فن الخط العربى من أبرز الفنون العربية, والخط الديوانى الذى أبدع فيه الفنان حمدى زايد هو أحد الخطوط الفريدة , يستمد جماله من حروفه المستديرة والمتداخلة , لدرجة قد يصعب معها أحياناً التمييز بين الألف واللام ان كانا فى بداية الكلمة , وسمى بالديوانى أوالسلطانى حيث كان هذا الخط يستعمل فى كتابة المراسلات السلطانية . ظهرت موهبة الفنان زايد فى الخط العربى منذ نعومة أظافره فى جمعية المحافظة على القرآن الكريم .. فى المرحلة ما قبل الابتدائية , حيث كان يتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم , وعندما التحق بمدرسة أبو بكر الصديق الابتدائية كان زملاؤه يطلبون منه الكتابة فى كراساتهم لما لمسوه من جمال خطه .يقول زايد كنت أكتب الآيات القرآنية وأبيات الشعر فى لوحات ورقية تعلق فى الفصل وطرقات المدرسة .. و كنت أرسم لوحات بالريشة والحبر الشينى مقلداً أسلوب الرسام جمال كامل فى مجلة صباح الخير , وكنت أرسل هذه اللوحات لهذه المجلة حيث كانت تخصص صفحتها الأخيرة باسم نادى الرسامين لهواة فن الرسم , وفى المرحلة الاعدادية قمت بتنمية موهبتى عن طريق تقليد مانشيتات الجرائد اليومية حيث كانت تُكتب فى ذلك الوقت بخط اليد , وعندما علمت بحضور مفتش الخط العربى للمدرسة سارعت بعرض لوحاتى وخطوطى عليه , فأشاد بها وأثنى عليها وشجعنى بالاستمرار ونصحنى بالتوجه إلى مدرسة تحسين الخطوط العربية كى أثقل موهبتى بالدراسة . ويضيف توجهت إلى مدرسة تحسين الخطوط العربية بالاسكندرية ومنذ التحاقى بها من اليوم الأول لمع اسمى بين زملائى , وبسبب اجتهادى وحبى لهذا الفن لفت انتباه أساتذتى بالمدرسة فاهتموا بى وكان على رأسهم الأستاذ المرحوم كامل إبراهيم المسئول الفعلى عن المدرسة فى ذلك الوقت بالرغم من وجود الفنان الكبير المرحوم محمد ابراهيم مؤسس المدرسة وهو من أعلام الخط العربى فى مصر والعالم وكان يقوم بالاشراف عليها . وتبناني اثنان من مدرسى المدرسة هما المرحوم محمد عبد العزيز وعصام الدين عبد الواحد .. وشجعنى الفنان كامل ابراهيم وكان لاهتمامه ورعايته وتشجيعه لى الأثر الأكبر فى تفوقى لدرجة أنه « برى الأقلام « التى سوف اكتب بها فى امتحان الدبلوم , الذى حصلت عليه وكان ترتيبى الثالث على الجمهورية .. ثم أكملت دراستى فى بمدرسة خليل أغا قسم « التخصص والتذهيب « .. وذلك لأن الفنان محمد ابراهيم لم يفكر فى انشاء هذا القسم بمدرسة الاسكندرية . يوضح زايد أن دراسته على يد كبار أساتذة الخط العربى فى مصر أمثال المرحوم محمد على مكاوى ومحمد حسنى البابا ومحمود الشحات والشيخ رضوان رحمهم الله , ودراسة الخط الديوانى ( بالطريقة الغزلانية )على يد شيخ الخطاطين المرحوم محمد عبد القادر عبد الله , كان له الأثر الكبير فى تفوقه وتشجيعه , خاصة الفنان المرحوم سيد إبراهيم الذى تنبأ لى بالحصول على المركز الأول على مستوى الجمهورية فى دبلوم التخصص والتذهيب , وفعلا تم ما تنبأ به وحصل على المركز الأول وشهادة امتياز فى عيد العلم لأوائل الشهادات . موضحا انه التحق فى بداية عمله بمؤسسة دار التحرير فى جريدة الجمهورية عام 1975 للعمل بادارة التحرير , وكان ذلك عن طريق الخطاط الكبير بالمؤسسة كامل المرصفى وكتب مانشيتات الصفحة الأولى , ثم انتقل لمؤسسة الأهرام بالقاهرة عام 1978 للعمل فى القسم الفنى بادارة الاعلانات , ولم يكن بادارة التحرير ولذلك لم يتمكن من كتابة مانشيتات الصفحة الأولى بالأهرام , بل كان يكتب الاعلانات إلى ان انتقل لمكتب الأهرام بالاسكندرية عام 1983 , واستمر بالمكتب حتى أصبح رئيساً للقسم الى نهاية خدمته . ويشير زايد الى أن عمله بمجال تدريس الخط العربى جاء بعد ترشيحه واختياره من قبل الفنان المرحوم كامل إبراهيم مدير مدرسة محمد إبراهيم للخطوط العربية فى ذلك الوقت وكان عام 1984 , وفى بداية تدريسه لفن الخط اقترح على الأستاذ كامل إبراهيم أن يُدرس خط الديوانى ( بالطريقة الغزلانية ) التى درسها من قبل على يد الموحوم محمد عبد القادرعبد الله , فوافق على الفور كامل ابراهيم , ومنذ ذلك الحين وخط الديوانى يُدرس فى الاسكندرية ( بالطريقة الغزلانية ) ويقوم بعض تلاميذه بتدريسه بهذه الطريقة . مشيرا الى مشاركته فى معارض عديدة بالاسكندرية بأغلب قاعات العرض بما فيها مكتبة الاسكندرية , وحصوله على جائزة خط الديوانى فى المسابقة الدولية الثانية بتركيا « أرسيكا « باسم « ياقوت المستعصمى « عام 1989 , وحصوله أيضاعلى جائزة رمزية فى خط التعليق الجلى فى المسابقة الدولية الثالثة بتركيا « أرسيكا « باسم «ابن البواب « عام 1992 , ومشاركته بمعارض جماعية بالقاهرة كان أخرها معرض دار الأوبرا المصرية على هامش مهرجان الموسيقى العربية عام 2013 .