جاء انعقاد القمة الأوروبية ببروكسل يومى الخميس والجمعة عقب الهجوم الإرهابى الذى تعرضت له تونس، وسقط فيه ضحايا أوروبيون.وبعد تردد أقر الأوروبيون أخيرا بخطورة الوضع القائم فى ليبيا. ولم تعد فكرة إيفاد قوة عسكرية أو شرطية لحماية الحدود والمنشآت مستبعدة، وتم بحث إيفاد بعثة أوروبية لحفظ السلام فى تونس. فى هذا السياق يتوجه رئيس المجلس الأوروبى دونالد تاسك ترافقه المفوضة العليا للسياسة الأمنية والخارجية فيدريكا موجيرينى إلى تونس أواخر الشهر الحالى... فلم لا توجه القمة العربية بشرم الشيخ الدعوة لهما للحضور لبحث المخاطر والتحديات وفرص تنسيق التحرك المشترك ؟ الزعماء الأوروبيون أشاروا فى بيانهم الختامى إلى استعدادهم لتحرك موحد وحاسم وبالتعاون مع دول المنطقة ومع أطراف دولية ضد مخاطر المتطرفين بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية فى ليبيا،لكن هل ننتظر تشكيلها ،وماذا لو فشل الحوار بشأنها؟ كلنا أمل أن تشهد الدورة ال 62 للقمة العربية فى شرم الشيخ انفراجة فى التعاطى مع الملفات الساخنة التى يواجهها أعضاؤها ،خاصة فيما يتعلق بتشكيل قوة عربية للتصدى للإرهاب. سبق للرئيس السيسى أن طرح فكرتها ،ونأمل أن تقرها القمة وتوافق على تفعيلها لتسهم فى إطفاء الحرائق المشتعلة فى أنحاء الوطن العربى ،وبات لهيبها يلسع أوروبا، وهو ما أكدته المستشارة الألمانية ميركل بقولها: ما لم تحل المشاكل فى ليبيا فسنواجه المشاكل فى أوروبا . أصبحت أوروبا مهمومة بما نواجهه لأن عمليات الإرهاب طالت أراضيها ،كما يتم استقطاب أبنائها لصفوف داعش..إلى جانب زيادة حجم موجات الهجرة إليها . ويشير مكتب الإحصاء الأوروبى بيوروستاتب إلى أن العام الماضى سجل أكثر من 626 ألف طلب لجوء ،استقبلت ألمانيا منهم نحو الثلث وتلتها السويد وإيطاليا وفرنسا والمجر. لابد من سرعة إجراء الحوار مع الجانب الأوروبى حول أفضل السبل لإطفاء الحرائق ،وتمثل قمة شرم الشيخ فرصة جيدة لذلك. لمزيد من مقالات ايناس نور