انشاء مستخدمي موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، هاشتاج بعنوان )كلب شارع الهرم( نشروا فيه مقطع فيديو لكلب يقوم عدد من الأشخاص بتعذيبه وطعنه وذبحه ، ثم التمثيل بجثته على مرأى ومسمع من الناس وكشف النشطاء، أن الواقعة بدأت عندما تشاجر مالك الكلب مع بعض الأشخاص، فقام الكلب دفاعًا عن مالكه بعض اثنين منهم، فرفع الشابين قضية على صاحب الكلب حكم عليه فيها بالسجن لمدة عام ، وفي محاولة من الشاب للتصالح معهم مقابل التنازل عن القضية، طالبوه بتسليمهم الكلب لذبحه، ولكن الشاب رفض وحاول أن يدفع أموال، ولكنهم أصروا على طلبهم، فطالبهم أن يقتلوه بالرصاص أو السم ولكنهم عذبوه ومثلوا بجثته. وقد علق بعض النشطاء قائلين: "كل ما أفتكر صوت الكلب وهو بيعيط من العذاب قبل ما يموت عينى تدمع.. لازم قوانين تحمى الحيوانات من البشر".وأضاف البعض: "مثلوا بيه وعذبوه على مرأى ومسمع من الناس مش بس كده ده الشارع كله كان بيتفرج ويصور هو إحنا بقينا إزاى بالبشاعة دى.. مجموعة من الكلاب المسعورة ملمومين حولين إنسان.. نطالب بمحاكمتهم زى الدواعش بالظبط.. الكلب أنضف من صحبه.. حرام اللى حصله.. مؤشر خطر جدًا لإنحطاط هذا الشعب الأخلاقى والإنسانى وربما الحيوانى.. كلبك أرجل منك يا للى بتحمل لقب إنسان وانت مفكش ريحه الإنسانية كلبك أوفى منك وأرجل منك.. لما الكلب يدفع تمن غلطة شخص جبان دافع عنه بكل رجولة وفى الاخر يسبهم يدبحوه بكل بساطة" بينما اضاف آخر "الواحد مش عارف يتقهر من داعش برة البلد ولا جواها.. ليه البشر بقوا وحشين قوي كده، واقفين يصوروا بالموبايل وروح تزهق حتى لو كانت كلب فرقتم أيه عن داعش، كلكم قتلة حتى صاحب الكلب حسبي الله ونعم الوكيل". هنا علينا جميعا ان نتوقف لنسأل انفسنا.. ماذا حل بقلوبنا؟ لما فارقتنا الرحمه ؟ وهل للحيوان حقوق فى الاسلام؟ اجابه هذا السؤال نجدها فى آيه من كتاب الله عز وجل تقول (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ)(الأنعام:38). فلقد خلق الله تعالى الحيوان وجعله آية من آيات عظمته وبديع صنعه، وسخَّره للإنسان، ولم يُرِدْ بذلك أن يُهْدِرَ حقَّه فقد حرَّم الإسلام تعذيب الحيوان، اوحبسه ، وأمر باستخدامه فيما خلق له، وعدم إرهاقه بالعمل، أو تحميله ما لا يطيق من الأثقال. وينصُّ القرآن على تكريم الحيوان، وبيان مكانته وأهمِّيَّته، فيقول تعالى: (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ. وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ. وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ. رَحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (الأنعام: 5 – 8). فكيف يغفل البعض منا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته رضي الله عنهم يومًا وهو يحثهم على الرحمة بالحيوان: "بينما رجل يمشي بطريق إذ اشتد عليه العطش، فوجد بئرًا فنزل فيها، فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل، لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء، ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب، فشكر الله تعالى له فغفر له"، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرًا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "في كل ذات كبد رطبة أجر" (رواه البخاري). ومن منا لم يسمع بمقولة الفاروق عمر رضي الله عنه وهو يشرع فيها لحقوق الحيوان حتى جعل الطريق الممهد حقًّا واجبًا من حقوقه حين قال: لو أن بغلة عثرت بشط العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لِمَ لَمْ تصلح لها الطريق يا عمر. إن ديننا دين رحمة ، بل إن مصطلح الرحمة لا تكاد صفحة من القرآن الكريم تخلو منها، إن لم يكن لفظًا فدلالة. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن المنظومة الأخلاقية لهذا الدين تقوم على مبدإ الرحمة. يقول الله تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) (الأعراف:156)، (كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ) (الأنعام:12)، (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (الإسراء:82)، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107) . وفى النهايه لا املك لى ولكم سوى الدعاء ( ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..) ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ). لمزيد من مقالات نيفين عماره