تمتاز القوات المسلحة باستخلاص الدروس المستفادة من التجارب والعمليات التى تنفذها على أرض الواقع. وتحدد دائما خارطة طريق لمعالجة أى سلبيات قد تحدث، من خلال وضع الحلول الجذرية الكفيلة بتحقيق الأهداف بدقة. فقد شهدت البلاد موجة تصعيد ارهابية كبيرة بعد ثورة الثلاثين من يونيو حتى الآن، بسبب تعطيل مشروع الشرق الاوسط الجديد وانهاء حكم جماعة الاخوان الارهابية المدعومة من جهات ودول خارجية لتقسيم البلاد لجعلها ولايات اسلامية خاضعة لسيطرتهم، ومع استمرار العمليات الارهابية الخسيسة التى تستهدف جنود وضباط الجيش والشرطة جاء قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بتشكيل قيادة جديدة موحدة فى شرق قناة السويس، لمكافحة الارهاب والتعامل معه بشكله الجديد. اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية الأسبق قال انه ليس هناك مجال للشك ان الارهاب الذى تحاربه مصر الآن هو ارهاب دولى منظم وليس محليا، وقد تطول وتمتد فترة مواجهته حتى القضاء عليه، لأنه يرتبط بمقاومتنا لمشروع الشرق الاوسط الجديد. وأضاف أن الحل العسكرى الذى اتخذته القيادة السياسية والعسكرية بتشكيل قيادة موحدة فى شرق القناة لمكافحة الارهاب هو بمثابة اعادة تجهيز لمسرح العمليات من جديد فى ظل وجود قيادة واحدة لها صلاحيات واسعة ولها سلطة اتخاذ القرار المناسب بالتنسيق مع القيادة العامة مباشرة. واشار الغبارى الى أن هذه القيادة هى عبارة عن قيادة تعبوية مثل قيادة الجيوش، تتميز بأنها لا تحتاج الى التنسيق العرضى والرأسى بين القوات فى جميع المستويات على عكس ما يحدث فى السابق، موضحا أن القوات التى كانت تحارب الارهاب فى سيناء كانت مجموعات مشكلة من الجيشين الثانى والثالث من شرق القناة ومدعومة من قوات من غرب القناة وتتلقى الدعم من القيادة العامة عن طريق القوات الجوية والبحرية،وكان يلزم دائما التنسيق بين القيادات لاستخدام هذه القوات. واضاف ان القيادة الجديدة تحدد حجم القوات المطلوبة من الجيشين الثانى والثالث وكذلك من القوات التابعة للقيادة العامة مثل القوات الجوية " الدعم المخصص من القوات الجوية " بالاضافة الى قوات حرس الحدود، وبذلك يتم تشكيل التنظيم المطلوب لمجابهة الارهاب تحت قيادة واحدة لا تحتاج الى التنسيق لاستخدام هذه المجموعات. واكد الغبارى ان اختيار رتبة الفريق لتتناسب مع القيادة الجديدة هو امر طبيعى لان رتبة الفريق لديها سلطات ومهام تزيد عن رتبة اللواء، لما لها من صلاحيات وسلطات واسعة لأنها تصبح من القيادات التى تتعامل مع الافرع الرئيسية مباشرة مثل هيئة العمليات او مع القيادة العامة، وبذلك كان يلزم ترقية اللواء اسامة عسكر الى رتبة الفريق حتى تتناسب هذه الرتبة مع الوضع والمهام الجديدة. وأشار الى أن اختيار اللواء اسامة عسكر جاء لخبرته فى قيادة الجيش الثالث وخبرته فى العمل فى سيناء لفترات طويلة وتميزه بالحسم والجدية فى التنفيذ .