لم اقل أبدا أن عمرو موسي وزير خارجية مصر كان يشتري لأحفاد الرئيس مبارك فانلات وملابس خلال تسوقه عندما كان يزور واشنطن, ولكنني قلت, أن الرئيس السابق كان يحب أن يصطحب معه عمرو موسي عندما تواتيه في بعض المرات النادرة فرصة للخروج من عزلته ويذهب إلي مركز تسوق قريبا من واشنطن ليشتري بعض الملابس والفانلات لأحفاده وشتان بين المعنيين, لكن مع الأسف لا يزال بعضنا يختزل الكلمات ويغتصب المعاني, ويقرأ الأمور خارج سياقها الصحيح لأنه يريد الإضرار العمدي بمواقف الآخرين! وأظن إنني تحدثت عن العلاقة بين مبارك وعمرو موسي أكثر من مرة في سياق واضح يؤكد أن الرئيس السابق كان يدعم وزير خارجيته في معظم مواقفه وكان حريصا علي أن يؤكد انه موضع ثقته, لكن بعضا من حاشية الرئيس أفسدت العلاقة بين الرجلين, بدعوي أن عمرو موسي بات مغرورا أكثر مما ينبغي, وان إحساسه بذاته تضخم كثيرا بعد أن زادت شعبيته, وانه إجترأ علي أن يرفع صوته علي الرئيس أكثر من مرة, وان الرئيس يفكر في إقالته وأبعاده عن الخارجية, أو ترشيحه أمينا عاما للجامعة العربية إذا رأي إن الإقالة سوف تزيد شعبيته. ولم تكن قصة الخلاف بين عمرو موسي والرئيس مبارك سرا مطلقا بعد ان تسربت تفاصيلها في كواليس الرئاسة والخارجية, في المرة الأولي غضب عمرو موسي لان الرئيس استجاب لطلب من وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك مادلين اولبرايت أن تلقي الرئيس علي انفراد ودون وجود وزير الخارجية المصري الذي كان علي خلاف عميق ومشهر مع اولبرايت, واعتبر عمرو موسي أن استبعاده من اللقاء أمر لا يليق ولا يجوز لأنه يمس كرامة وزير خارجية مصر, وفي المرة الثانية كان الخلاف اشد وطأة, لان الرئيس اعتقد أن وزير خارجيته ورط مصر في رفض تمديد معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية إلي الأبد في أول مؤتمر لمراجعة المعاهدة.., تلك هي الحقيقة مجردة عن الهوي والغرض, أجد نفسي ملزما بان أقولها في مواجهة خروقات صعبة لتقاليد مهنة عريقة تحض علي الالتزام بالدقة والخبر الصحيح, وتلزم كل صاحب قلم كبح أهوائه الذاتية كي يظل محايدا وموضوعيا, وتفرق بين الرأي والخبر ولان الرأي ملك للكاتب من حقه أن يقول ما يعتقد أما الخبر فملك للقارئ ينبغي أن يكون صحيحا ومحايدا. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد