هيمنت مخاطر الأمن القومى العربى والملفات السياسية الملتهبة فى المنطقة على مداخلات ومناقشات مجلس الجامعة العربية فى اجتماعات دورته ال143 ، التى عقدت أمس على مستوى وزراء الخارجية، وفى مقدمتها تصاعد مخاطر التنظيمات الإرهابية والأوضاع المتدهورة فى سوريا وليبيا واليمن، بالإضافة الى فلسطين. وشكلت الدورة بالبنود ومشروعات القرارات التى ناقشتها التحضير الفعلى للقمة العربية المقرر عقدها بشرم الشيخ، برئاسة مصر نهاية مارس الحالي، وفق ما أعلنه الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية. وأشار إلى أن الرأى العام العربى والدولى ودوائر صنع القرار فى مختلف الدول، تتطلع إلى ما سوف يصدر عنها من قرارات عربية جماعية تتناسب مع التحديات الكبرى التى تواجه المنطقة، وفى مقدمتها ما يتعلق بتطوير آليات العمل العربى المشترك، وتفعيلها للانتقال بالجامعة إلى مصاف الجيل المعاصر من المنظمات الإقليمية والدولية. وشهدت الجلسة الافتتاحية تسلم ناصر جودة، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، رئاسة الدورة الجديدة من فاطمة فال بنت سوينع، وزيرة الشئون الخارجية الموريتانية. و قدم سامح شكري، وزير الخارجية، رؤية مصر الشاملة إزاء مختلف القضايا والملفات العربية، موضحا " أن خريطة الواقع العربى مكتظة بالبؤر الملتهبة، وقد وفرت البيئة المضطربة فى عدد من الدول العربية أرضاً خصبة لنمو التطرف والإرهاب فى ظل تفكك مؤسسات الدولة وغياب دورها جزئياً أو كلياً". واعتبر أن المرحلة الراهنة دقيقة، وأن التحديات واضحة لا تحتاج إلى استرسال فى التوصيف قدر الحاجة إلى الغوص فى المسببات للتصدى لها، وقال" إننا نحتاج إلى بذل الكثير من الجهود للقضاء على الجهل، والفقر، وتفشى الأفكار الظلامية، كما نحتاج إلى العمل بشتى الطرق لترسيخ مفهوم الدولة المدنية وقيم المواطنة فى مجتمعاتنا العربية". ودعا فى الوقت نفسه، إلى تفعيل دور المؤسسات الدينية لتوجيه الدفة نحو الفهم السليم لغايات الدين الحقيقية، وإلى تطوير الخطاب الدينى . و على صعيد القضية الفلسطينية ، لفت شكرى الى ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة الذى يعانى أزمة إنسانية طاحنة ينذر استمرارها باحتمالات تفجر الوضع مجدداً، مجددا دعوة مصر للمجتمع الدولى الى الضغط على إسرائيل لتتحمل مسئولياتها . كما جدد شكرى الدعوة إلى الدول المانحة إلى الوفاء بالتزاماتها التى تعهدت بها خلال مؤتمر "إعادة إعمار غزة". وأشار الى أنه لم يعد القبول بوتيرة التعاطى الدولى أو الإقليمى مع ما يدور فى سوريا منطقياً، مشددا على أن الحاجة مُلحة للتعاون والتنسيق ولاعتماد تصور عربى يفضى إلى إجراءات جدية لإنقاذ سوريا وصون أمن المنطقة. واشار إلى أن مصر بادرت بدعم من أشقائها العرب الى العمل مع القوى الوطنية السورية المعارضة نحو توحيد كلمتها وصولاً إلى طرح الحل السياسى المنشود. وقال :" نتطلع فى هذا الصدد إلى المؤتمر الموسع لقوى المعارضة الوطنية السورية الشهر المقبل فى القاهرة الذى يصب فى هدف تحقيق الحل السياسى ". وتطرق شكرى الى انعكاس ما يجرى فى ليبيا على مصر وأمنها، مشيرا فى هذا الصدد الى المصير المأساوى لعدد من المواطنين المصريين فى ليبيا أخيراً. وأعاد شكرى تأكيد موقف مصر، الذى كان واضحاً لا لبس فيه فى بياننا أمام مجلس الأمن خلال الجلسة المنُعقدة أخيراً بشأن تطورات الأوضاع فى ليبيا" وقال شكري:" إننا نحترم إرادة الشعب الليبى فى تقرير مصيره ومستقبله، وكان هذا مبعث تأييدنا لمجلس النواب المنتخب والحكومة المنبثقة عنه، وندعو إلى تقديم كل أشكال الدعم للحكومة الشرعية دون إبطاء أو شرط لتتمكن من بسط سيطرتها وسيادتها على كامل الأراضى الليبية". وأشار شكرى إلى أن هناك تهديدات ضخمة لوحدة واستقرار اليمن وأمن واستقرار المنطقة العربية بأسرها، بل ربما يتعداها لتهديد الأمن والسلم الدوليين. وأضاف شكري: "إننا نعيد تأكيد دعمنا لمؤسسات ورموز الدولة الشرعية ". كما أكد نجاح العراق الشقيق فى إتمام الاستحقاقات الدستورية ، معربا عن أمله فى أن تتمكن الحكومة العراقية من الوفاء بمقتضيات الوفاق والمصالحة بين مختلف مكونات الشعب العراقي، بما يمكنها من دحر التنظيمات الإرهابية المتطرفة.