مازالت تتوالي الوقفات الاحتجاجية بمبرر وبدون مبرر معقول خاصة المسلسل المستر لقطع الطرق في المحافظات المختلفة, سواء كانت المحافظات السياحية أو غيرها تحت دعاوي المطالب الفئوية تارة وتارة اخري لعدم الحصول علي الخدمة الموعودة. علي غرار ما حدث الاسبوع الماضي من قطع الطريق السياحي في محافظة الفيوم لعدم تيسير الحكومة حصول الأهالي علي أنبوبة البوتاجاز التي باتت حلما يراودهم, وليس حقا مشروعا لهم. ومع تكرار مثل هذه الوقفات لم نجد وقفة واحدة ضد الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصي علي يد اليهود علي الرغم من تكرار محاولاتهم لتدنيس المسجد أولا, واستمرار مشروعاتهم التدميرية تحت المسجد, وأخيرا سعيهم للحصول علي قطعة منه بوضع اليد وبذات اسلوب الاحتلال الذي انتهجوه منذ اغتصابهم للاراضي الفلسطينية, والغريب في الأمر أن رد الفعل الاسلامي والعربي لم يتجاوز فتح كتب الشجب والاستنكار والاقتباس منها بغزارة توحي بأن هناك عملا جادا وموقفا سيتم اتخاذه حيال التهديدات الاسرائيلية للمسجد الأقصي ولكن تنتظر الشعوب ولا يقوم حكام المسلمين والعرب بأي خطوة في هذا الاتجاه, بل والأغرب من هذا الموقف المماثل من مصر والتي اكتفت أيضا باصدار بيانات الاستنكار, سواء من الأزهر أو من الأحزاب الدينية دون أن تكون هناك وقفة واحدة لله, ومن أجل هذا المسجد الذي ندين له جميعا بالكثير ونحمل أمانة الحفاظ عليه والتصدي لكل من يدنسه, وانني هنا أهيب بالشعوب الاسلامية, وليس حكامها بأن تقوم بانتفاضة قوية من أجل دينها وقيمها حتي يمكن أن تجد في كتابها يوم القيامة ما يمكن أن يضيء لها الطريق وينجيها من ظلمات الذنوب والفساد في دنيا فانية. المزيد من أعمدة نهال شكري