كان "علاء" ( 33 عاما) أمين شرطة بمركز شرطة جهينة، من أسرة كتب الله لها الستر والرزق الطيب والمبارك، عندما تزوج من زوجته "صفاء" ( 28 عاما) والتي كانت لا تعمل اكتفت بأن تكون ربة منزل، بعدما من الله عليهما من الأبناء ثلاثة ولدين وبنت واحدة، وعاشوا سوياً يجمعنا بيت كله سعادة وأنس ومحبة أسرة سعيدة هادئة بناحية الوقدة دائرة مركز طهطا إحدي محافظاتسوهاج. حلم "علاء" كأي أب يحلم بأن يري أبنائه الثلاث قرة عينه متعلمين ويلتحقون بأعلي الكليات إلا أن الموت سرعان ما اختطف حلمه وحلم زوجته وليس الحلم فقط بل سرق أعمارهم جميعا في حادث سير مروع، بسبب انقلاب سيارة ملاكي علي طريق الطليحات- القبيصات، بدائرة مركز جرجا بمحافظة سوهاج. بدأت تفاصيل الواقعة الأليمة عندما كان "علاء" وزوجته وشقيقته وأبنائهم متوجهين لحضور حفل عرس وكانوا جميعا يستقلون سيارة "علاء" والتي كانت تحمل رقم 17834 ملاكي سوهاج، إلا أنه فجأة وأثناء سيرهم وهم سعداء يتجاذبون أطراف الحديث سويا والأطفال يلهون ويضحكون ويلعبون سويا، ولا يديرون أن الموت أقرب لهم جميعا من قربهم لأنفسهم، حيث اختلت عجلة القيادة بيد"علاء" نتيجة انفجار الإطار الخلفي لسيارته، مما أدي لانقلابها داخل ترعة الجرجاوية، المجاورة. حصد الموت أرواح "علاء" وزوجته "صفاء" وابنهما "طارق"( 7 سنوات)، و"خالد" (4 سنوات) إلا أن القدر أبي أن يأخذ طفلتهما "جنة" ذات ال 6 أشهر، لحكمة لا يعلمها إلا الله ليقف أمامها البعض متعجبا من حكمة الأقدار!، بل لم يكتف بتلك الأسرة فقط، فحصد أيضا أرواح "سماح" شقيقة "علاء ذات ال40 عاما وأنجالها الأربعة "طارق"( 6 سنوات)، و"معتز"(8 سنوات)، و"مروة "(4 سنوات)، و"منار"( 6 أشهر). الدموع وحدها لا تكفي من هول المشهد، والموت ألف مرة لا تعادل آهاته واحدة تخرج من جوف أسرة أمين الشرطة وشقيقته وزوجته تلك الأسرة المجروحة وفؤادها المكلوم علي فراق ذويهم دفعة واحدة، فأي قلب يتحمل فراق كل هؤلاء دفعة واحدة؟!. إنه المعني الحقيقي للألم ، إنها الندامة علي كل لحظات الحياة التي أهدرت في لحظة, أنها المعاناة التي ستبدأ كلما بدأ يوم جديد في حياة تلك الأسرة المكلومة التي ستبدأ معاناتها في كل لحظة بل كل غمضة عين تحرق في قلبها كل شيء . دون أب وأم لا أشقاء قطعا ستموت في اليوم ليس مرة بل آلاف المرات عندما تعيش حياتها وحيدة لم تجد من يحنو عليها ويرعاها ويحبها الذي لا يعوضها عنها أحد, ولا أحد يدري بأسرتها بعد وفاة أبيها وأمها وأشقائها وعمتها وأبناء عمتها إلا الله، فالسعيد من وعظ بغيره، والشقي من وعظ بنفسه واعتبر بأن الموت أقرب لنا من غفوة الأعين.