كشفت محاضرات ومناقشات ورشة عمل أقامها الاتحاد العالمى لحماية الطبيعة (IUCN) بمدينة الغردقة عن الكثير من الحقائق ونواحى القصور التى تعانى منها المحميات البحرية، مؤكدة أهمية الالتزام بالاشتراطات العالمية التي تنص على ألا تقل المحميات البحرية المعلنة عن 10% من مساحة مياهها الإقليمية. وفى سبيل تحقيق ذلك هناك كثير من الاقتراحات الإيجابية، ومنها ما طرحه الدكتور طلعت رئيس الإدارة المركزية للمحميات- من قيام كل دولة عربية بتشكيل لجنة متخصصة، وفريق عمل عربى مكون من أعضاء أو ممثلين لهذه اللجان، بحيث يعمل على درء الأخطار والسلبيات داخل المحميات العربية، واقتراح المناطق المؤهلة للإعلان، وكذلك المناطق التى تمتلك مقومات الترشح للتراث الطبيعى العالمى.ومن جهته، قال الخبير الأردنى المهندس معتز الطاهر إن إنشاء شبكة إقليمية للمحميات البحرية سيكون بمثابة وسيلة فاعلة لتنسيق الجهود، والاستفادة من الخبرات الموجودة بالدول المشاركة والهيئات الدولية المعنية بحماية البيئة البحرية عن طريق تبنى ممارسات إدارية وفنية على درجة عالية من الكفاءة، بمشاركة المجتمعات المحلية، وبمعنى يدعو للتنمية بوجود الإنسان القاطن داخل المحميات، وليس بغيابه.وأشار الدكتور هانى الشاعر -مدير برنامج المحميات بالاتحاد الدولى لحماية الطبيعة (المكتب الإقليمى لغرب آسيا)- إلى أن هناك اتفاقية بين الاتحاد والمركز الإقليمى للتراث العالمى بالبحرين، لتنفيذ برنامج المحميات والتنوع البيولوجى، لزيادة أعداد المحميات خاصة البحرية بمنطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا بالتعاون مع مكتب الاتحاد الدولى لحماية الطبيعة فى إسبانيا، كي يتسنى تفعيل إدارتها بطريقة تخدم المحافظة على الموارد الطبيعية، وتحقق أهداف اتفاقية التنوع البيولوجى (CBD)، فيما يخص حفظ التنوع البيولوجى. كما يسعى مكتب الاتحاد -من خلال خطة العمل التشاركية مع الجامعة العربية ووزارات البيئة بالمنطقة- إلى تفعيل إدارة المحميات البحرية التى تم إعلانها من خلال خطط إدارية محددة، كي تسهم فى الحفاظ على ثرواتها الطبيعية. ومن جهتها، قالت هيفاء شعبان عبد الحليم -منسق التراث العالمى بالاتحاد الدولى لحماية الطبيعة للدول العربية -: «على الرغم من أن الدول العربية تمثل موطنا لتراث طبيعى غنى ومتنوع إلا أن عدد المواقع الطبيعية المدرج حاليا هو الأقل بين أقاليم اليونسكو، فلا يُوجد فقط سوى 6 مواقع عربية فقط منها موقع بحرى واحد هو سقطرة باليمن». وأضافت: «بصفة عامة نتوقع خلال المرحلة المقبلة، وفقا للخطط؛ إنجازات كثيرة فى هذا الصدد منها إجراء دراسات محورية جديدة، والاستفادة من الدراسات الموجودة للوصول لقائمة موثقة لمواقع التراث العالمى بالمنطقة العربية تمثل أكثر المواقع الطبيعية الاستثنائية على مستوى العالم»، على حد قولها.