في ظل الانفلات الأمني والاعتصام والمطالب الفئوية والاضطرابات السياسية التي تشهدها مصر, ازدهرت تجارة عاج الفيلة غير المشروعة التي تحظرها اتفاقية الاتجار الدولي بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض السايتس والتي انضمت إليها مصر عام1978, وهي تمثل اتفاقا دوليا بين الحكومات, و تهدف إلي وضع الضمانات اللازمة بمنع تهديد التجارة الدولية لهذه الأنواع لحياتها وبقائها وذلك وفقا لتقرير نشرته دورية ترافيك المهتمة حصريا بقضايا التجارة غير المشروعة في العالم. التقرير اعتبر مصر من أكبر الأسواق في إفريقيا للتجارة غير المشروعة في العاج وأوضح أنه يتم تهريب أنياب العاج في معظمها عن طريق السودان, ثم بيعها لورش النحت والتصنيع في القاهرة, رغم أنه لا يمكن بيع العاج في مصر, سواء القديم أو الجديد, بشكل قانوني من دون الحصول علي تصريح خاص بذلك, ووفقا لكبار المسئولين الحكوميين الذين قابلهم أسموند مارتن ولوسي فيغن, واضعيالتقرير, أنه منذ عام2009, لم يتم ضبط عمليات بيع العاج في مصر, سوي مرتين في مطار القاهرة, في حين لم تتم مصادرة سلع العاج من منافذ البيع بالتجزئة منذ عام2003, وأنه منذ إعلان معاهدة سايتس الدولية لحماية الحياة البرية من الاستغلال المفرط, تم منع تجارة العاج في عام1990, وحظر القانون المصري جميع الواردات والصادرات وكذلك عرض وبيع جميع منتجات العاج, بما فيها التحف, لكن هذا الحظر لم يطبق حتي الآن. وأشار تقرير ترافيك إلي أن تجار أجانب وراء تنشيط هذه التجارة الدولية غير المشروعة كما أنهم يغذون تجارة صيد الفيلة المهددة بالانقراض في إفريقيا وهم بذلك لا يحترمون معاهدة سايتس, وأوصي التقرير الحكومة المصرية بالإعلان عن الوضع غير القانوني لعاج الفيلة في مصر من خلال عرض المنشورات الرسمية في محلات بيع التذكارات والفنادق والمطارات, والشرح باللغتين العربية والإنكليزية وكذلك الصينية خصوصا بعد أن أصبح السائح الصيني المشتري الرئيسي في عام2011, واشتري أكثر من نصف اجمالي كمية العاج التي تعرض للبيع, بعد أن كان الإسبان والإيطالييون والأمريكيون المشترين الرئيسيين لسلع العاج في عام2005, إضافة إلي أن المزيد من المصريين وعرب الخليج يشترون السبح وعصي العاج, مما يستوجب تنفيذ عمليات تفتيش ومصادرة فعالة علي منافذ بيع العاج بالتجزئة, وبشكل منتظم, وخاصة في منطقة ورش التصنيع بخان الخليلي, وملاحقة ومعاقبة الجناة. ومن جانبها طالبت دينا ذو الفقار الناشطة في مجال حقوق الحيوان وحماية البيئة بضرورة تفعيل دور المجتمع المدني من المهتمين بالبيئة والحفاظ علي الحياة البرية, وترويج الملصقات التي وزعت بغرض التعرف علي الأنواع المصنعة من العاج, وتفعيل حملات التوعية التي كانت رابطة التوعية أوار تقوم بها شهريا منذ عام2007 في حديقة حيوان الجيزة وغيرها من الأماكن العامة سواء في النوادي أو المراكز الثقافية, وأعربت عن استعدادها مع كثير من النشطاء البيئيين والمعنيين من المجتمع المدني بالمساهمة في طبع وترويج الملصقات الإرشادية للسايتس لرفع الوعي بالتعاون مع المسئولين.