حالة من التفاؤل يعيشها فنانو البيت الفنى للفنون الشعبية هذه الأيام بعد تعيين هشام عطوة رئيسا لهم نظرا لما لمسوه من اهتمام باستعادة حقوقهم المادية والفنية، وهو مادفعه للشعور بمزيد من العبء والمسئولية الملقاة على عاتقه للنهوض بفرق البيت واستعادة عصرها الذهبي.. هشام عطوة يطرح فى السطور التالية رؤاه الفنية والإدارية لتطوير السيرك القومى والفرقة القومية للموسيقى الشعبية وتحت 18 وأنغام الشباب وفرقة رضا التى خفت نجمها فى السنوات الأخيرة. «استعادة قومية السيرك» هو أهم طموحات الفنان هشام عطوةالذى إجتمع بأعضائه فى أول أيام توليه منصبه للوقوف على مشاكلهم وحلها خاصة وأن هذا المكان يدر يوميا أكثر من 30 ألف جنيه لوزارة الثقافة وهو أكبر دخل يحققه دار عرض بالوزارة حتى الآن، وخلال هذا الاجتماع تلقى وعدا من مديرى الادارات بتذليل كافة العقبات المالية لتسهيل العمل واستعادة الحقوق المالية للجميع، اما على المستوى الفنى فقال عطوة: نسعى أولا لتحقيق فكرة قومية السيرك وانتشاره على المستوى العربى والشرق الأوسط كله، ثم التوجه به لمنافسة أعرق دور السيرك العالمية، ونحن نملك مقومات ذلك من فنانين ولاعبين محترفين لمست فيهم جميعا تعطشهم إلى العمل الجاد، ولكن ينقصنا إعادة صياغة للمهارات البدنية والفنية والفقرات ايضا، لذلك نسير فى عدة اتجاهات متوازية بدأناها بإعداد تجهيزات الجمانيزيوم لتحسين الأداء البدنى أولا.. أزياء جديدة تحت اشراف ستايليست متخصص.. الاستعانة بمصمم الإضاءة المعروف عمرو عبدالله من دار الأوبرا لعمل صياغات بصرية مبهرة على مستوى الصورة، أما الموسيقى المصاحبة للفقرات فقد استعنت بالمؤلف الموسيقى وليد الشهاوى لمناقشة فرقة السيرك الموسيقية وتدريبهم على اختيار جمل موسيقية تناسب لحظات العرض المختلفة من ترقب وإبهار بحيث يرتبط المتفرج بالفقرات المؤداة ويتفاعل معها وجدانيا، لأن السيرك يعتمد أولا واخيرا على الإبهار.. نكون الان مكتبا فنيا من متخصصين أعضاؤه من داخل السيرك وخارجه مسئوليتهم تقييم الفقرات والوقوف على جودتها والارتقاء بها.. نصمم عددا من تصميمات الأزياء الجديدة والمبهرة أيضا سواء للفنانين أو للعمال الذين ينصبون المعدات خلال الحفل اليومي.. نجرى اتصالات مع الصين من خلال العلاقات الثقافية الخارجية للتعاون فى انشاء مدرسة لفنون السيرك تنشئ أجيالا من لاعبى السيرك يتلقون تدريباتهم منذ الصغر.. السيرك القومى بمدينة 15 مايو سيتم افتتاحه الشهر المقبل.. سنتوجه للعرض بمراكز شباب المحافظات من خلال بروتوكولات مع وزارة الشباب وبالفعل اتفق جلال عثمان مدير عام السيرك على تقديم عروض بدمنهور الأيام المقبلة.. أما المفاجأة فإننا سنستغل مسرح محمد عبدالوهاب الصيفى بالأسكندرية لتقديم عروض السيرك به شتاء وقد استعنت بالمهندس حازم شبل لعمل دراسات فنية تسمح بتغطية المسرح شتاءً بشكل تقنى ليسمح باستضافة عروضنا خاصة وأن الأسكندرية عروس البحر المتوسط وجمهورها العاشق للفنون لا يملكون سيركا بمدينتهم. فرقة تحت 18 هى إحدى الفرق المثيرة للجدل خاصة فى الفئة العمرية التى تخاطبها وهو ما فسره عطوه بقوله: مع استلام الفنانة مى عبدالنبى إدارة الفرقة مؤخرا أكدت لها أن ما تقدمه تلك الفرقة هو نفس ما يقدمه المسرح القومى للطفل رغم أن هوية الفرقة تستدعى مخاطبة اعمار المراهقة والشباب الذين نحتاج نحن للبحث عنهم وتوعيتهم بأفكار الانتماء والوطنية والتحرش والعنف والادمان والاخلاق عموما وهو ما اتفقت عليه معى فى عودة فرقتها إلى مضمارها الطبيعي، وكل عمل ستتم إجازته سيخضع للجنة فنية مركزية تناقش القيمة الفنية لكل عرض وجدوى تقديمه ومدى التزامه بهوية فرقته، لأنه إذا كان الكاتب هو مؤلف النص فالمخرج هو مؤلف العرض وقد تقودنا رؤيته الفنية لنص مُجاز إلى توجه فكرى مخالف للهوية لذلك ستتم مناقشة المخرج على مستوى الرؤية الفنية وماكيتات الديكور وخطة الإضاءة والصورة بشكل عام. دائرة العمل الفنى بهذا الطرح تستتبع عدم الاعتراف بفكرة «الإخراج بالدور» المتبعة فى مسارح الدولة فبدءا من اليوم لن يقدم إلا العرض الجيد فنيا بغض النظر عن اقدمية مخرجه أو سنه أو توجهاته. فرقة رضا للفنون الشعبية تقدم نفس البرنامج شكلا ومضمونا منذ عشرات السنين ولأن المشاهد لابد أن يشعر بالتغيير فلابد من صياغات جديدة لها.. رقصات محمود رضا لن نقترب منها لأنها مدرسة فنية احتفى بها العالم كله، ولكننا سنعيد تقديمها فى قالب إخراجى وبصرى جذاب ومبهر على مستوى السينوغرافيا بما تحويه من اضاءة وديكور وحركة. المسرح الاستعراضى والأوبريت قادمان قريبا جدا سواء على مستوى الريبرتوار أو العروض الحديثة ونستعد الآن مبدئيا بمشروع فنى اسمه «مصر العطر» يصممه ضياء ومحمد ويضم نخبة من أفضل فنانى فرق البيت المختلفة ويقدم ايضا صياغة درامية جديدة لأهم الفنون الشعبية التى تعبر عن وجه مصر المشرق امام العالم .