فى تجاهل واضح لخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو أمام الكونجرس حول مخاطر اتفاق نووى محتمل بين إيران والغرب، استأنف أمس وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ونظيره الإيرانى محمد جواد ظريف لليوم الثالث على التوالى مفاوضاتهما حول الملف النووى الإيرانى فى مدينة مونترو السويسرية. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن وزير الخارجية الأمريكى لم يتابع بشكل مباشر خطاب نيتانياهو ،حيث كان يخوض هذه المفاوضات الماراثونية مع اقتراب الموعد النهائى للتوصل لاتفاق بين إيران والقوى الغربية فى 31 مارس الجاري.وسيغادر كيرى بعد انتهاء محادثاته فى مونترو إلى الرياض، لكن المفاوضين والخبراء من مجموعة 5+ 1 وإيران سيواصلون أعمالهم حتى نهاية الأسبوع،ويسعى كيرى لطمأنة الرياض من أن أى اتفاق مع إيران سيصب فى مصلحة السعودية على الرغم من مخاوف المملكة من أنه قد يعزز مساندة طهران للجماعات الشيعية فى المنطقة.جاء ذلك فى الوقت الذى أثار فيه خطاب نيتانياهو أمام الكونجرس ردود فعل واسعة داخل الولاياتالمتحدة وخارجها، حيث أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أنه»لا جديد»فى خطاب نيتانياهو، موضحا أنه لم يقدم بديلا قابلا للتطبيق حول الملف النووى الإيراني،وحث أوباما الكونجرس على الانتظار حتى إكمال اتفاق نووى مع إيران ومن ثم تقييم الاتفاق. ورد نيتانياهو على تصريحات أوباما فور وصوله إسرائيل بقوله إن خطابه أمام الكونجرس قدم بالفعل بديلا عمليا للاتفاق المحتمل ،وأن هذا البديل سيحتفظ بالعقوبات على طهران إلى أن تتوقف عن دعمها الإرهاب حول العالم ودعواتها لتدمير إسرائيل على حد تعبيره.
وكان نيتانياهو قد ندد فى خطابه أمس الأول بالاتفاق «السيئ جدا» حول الملف النووى الايراني، مشيرا إلى مخاطر حصول سباق تسلح نووى فى الشرق الاوسط.
وفى غضون ذلك ، أعرب العديد من النواب الديمقراطيين عن انزعاجهم مما وصفوه باستخفاف نيتانياهو بالأمريكيين حيث قاطع الخطاب نحو 50 ديمقراطيا، فى حين أبدى من حضر انزعاجهم مما اعتبروه خطابا سياسيا منحازا، وقالت نانسى بيلوسى رئيسة كتلة الديمقراطيين «أحزننى الاستخفاف بذكاء الولاياتالمتحدة كعضو فى مجموعة 5+1كما أحزننى الاستخفاف بمعرفتنا بالتهديدات الإيرانية»،وفى المقابل، تعاطف الجمهوريون جميعهم مع نيتانياهو،وقال كيفن مكارثى رئيس الأغلبية البرلمانية فى مجلس النواب «آمل أن يفكر الأمريكيون فى أساس المخاوف التى عبر عنها رئيس الوزراء».
كما أثارت الكلمة ردود فعل متباينة فى إسرائيل حيث وصفها معلقون سياسيون إسرائيليون بأنها أداء منمق من جانب سياسى تلقى تعليمه فى الولاياتالمتحدة،ولكنهم اتفقوا مع الرئيس الأمريكى فى أن نيتانياهو لم يقدم جديدا فى انتقاده للمحادثات التى تقودها الولاياتالمتحدة مع إيران،وقال منتقدون إن مواقف استعراض كتلك هى الدافع الحقيقى وراء ذهاب نيتانياهو إلى واشنطن فى ظل اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية بعد أسبوعين.
وفى رد فعل إيراني، وصفت طهران كلمة نيتانياهو أمام الكونجرس بال «مملة والمكررة»،ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية عن المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم قولها إن الخطاب كان جزءا من الحملة الانتخابية للمتشددين فى تل أبيب،وقال على لاريجانى رئيس البرلمان الإيرانى» إذا انت إسرائيل أو الكونجرس يرغبان فى رؤية إسرائيل مقعدة ، فليجربا العمل العسكرى ضد إيران ،وسوف يلقيان ردا ساحقا وشاملا من قبل القوات المسلحة الإيرانية».
وفى تطور آخر، أعلن السيناتور ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية فى مجلس الشيوخ أن المجلس سيناقش اعتبارا من الأسبوع المقبل اقتراح قانون يلزم الرئيس باراك أوباما بأن يحيل إلى الكونجرس أى اتفاق دولى يتم إبرامه حول الملف النووى الإيرانى ،وذلك رغم تهديدات البيت الأبيض بأن أوباما سيستخدم حق النقض «الفيتو»ضد قانون المراجعة النووية لإيران.
وعلى صعيد آخر، نفى البيت الأبيض بحزم ما تردد فى تقارير صحفية عن تهديد الولاياتالمتحدة لإسرائيل بإسقاط طائراتها المقاتلة بحال قررت شن ضربات جوية ضد إيران.