في الوقت الذي يفترض فيه أن تهتم الدولة بتنمية مناطق الاستصلاح والاستزراع بتوصيل مختلف أنواع الخدمات والمرافق لسكان هذه المناطق لتحقيق استقرار حياتهم اليومية حتي يتفرغوا للانتاج, فإن منطقة حفير شهاب الدين مركز بلقاس التي تعتبر واحدة من كبري مناطق الاستزراع علي مستوي الجمهورية وتضم أكثر من36 ألف فدان و43 قرية لا تزال تعاني من العديد من مشاكل نقص هذه الخدمات والمرافق التي تتعلق بحياة وصحة نحو150 الف نسمة يعيشون في هذه المنطقة منذ أكثر من40 عاما, ويأتي في مقدمتها خدمات الطرق والصحة والتعليم والأمن والري. يقول رزق فرج علي عضو جمعية شباب الحفير والأمل انه منذ نحو20 عاما قام احد المقاولين بتركيب خط مياه شرب بطريق الخطأ وسط طريق جالية القصبي الذي يعتبر أحد الطرق الرئيسية بالمنطقة, وبالرغم من مرور كل هذه السنوات وتغيير العديد من الوزراء والمحافظين الا أن هذه المشكلة لا تزال قائمة وتؤرق أهالي المنطقة. ويضيف لقد بح صوتنا في طلب نقل هذا الخط الذي لا يزيد طوله علي3 كيلو مترات من وسط الطريق الي احد جانبيه حيث تنفجر مواسير المياه كل فترة مما يعطل حركة المرور عليه واستبشرنا خيرا عندما زارنا مسئول لأول مرة هو عبد العظيم رمضان رئيس مركز ومدينة بلقاس, وتمت التوصية بإلغاء هذا الخط وتركيب خط مياه جديد بديل بتكلفة نحو2 مليون و700 ألف جنيه, وقدر المهندس صابر الأشوح مدير عام الطرق بالمحافظة عملية رصف الطريق باستثمارات3 ملايين و150 ألف جنيه, الا ان شيئا لم يتحقق. ويطالب رزق بضرورة تركيب خط مياه جديد علي جانب ترعة النيل المارة بمحازاة الطريق واعادة رصفه وذلك حيث انه يربط عددا كبيرا من قري المنطقة بعضها بالبعض الآخر ويثير رزق مشكلة أخري عندما يؤكد أن هذه المنطقة شاسعة المساحة لا توجد بها مدرسة ثانوية زراعية رغم أنها اهم مناطق الاستصلاح الزراعي, كما ان هذه المنطقة في حاجة ملحة لانشاء مركز شرطة. ويفجر تامر احمد حافظ نائب رئيس الجمعية مفاجأة من العيار الثقيل عندما يؤكد ان مستشفي الأمل الذي اقامته الدولة باستثمارات تزيد علي4 ملايين جنيه وجهزته بجميع الأجهزة الطبية ينعي حاله لعدم وجود أطباء أو أدوية ويشير الي أن الزيارة الوحيدة التي قام بها رئيس المركز قد كشفت عن عدم وجود اطباء في ذلك اليوم وانه التقي بطبيب صيدلي وبعض الممرضات فقط رغم أن الزيارة كانت في الحادية عشرة صباحا. ويؤكد احد الأطباء بالمستشفي ان الاخصائيين والأطباء يهربون من العمل به لبعده أولا ولسوء حالة الطريق المؤدي اليه ثانيا, وكان من أثر الزيارة ان قام رئيس المركز بعقد اجتماع مع مسئولي الصحة بادارة بلقاس لتفعيل دور هذا الصرح في علاج المرضي ووعد مدير الإدارة الحاضرين بأنه سيتم تعيين فريق طبي في تخصصات الأطفال والنساء والتوليد والعظام التي تحتاج المنطقة اليها اكثر لكن بعد مرور اكثر من3 أشهر علي هذا الاجتماع لم يتحقق شيء. ويلتقط متولي محمد عبد المجيد نائب رئيس الجمعية خيط الحديث عندما يؤكد أن مشاكل الحفير كثيرة ومتشعبة, ومن بين هذه المشاكل مشروع الأنشطة الانتاجية الذي تم انشاؤه علي مساحة كبيرة بقرية المركزية بتكلفة4 ملايين جنيه بتمويل من هيئة المعونة الأمريكية لتعليم فتيات هذه القري أعمال التريكو والسجاد والحياكة وتربية الأرانب ويضيف ان الناس بهذه المنطقة قد عمتهم الفرحة بهذا المشروع الذي من المفترض ان يدرب فتيات المنطقة علي هذه الأعمال حتي يصبحن قادرات علي تنفيذ مشروعات مماثلة خاصة بهن إلا أن الفرحة لم تستمر طويلا حيث بدأ تمويل هذا المشروع في الانخفاض تدريجيا لدرجة ان الفتيات انصرفن عنه تماما وأصبح المبني الذي يعتبر صرحا كبيرا عبارة عن مكان مهجور يعشش فيه العنكبوت وعندما زاره رئيس المركز والمدينة اكتشف ان هذا الصرح مجرد خرابة كبيرة لا يوجد بها سوي بوكس واحد لتربية الأرانب. ويطالب متولي بتخصيص جزء من هذا الصرح منفصل عنه لأن يكون مقرا لسجل مدني يخدم ابناء هذه المنطقة, ويجنبهم عناء ومشقة السفر الي بلقاس لاستخراج شهادات الميلاد, أو بطاقات الرقم القومي.