذى يريد تشويه صورة المجتمع ككل وضربه في الصميم، فالمرأة هى قلبه النابض ولانريد تقويض هذا القلب وحصره بعيدا كما فعل الإخوان وكانوا يريدون ارجاعها الى عصور الجاهلية. دور حضانة لأولادها الا أن نهوض بالمرأة والمجتمع يتطلب منا الوقوف بجوارها داعمين، فاذا ما طالبناها بتحمل الأعمال والأعباء الضخمة، فلابد من إتاحة كل العوامل لمساعدتها للقيام بهذا الدور، كالتركيز على اعطائها القدر الكافى وفرصها المتكاملة والمتكافئة من التعليم لتحظى بنفس الفرص المتاحة للرجل، أيضا يجب اتاحة الفرص للطالبات والخريجات المتفوقات الالتحاق بالبعثات العلمية والسفر للخارج والتى يمكن أن تكون لفترات -قصيرة أو طويلة- تكسبها مهارات وتؤهلها في العودة الى مجتمعها كرائدة وحلقة مشرفة بين مجتمعها والكوادر الأخرى في العالم، ومن المهم جدا توفيردورحضانة نموذجية تأمن فيها على أبنائها وتناسب أوقات عملها -وليس لنصف الوقت- حتى تحقق طموحاتها وطموحات وطنها. هي وحاجز الخوف د. يمنى الحماقى" استاذ الاقتصاد جامعة عين شمس تقول : علينا أن ننظر الى تجارب الدول التى حققت معجزات اقتصادية بدءا بكوريا الجنوبية و بنجلاديش، ووصولا الى الصين على رأس هذه الدول، فالتجارب تشير إلى أن المرأة يمكن أن تكون محركا لنمو الاقتصاد، وفى االدول النامية يمكن أن تكون أكثر نجاحا وتأثيرا لو كان هناك تخطيط استراتيجى وآليات تنفيذ قويه ومتابعه جيدة لمجهوداتها ، وتطالب يمن الحماقى بوضع استراتيجية لادماج المرأة فى خطط التنمية التى يمكن تقديمها فى قطاع الصناعة ووضع المرأة على رأسها كعضو فاعل وبناء. وأكدت أن هناك آليات هامة لعمل وحدات لتكامل فرص العمل بكافة الوزارات، يكون بتحديد دورها وامكانيات مساهمتها فى القطاع الاقتصادى لكل وزاره وتمكينها اقتصاديا من خلال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، أيضا تمكينها من خلال اختراقها مجال المشروعات الحرفية عالية الجودة التى يزعم تصديرها الى الخارج، وحتى لا يتم استغلال تلك المنتجات محليا ودون وجود تنظيم للانتاج يضمن وصول الجهد الى مستحقيه من صاحبات المشروعات المرأة الفقيرة هي الأهم! فالمشروعات الصغيرة هى عنوان نهضة هذا الوطن كما تصفها د. يمن الحماقى، وقد آن الأوان أن يكون للمرأة دور بارز فى هذا المجال الواسع المتميز، والذى يمكنها بحكمتها التحكم فى أوقات العمل الخاص هذا من جهة، وتستطيع رعاية بيتها وأسرتها من جهة أخرى، فتحقيق النجاح والنتائج المرجوه من هذه المشاريع الاقتصادية الهامة يتطلب وضع استراتيجية للتمكين الاقتصادى وتحديد الأدوار والمسئوليات ومتابعة تنفيذها ، والاهتمام بتعظيم استفادة المرأة منها وفقا لكل قطاع وكل محافظة، والتخطيط لها يتم قطاعيا وإقليميا على أن يبدأ الاهتمام بالوصول للمرأة الأكثر فقرا واحتياجا، ويتم دعمها ومساندتها على أسس سليمة. فهناك آلاف الفرص فى مجال صناعة المنسوجات وخياطة الملابس التى يمكن أن تحدث نقلة تنافسية فى الصناعة بمصر، ولكن ينقصها منافسة النساء للرجال فى مجال المشروعات الاقتصادية بما يعرف عنهن من فن وحرفية وذوق عال.