ياطيارة طيرى...فى حديقة الأزهر

فى أيام العصارى وقبل الغروب كنا وجيراننا نطلع فوق السطح نطير الطائرات الورقية »..وكانت أنفاسنا تطير محلقة فرحة معها.. وتتعالى صرخاتنا مهللة مدوية الى عنان السماء،
فكانت الطائرات الورقية هى رفيقتنا فى أيام الصيف الطويلة، وكانت المسابقات «ساخنة» بيننا وبين أولاد الجيران«وصناعة الطيارة سداسية أو رباعية هى هوايتنا المفضلة، والتى علمتنا حب الأصدقاء والمشاركة والتعاون وليس الوحدة أو الانغلاق مثل باقى هوايات العصر التكنولوجية.
ذلك ماتذكرته فى هذا اليوم المشمس الجميل من صباح الجمعة الماضى عندما تفتق ذهن الكاتبة الموهوبة ليلى الراعى ورئيس تحرير مجلة علاء الدين فى اختيارالمهرجان السنوى التاسع للمجلة الذى أقيم بحديقة الأزهر بالقاهرة كيوم رائع لصناعة وتطيير الطائرات الورقية من فوق ربوة حديقة الأزهر وقد استقبل المهرجان عشرات الأطفال فى تلك الروضة الخضراء وكان يوما لاينسى من أيام إجازة نصف العام الدراسى.
طيرى.. ياطيارة طيرى
وفى هذا تقول ليلى الراعى ريئس تحرير المجلة أن هذا المهرجان يختلف عن الأعوام السابقة، فقد تميز بكثرة جمهور الحضور والمشاركة الفعالة، وقد بدأ الاعداد له منذ شهر ونصف شهر قبل موعده، وقد لقى قبولا واستحسانا من الأسر لأن تطيير الطيارات الورقية هواية ورياضة راقية تناسب الأطفال وأمهاتهم.
وتشير ليلى الراعى الى أن صناعة الطائرة الورقية يحتاج الى مساعدة وتوجيه لانتاجها، حيث توظف الخامة وتنوع فى صناعتها كى يصل الطفل بها الى النتيجة الجيدة حتى يطيرها، ولذلك كان الاعداد المسبق للإحتفال فى غاية الأهمية، وهو ماحققه حديقة الازهر بالتعاون مع المركز الثقافى الصيني، فقام الاطفال أنفسهم بصناعة اللعبة وذلك تحت شعار المهرجان «طيرى ياطيارة طيري، وتؤكد ليلى أن هذا الجهد فى مهرجان شارك فيه عدة جهات منها وزارة الطيران المدنى التى أسهمت بخامات عالية الجودة مختلفه ومتنوعة، وقدمت أيضا نماذج للعب جديدة قديمة- محببة ذات أفكار وابتكارات متجددة باستمرار تشعل أذهان الأطفال وتحثهم على الصناعة والابتكار والابداع، فالطفل فى المهرجان يصنع لعبته بنفسه والطيارة الورقية لعبة مثالية وليست مكلفة، والمهرجان يهدف الى اكتشاف مهارات الطفل وقدراته وابتكاراته وهذا هو الهدف المنشود.
وهو ماتؤكده د.تشن- يون دونغ المستشار الثقافى لسفارة الصين أن الاطفال المصريين لديهم قدرة على الابداع والابتكار والتصنيع لاحدود لها، أكدها هؤلاء الاطفال الذين شاركوا فى ورشة العمل التى أسهمت فيها سفارة الصين.
وتقول ميرفت موسى مدير عام المركزالقومى لثقافة الطفل أن المركز شارك فى هذا المهرجان، لأنه يعتبر فن صناعة الطائرة الورقية من الفنون الجديدة -على العالم -فهو يسمى فن «الأورجاني» وهو صناعة الاشكال الورقية، وكانت مشاركته عن طريق صناعة الطائرة الورقية، وقيام الطفل برسم الطائرة على الورق -مثل الكربون- ثم يتم نزع الورق، ليتم تكوين نموذج الطائرة، الذى يقوم الطفل بعد ذلك بعملية تلوينه، وهناك أيضا ورشة المجسمات وهى تصنع الطائرة من مادة الصلصال، ويصنعها الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 7 سنوات، أما عن المجسمات الورقية فهى محاولة الطفل صناعة الطائرة المجسمة من خلال استخدام الورق الملون.
عروض الأطفال الفرعونية
وعن عروض الساحر بالمهرجان الذى قدمه الفنان نبيل بركات، والأراجوز الذى قدمه الفنان ناصر عبد التواب وشارك فيه أحمد جابر وحنا يحيي، تقول عبير سليمان وكيلة مدرسة المصرية الدولية بالهرم أن اعدادها للمهرجان كان قبل الافتتاح بفترة طويلة، ومن خلال جهود حنان موسى صحفية المدرسة بالتنسيق مع مجلة علاء الدين والمركز الثقافى الصينى، وتشير عبير أن فتيات المدرسة قدمن عروضا فرعونيه على موسيقى تتر أم كلثوم، وعروضا روسية لمصمم الرقصات د. محمد حسن الأستاذ بمعهد فن الباليه.، وتقول فريدة أحمد احدى الفائزات وهى بالصف الرابع الابتدائى بالمدرسة المصرية الدولية: أنها سعيدة لأنها فازت بطائرتها الملونة الجميلة التى صنعتها بنفسها فى سباق المهرجان، كما فازت بجاءئزة مادية كبيرة ، وأنها تنوى التبرع بجزء من جائزتها لإحدى المؤسسات الخيرية.
الساحر.. والصغار
وتقول فرح صابر بالصف السادس الابتدائى بمدرسة الشروق أن عمل الطائرة كان صعبا عليها، خاصة أنها كانت المرة الأولى التى حاولت فيها صناعة طائرة ورقية، لذلك قامت اختها الكبرى ايمان المشاركة بالمهرجان بمساعدتها والتى كانت تحمل رقم 442، وعن أجمل الفقرات التى أعجبتها فهى فقرة الساحر وحيله الخفيه بعصاه السحرية.
وكان ضمن فقرات المهرجان العاب للصغار وهى عبارة عن نماذج بالريموت كونترول لجمعية الكشافة الجوية المصرية. فى نهاية المهرجان تم توزيع الجوائز النقدية والعينية على الفائزين بالمسابقة والتى أسهم فيها جميع الجهات المشاركة، والجوائز المقدمة هى عبارة عن «حقائب وكاب»، ولعب على شكل طائرات مقدمه من وزارة الطيران المدني، وقد شارك فى الاحتفال مركز ثقافة الطفل وجريدة الأهرام تحت رعاية أحمد النجار رئيس مجلس الإدارة.