قضية ذبح اكلب الأهرامب لايجب أن تمر علينا مر الكرام. فالوقائع تشير إلى أن صاحب الكلب وافق على ما طلبه منه خصومه: وهو أن يذبحوا كلبه فى مقابل التنازل عن المحضر الذى اختصموه فيه. والكلب لم يفعل أكثر من أنه دافع عن صاحبه, وبأمر منه. فكما هو معروف, الكلب عبد مخلص لصاحبه. لكن ذلك الصاحب تخلى عن كل المشاعر ليسمح بذبح كلبه بعد تعذيبه, ويتحول الأمر إلى مجزرة ٌقتل فيها الوفاء والإخلاص والنبل وانتصرت الخسة والوحشية. تهذا الكلب لم يكن مسعورا, وإلا لما تمكن أحد من ذبحه, أو حتى الاقتراب منه. لكنهم عذبوه بوحشية ثم ذبحوه, وبرر أحد القتلة فعلته بأن الكلب عقره افى منطقة حساسةب وأنه مقبل على الزواج, ولهذا فإن رجولته- التى يعتقد العامة أنها تنحصر فى ذلك المكان- دفعته إلى الانتقام! كأنه نسى أن الرجولة الحقة هى الشهامة والعطاء والمسئولية والاحتواء والأمان. للأسف, الكلاب أفضل من بعض البشر, فهم لا يتفننون فى التعذيب حتى الموت, ولا يعرفون العقوق ولا الكذب ولا الخداع ولا الجحود ولا أيا من تلك الأشياء تالتى يعيش ويموت فيها ملايين البشر كل يوم. ثم ما هذا التبلد والسادية التى جعلت الناس تتفرج على المذبحة دون أن يتحرك أحد ليوقفها؟ وهلت ذبح الكلاب مقدمة لذبح البشر, دون أن يرف لأحد جفن؟ قال النبى صلى الله عليه وسلم: الساكت عن الحق شيطان أخرس. وقد بدأت هذه الظاهرة المؤسفة منذ وقت طويل يقترب من عقدين, فكلنا نتذكر قصة اغتصاب فتاة العتبة والناس يتفرجون ببرود, وبعضهم باستمتاع. لابد من تغلبظ العقوبة على من يعذب الحيوانات, تلك المخلوقات الخرساء التى ليس لها حول ولا قوة إزاء خسة ابن آدم وجبروته. سوف نحاسب على تلك الوحشية يوم وقوفنا بين يدى الواحد القهار. لمزيد من مقالات مريم البنا