لا شك أن الخلافات الزوجية لها آثارها النفسية والتربوية السيئة علي الابناء وتصرفاتهم, وتجعلهم متأرجحين وفي حيرة من أمرهم لا يدرون الي أي جانب ينحازون. وقد يصل الأمر دفع الابناء أو واحدا منهم ليكون طرفا ثالثا في هذه الخلافات , وذلك بطرق عديدة من بينها كما يقول د.محمد عمرو حمام استاذ طب الأطفال بكلية الطب جامعة طنطا. أن يطلب أحد الوالدين من أحد الابناء أمرا يخالف الآخر او أن يعتبر أحدهما اقتراب أحد الأطفال من الآخر موقفا عدائيا تجاهه أو حتي يستخدم الطرفان الأطفال كوسيلة اتصال بينهما اذا لم يرغبا في التحدث الي بعض. هذه التصرفات تجعل الطفل خائفا حائرا فكيف له أن يأخذ جانب الحياد في البيت لابد أن يكون بجوار احدهما من وقت لأخر وكيف عليه ان يوازي بين تلبية رغبة الوالد أو الوالدة اذا كانا يختلفان, ويصبح الطفل في حالة عدم توازن مع نفسه خائفا من التهديد والوعيد والضرب والتخويف بالاشارة أو النظرة أو باللفظ من أحد الطرفين, وكأن هذا الطفل طرف ثالث وجزء من الخلافات بينهما لذلك من الحكمة عدم اقحام الأطفال في هذه المشاكل حتي لاتكون هذه الأمور السيئة سببا لعقد نفسية كثيرة تنعكس علي تصرفاتهم داخل وخارج الأسرة, وقد يكون لها انعكاسات مباشرة علي حياتهم الزوجية في المستقبل وطريقة تعاملهم مع أزواجهم وأطفالهم. ومن أجل ذلك ولتفادي كل هذه النتائج والعواقب حاضرا ومستقبلا ينصح د. محمد الأزواج بعدم المشاجرة أمام ابنائهم لأن الغضب جمرة في قلب الإنسان فقد يفقد احد الزوجين أوكلاهما السيطرة علي اعصابه لحظة الغضب وتصدر منه الفاظ وحركات غير لائقة في حضور الابناء وهذه الأمور اذا ماتراكمت في ذاكرة الابناء فلها بلا أدني شك آثار وخيمة عليهم كما اسلفت,وكذلك فإن تكرار الخلافات بين الازواج والشجار المتبادل والاتهامات ورفع الصوت يقلل من تقدير الابناء, لذويهم وتتكون لديهم نظرة سلبية عن الزواج في المستقبل, فمن الأفضل ان تحل مشاكل الأزواج بعقلانية وبالحوار فيما بينهم حتي لاتتزعزع ثقتهم بأنفسهم. ويصبح طفلا مضطرب.. هنا يؤكد د. محمد علي الوالدين بأن يكونوا اكثر اهتماما للابناء ورعايتهم خاصة انهم يتخذونهما نموذجا وقدوة. فالعلاقة التي يسودها الدفء والحب والاحترام بين الوالدين تقي الابناء من عوامل القلق والخوف وتزيد من ثقتهم في أنفسهم.