قرأت تصريحاً لضاحي خلفان، قائد شرطة دبي السابق، في تغريدة له على "تويتر"، بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعرف القيادة المركزية لتنظيم "داعش" الإرهابي، وتتعمد عدم ضربها.. وأن عناصر "داعش" المنتمين لجماعة "الإخوان"، والذين التحقوا بتنظيم القاعدة فى أفغانستان، قد صنعتهم أمريكا وتعجز عن التخلص منهم! إلى هنا انتهت "تغريدة" السيد ضاحي خلفان، وأتفق معه وأختلف.. كنت أتمنى أن يكشف لنا أسباب العلاقة الوطيدة بين أمريكا والدواعش.. لكنني سأدلي بها نيابة عنه... طبعاً بلا شك أتفق معه بأن "داعش" صناعة أمريكية؛ فقد عربدت الصهيونية العالمية في المنطقة من دون أي مقاومة؛ وعملت على زراعة داعش وتدريبه؛ ليكون بمثابة "التتار البربري" الذي يقوم بالتدمير وسفك الدماء بشكل عشوائي، وليثير الرعب والفزع في نفوس وقلوب الشعوب المغلوبة على أمرها في المنطقة العربية لغرض واحد؛ هو استسلام هذه الشعوب لفكرة "التقسيم"، وهو الحاصل الآن... وما يؤكد هذا الكلام؛ التراخي الأمريكي في العمليات ضدهم، وذاك التصريح الخطير الذي أدلى به أوباما بأنه "سوف ننتهي من داعش بعد ثلاث سنوات على ثلاث مراحل"، وهو يقصد فعلاً انتهاء دور "داعش" وتقسيم المنطقة حسب رؤاهم، وبموافقة الشعوب وليس الحكام!! من ناحية ثانية أختلف مع السيد ضاحي في فكرة أن أمريكا تعجز عن التخلص من "الدواعش"؛ فهم يمثلون لأمريكا كنزاً ثميناً، فكيف تتخلص منهم؟! فهم صناعة أمريكية مثل القاعدة تماماً، وتحقق لأمريكا ثلاثة أهداف؛ الأول: أنهم "الفزاعة" التي تخوف بهم دول الخليج ودول المنطقة؛ لكي يستنجدوا بالأمريكان، ومن ثم تفرض شروطها. الثاني: أن أمريكا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي قالت إن عدوها الحقيقي هو الإسلام، وداعش تحقق لها أكبر إساءة للإسلام؛ حتى يكون لديها الذريعة لهدمه والقضاء عليه، ولن يتحقق لها ذلك؛ فالله غالب على أمره وناصر دينه. الهدف الثالث والأخير، والخطير والمهم في الوقت ذاته: أن الاقتصاد الأمريكي قائم على تجارة السلاح، وإشعال المنطقة وتسليط "الدواعش" عليها يروج للسلاح الأمريكي، وبالتالي تحقيق أرباح طائلة، ومعها ترتفع أسهم الرئيس الأمريكي، ما يعني الضغط على دول المنطقة؛ لتكون خادمة وتابعة ومنقادة لكل ما يمليه عليهم أبناء العم سام! لكن إرادة الله فاعلة، ولا يمكن أن تفلت أمريكا وإسرائيل وقطر وتركيا.. وحماس؛ التي تنفذ خطط الصهيونية العالمية! وعموماً تلك كانت أمانيهم، وسترد أعمالهم إليهم.. وما يحدث في مصر والمنطقة العربية والعالم كله يعطي أملاً ويقيناً بأن الليل آن له أن ينجلي، بعد أن أصبحنا على أعتاب الحق والعدل للعالم الذي يولد من جديد. لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة