يراه البعض مجرد منافس قوى لرئيس الوزراء الحالى بنيامين نيتانياهو, بينما يرى فى نفسه رئيس الوزراء القادم والرجل الذى تحتاجه إسرائيل فى هذه المرحلة. إنه اسحق هيرتزوج المحامى الذى درس القانون فى جامعة تل أبيب ورئيس حزب "العمل" ومرشحه لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، الرجل الذى يقود تحالف "المعسكر الصهيوني" مع رئيسة حزب الحركة تسيبى ليفنى وشغل سابقا منصب وزير الرفاة والخدمات الاجتماعية والسياحة. ورغم أنه ينحدر من أصل أيرلندى إلا أنه جاء من أسرة اسرائيلية سياسية لها جذور عميقة فى الحكم والمال. ورغم عدم اقتناع البعض بشخصيته التى توصف بأنها لا تتحمل الضغط, إلا أنه يحاول أن يضع خطوطا مختلفة للسياسة الاسرائيلية المستقبلية حال وصوله إلى سدة الحكم تبتعد عن الخطوط التى امتدت لأكثر من أربعة عشر عاما. يعمل هرتزوج ( 54 عاما) على كسب أصوات الشارع الاسرائيلى بالإهتمام بالقضايا الإقتصادية والاجتماعية مثل أسعار الوقود والشقق وسعر الفائدة. وهناك من يرى أن هرتزوج مخطئ فى هذه النقطة, فمن سيقتنع بالتصويت له وفقا لسعر الحليب؟ ولكن هذا لا ينفى مواقفه الواضحة تجاه النزاع العربى – الاسرائيلي, فهو يعتقد أن حل الدولتين ممكن ويؤمن بفكرة الكتل الاستيطانية ومقايضة الأرض بهذه الكتل داعيا إلى نزع سلاح غزة وإعادة بنائها. وعلى عكس نتانياهو لا يحبذ هرتزوج مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية شرطا فى أى اتفاقية سلام. فهو ضد الشروط المسبقة ولكن رغم ذلك يرى رئيس حزب العمل أنه يجب على كل دولة أن تعترف بالأخري. ويشير بعض المحللين إلى أن هرتزوج أصغر من أن يبادر لإنهاء الاحتلال بما فى ذلك القدسالشرقية وتفكيك مستوطنات وتسوية قضية عودة اللاجئين, فأقواله المعسولة عن حيوية السلام لإسرائيل لن تترجم لفعل حينما يتقلد رئاسة الحكومة لا سيما أن هناك الكثير من التساؤلات تحوم حول قدراته و "خشونته السياسية" فهو صاحب شخصية رخوة رغم محاولاته الظهور بمظهر الحازم الصارم. أما عن البرنامج النووى الايرانى يرى هرتزوج أن النظام الايرانى مقيت ينشر الكراهية ويفضل التوصل إلى حل شامل بشأن البرنامج النووى الإيراني، شريطة أن يكون الحل واضح وضامن لعدم تحول إيران الى دولة نووية. وإلى أن تظهر نتائج الانتخابات خلال أيام يبقى السؤال هل يستطيع هرتزوج أن يغير دفة إسرائيل إلى اليسار؟